15 شباط والصمت الدولي... حقيقة مؤامرة عمرها ربع قرن

المؤامرة التي حيكت بحق القائد أوجلان منذ 25 عاماً تبوء بالفشل لأنها لم تستطع القضاء على فكره الذي بات نبراساً يضيء دروب الشعوب التواقة للحرية هذا ما أكدته إحدى النساء اللواتي التقين به.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ أكدت عدولة خليل إحدى النساء اللواتي التقين بالقائد أوجلان إن جميع الدول التي تلتزم الصمت حيال قضيته هي شريكة بالمؤامرة، موضحةً بأن المؤامرة فشلت لأن الملايين من الشعوب التفوا حول فلسفته وسائرين على دربه.

حيكت مؤامرة دولية في 15 شباط/فبراير من عام 1999 بحق القائد أوجلان وتم اعتقاله، ومنذ اليوم الأول بدأت الدولة التركية ممارسة كافة أساليب التعذيب بحقه وفرض عقوبات من قبل الدولة التركية، وفرض العزلة المشددة عليه منذ ثلاثة أعوام.  

واعتبرت عدولة خليل أن التزام الشعوب بنهج القائد عبد الله أوجلان يؤكد أن هذه المؤامرة لم تصل لأهدافها وباءت بالفشل لأنها سعت إلى تصفية القضية الكردية ومشروعها الديمقراطي "الشعوب التي آمنت بفكر القائد عبد الله أوجلان نظمت نفسها وأوصلت فكر القائد أوجلان إلى العديد من الشعوب، ومشروع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا أحد هذه المنجزات".

عدولة خليل التقت بالقائد أوجلان مرتين خلال تسعينيات القرن الماضي وقالت عن فكره "فلسفته باتت نهجاً تسير عليه الشعوب وعلى هذا الدرب ستتحقق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".

وكشفت عدولة خليل التي تبلغ من العمر 70 عاماً من سكان مدينة منبج مدى ارتباط الكرد بفكر القائد عبد الله أوجلان "ارتبطنا بفكر وفلسفة القائد أوجلان خلال تعرفنا عليه وعلى أهداف نضاله، وكنا نجهل بأن هناك كرد حقوقهم مسلوبة في ثلاثة دول أخرى غير سوريا، حينها تعرفنا على مصطلح كردستان للمرة الأولى، ولأننا لم نحظ يوماً في التحدث بلغتنا بشكل علني في ظل حكومة البعث، رأينا فكر القائد بوصلة النجاة نحو الحرية التي ستعيد حقوقنا كشعب ولغتنا الأم".

ولفتت إلى أنه "عندما تعرفنا على فكر القائد أوجلان ساهمنا بنشره عبر عقد اجتماعات، وتجمع الأهالي، ورغم ملاحقتنا من قبل أجهزة حكومة البعث وخطورة الأمر آنذاك إلا أن يقيننا بالنهج الذي كنا نسير عليه دفعنا لإكمال عملنا".

وذكرت بعض التفاصيل من لقائها بالقائد أوجلان "التقيت بالقائد أوجلان قبل تنفيذ المؤامرة بحقه وإخراجه من سوريا، التقيناه في مدينة حلب مع حشد كبير من أهالي كوباني، وعفرين، وحلب، بروح ومعنويات عالية".

وعما ورد من موضوعات في الاجتماع أفادت أنه "شدد على أن لا شيء يمكن أن ينجح إلا بإشراك المرأة وهذا النجاح يكمن بحريتها، كما تطرق إلى تآمر الدول عليه لإعاقة مشروعه النضالي، وكان للنقاشات التي دارت بيننا أثر كبير في شخصيتي لأغير الكثير من المفاهيم التي كانت راسخة لدي، وفي المرة الثانية التقيناه في دمشق".

وعن تلقيهم خبر سجن القائد أوجلان تقول عدولة خليل "كنا نعلم بأن هناك مؤامرة تحاك ضد القائد أوجلان وفق ما حلله مسبقاً، وفي 15 شباط بينما كنا نترقب أخباره بلهفة، تفاجئنا بخبر اعتقاله عندما رأينا صورته وهو مكبل وكانت فاجعة بالنسبة لنا، لم تجف أعيننا من البكاء حزناً عليه، ولمدة سبع أيام أضربنا عن الطعام، ناهيك عن الاستنكارات في أجزاء كردستان الأربع عبر حرق الشبان لأنفسهم، وكان هذا الاستنكار نابعاً من صميمنا لأنه أعطى البصيرة والإدراك الذي كنا نفتقده بحق قضيتنا وأردنا من خلال الإضراب عن الطعام التعبير عن رفضنا وتضامننا مع القائد أوجلان لأننا مدينون لما قدمه لنا".

واعتبرت الصمت الدولي مشاركة في المؤامرة "الولايات المتحدة كانت من المتآمرين الرئيسين في اعتقال القائد أوجلان، ناهيك عن الدول الأخرى كروسيا وغيرها من الدول التي رفضت منحه حق اللجوء السياسي لطرح فكره ومشروعه، ومضى 25 عاماً على اعتقاله ولا يزال المجتمع الدولي يلتزم الصمت".

وأكدت أن المجتمع الدولي يبني نفسه على حساب حقوق الشعوب "المؤامرة فشلت في منع فكر القائد أوجلان عن الشعب لأن فلسفته باتت نهجاً نتبعه والثورة التي اشتعلت في إقليم شمال وشرق سوريا هي نتاج أيديولوجيته وعلى هذا الدرب سنحقق حريته الجسدية".