19 عاماً... مؤتمر ستار تمكن من إشراك المرأة في كافة المجالات
نساء ناحية صرين في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا تؤكدن أن مؤتمر ستار خلال مسيرته التي انطلقت منذ 19 عاماً عمل على تعزيز دور المرأة وإشراكها في مختلف المجالات.
نورشان عبدي
كوباني ـ من خلال تنظيم وتوعية المجتمع عموماً والنساء خصوصاً في كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، يسعى مؤتمر ستار إلى نشر مبادئه المتمثلة بتوضيح مفهوم حرية المرأة ودعم نظام الحياة الندية التشاركية بين الجنسين وكذلك حماية حقوق المرأة والطبيعة.
تأسس مؤتمر ستار في 15 كانون الثاني/يناير عام 2005 في العديد من مناطق روج آفا، وعمل بشكل بسري في بداياته على توعية النساء بالمخاطر المحيطة بهن وتنظيمهن ليكن من ضمن الفئات الفعالة في المجتمع وذلك من خلال عقد الاجتماعات وإطلاق الفعاليات والنشاطات المتنوعة.
وبمناسبة الذكرى السنوية الـ 19 لتأسيس مؤتمر ستار أكدت نساء ناحية صرين في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا على دور المؤتمر في تنظيم النساء.
"عزز دور المرأة في كافة المجالات "
عن هدف وعمل مؤتمر ستار قالت عضو منسقية مؤتمر ستار في ناحية صرين في مقاطعة الفرات منى مصطفى "بعد تولي الإدارة الذاتية زمام الأمور بإقليم شمال وشرق سوريا توسع نطاق عمل اتحاد ستار الذي بات يطلق عليه اسم مؤتمر ستار وذلك بموجب مؤتمره السنوي الذي عقد في عام 2016، وشمل تنظيم وتوعية واحتضان كافة النساء ومن جميع المكونات في الإقليم، حيث حقق المؤتمر انجازات عديدة بكافة محافل الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما أصبح مصدر قوة وأمان تلجأ إليه كل امرأة معرضة لأي شكل من أشكال العنف سواء من عائلتها أو مجتمعها ليقدم لها الدعم من خلال لجانه المتنوعة مثل لجنة الصحة والتدريب وكذلك الحماية الجوهرية ولجنة الحقوق والعدالة للمرأة ولجنة الثقافة ولجنة العلاقات الدبلوماسية وغيرها".
وذكرت أن "مؤتمر ستار زاد من تواجده بين صفوف النساء بعد انطلاق ثورة 19 تموز/يوليو عام 2012، فمنذ بداية تأسيسه قدم الدعم لكل امرأة مضطهدة على الرغم من الصعوبات والعراقيل التي واجهها من قبل الذهنيات التي تحاول التعتيم على دور المرأة وإبقاءها تحت وطأة العادات والتقاليد البالية، لكن بعد الوعي الذي تحلت به المرأة تجاه مهام المؤتمر أدركت بأنه أبرز الداعمين لها وأنه المكان الآمن الذي يمكن أن تلجأ إليها عند تعرضها لأي عنف وانتهاك، فمنذ البداية هدف المؤتمر واضح في نشر الوعي بين فئات المجتمع وتحقيق المساواة ومعالجة القضايا والمشاكل العالقة وفهم الحرب الخاصة التي تمارس على مناطقنا".
وأضافت منى المصطفى "يعمل المؤتمر على توعية النساء في المدن والقرى ويقدم لهن الدعم النفسي والمادي حتى تتمكن من الاعتماد على ذواتهن، وأنا بدأت العمل في مؤتمر ستار قبل ثلاثة أعوام وحققت تغيرات عدة فبداية كنت أتعلم وأسعى لزيادة الوعي لدي أما اليوم فأنا أساهم في توعية النساء والمجتمع، من خلال مبادئ المؤتمر أصبحت امرأة صاحبة إرادة قوية أسعى لبناء مجتمع حر ديمقراطي".
"المؤسسات النسوية تعتبر ملجأ المعنفات "
فيما أكدت ندى الجادر أن "تأسيس مؤتمر ستار خطوة تاريخية وهامة بالنسبة لكافة النساء، كونه أسس على مبدأ المساواة وحماية المرأة وتعزيز حقوقها وإعادة المسلوب منها، لذلك يحتل مكانة هامة لدى النساء والمجتمع، وبعد انطلاق ثورة 19 تموز عام 2012 بإقليم شمال وشرق سوريا وأصبح الجهة التي تقصدها المعنفات"، مؤكدةً أنه في الفترة التي سبقت تأسيس المؤتمر كانت المرأة مهمشة "غيب دور المرأة فلم تمتلك الحق في إبداء رأيها، لكن ذلك تغير بشكل كبير فاليوم تتمتع بكامل حريتها في ظل ثورة المرأة وما حققته لها من إنجازات بهدف النهوض بواقع كافة النساء".
وأضافت "نتمنى من كافة النساء دعم مؤتمر ستار الذي يدافع عن حقوق المرأة في المنطقة فبفضله أصبحت صاحبة كلمة وقرار خاص المرأة العربية التي لطالما تعرضت للعنف المنزلي والمجتمعي، أما اليوم فقد أصبح لها مكان تأوي إليه وهو مؤتمر ستار وكافة المؤسسات النسوية".
"أصبحت قادرة على الدفاع عن قضيتي "
من جهتها تبين عضو منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في ناحية صرين دعاء الناصر أن "مجتمعنا بصرين عشائري يستند على العادات والتقاليد ويفرض قوانينه على المرأة بشكل خاص وبالتالي تسيطر هذه العادات البالية على المجتمع والمرأة، ولكن بعد تأسيس مؤتمر ستار في صرين حققت المرأة خطوات إيجابية في إطار تطوير حياتها وفكرها"، مشيرةً إلى أن مؤتمر ستار هو المنزل الثاني لكل امرأة مضطهدة "مؤتمر ستار هو الداعم الأول للنساء اللواتي تتعرض للعبودية والظلم من قبل الذهنية الأبوية الذكورية، بعد توعية المرأة تعرفت على حقيقتها وهويتها وبالتالي أصبحت قادرة على مواجهة العادات والتقاليد التي تكبلها بالقيود والعبودية".
وتابعت "منذ عامين بدأت العمل في منظمة سارا وأنا فخورة بعملي لأنني أساهم بكامل قوتي وإرادتي في الدفاع عن حقوق المعنفات، بانضمامي إلى المؤسسات النسوية أحرزت تغيراً إيجابياً في فكري وتكوين شخصيتي، ولأن العقل الذكوري السلطوي يسيطر على مجتمعنا فقد واجهت في بداية عملي صعوبات عدة، ولكن بفضل مؤتمر ستار أصبحت قادرة على الدفاع عن نفسي وقضيتي والمطالبة بحريتي بكل قوة وثقة".