زلوخ رشيد: أنقذوا وأحموا ما تبقى من أهالي عفرين
عبرت رئيسة هيئة المرأة في إقليم عفرين بشمال وشرق سوريا زلوخ رشيد عن خشيتها من مصير الفتاتين المختطفتين والقابعتين في سجون الدولة التركية والتي صدر بحقهما حكم الإعدام
روبارين بكر
الشهباء ـ ، مطالبةً لجنة التحقيق وتقصي الحقائق بالإسراع في إنقاذهما.
في 24 حزيران/يونيو 2019 اختطفت الاستخبارات التركية واستخبارات الشرطة في إعزاز 3 نساء بينهن قاصر وأحد أهالي مقاطعة عفرين وهم كل من "مولودة نعمان من مواليد عام 1956، فيدان بلال مواليد 1999، وصال حنان وسليمان نوري نعمان".
وبعد اختطافهم ونقلهم إلى سجون الدولة التركية في الراعي انقطعت أخبارهم ومعلوماتهم بالكامل ومن المعروف أن سجن الراعي من أكثر سجون تركيا سيئة الصيت وكل من يدخله لا يخرج إلا جثة، وبعد أكثر من عامين أبلغت سلطات الاحتلال التركي في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ذوي سليمان نعمان بوفاته في السجن واستلام جثته.
وكانت قد توفيت المختطفة مولودة نعمان التي كانت مصابة بمرض السكري في 30 تشرين الثاني/الماضي، بعد منع السلطات تقديم الدواء لها، وبعد هذه الحادثة وغيرها الكثير من جرائم القتل تحت التعذيب وفي ظروفٍ غامضة داخر السجون التركية تزداد المخاوف على حياة ومصير فيدان بلال ووصال حنان.
سلطت رئيسة هيئة المرأة في إقليم عفرين زلوخ رشيد في حديثها لوكالتنا الضوء على انتهاكات وجرائم الدولة التركية ومرتزقتها بحق المدنيين في عفرين وخاصةً بحق النساء لافتةً إلى أن "الانتهاكات التي بدأت مع احتلال تركيا لعفرين قبل 4 أعوام لم تتوقف حتى يومنا هذا".
وأشارت إلى أنه في الأشهر الماضية وخاصةً في تشرين الثاني/نوفمبر، وحسب متابعتهم وما وثقته المنظمات الحقوقية المعنية بتوثيق جرائم تركيا في عفرين ازداد عدد المخطوفين "شهدنا الكثير من حالات الاختطاف والكثير من الأحداث المروعة التي ترتكب بحق المدنيين والنساء منهم على وجه الخصوص".
وتعتبر أن تعرض كلاً من فيدان بلال ووصال حنان من مدينة عفرين للاعتقال منذ 4 أعوام، يعد الأكثر إيلاماً فقد تم "إخراج صك ادعائهما واتهامهما بتنفيذ عمليات إرهابية في مدينة عفرين وبناءً على ذلك حكم عليهما بالإعدام"، مؤكدةً أن كل اتهامات وادعاءات الدولة التركية بحق الفتاتين باطلة "كل من يتم اختطافه أو اعتقاله يواجه ذات التهم".
وعبرت زلوخ رشيد عن خشيتها من المصير الذي ينتظر الفتاتين والذي من المحتمل أن يشابه مصير مولودة نعمان وسليمان نوري نعمان، "نحن قلقون من أن يتم خلال الفترة القادمة تنفيذ الحكم، خاصةً بعد حادثة قتل المدنيين الذين اختطفوا قبل أربعة أعوام مع الفتاتين وواجهوا ذات التهم، لقد قتلوا بطرق وسبل مختلفة، هناك مخاوف كبيرة من أن تلقى الفتاتين ذات المصير فهذه الحوادث باتت مكررة بشكل شبه يومي".
وأكدت أن كل ما يرتكب بحق المدنيين والنساء في عفرين جرائم ضد الإنسانية "كان يجب منذ بداية احتلال عفرين متابعة حماية حقوق المدنيين وتشكيل لجان لتحقق ما يحدث في المنطقة، إلا أنه ومع الأسف حتى يومنا الراهن العالم يكتفي برؤية الجرائم والتزام الصمت حيالها"، وتأمل أن تغير المنظمات الإنسانية والمعنية بحماية حقوق النساء والدفاع عنها من سياساتها وأن يتوجهوا لمقاطعة عفرين ليشاهدوا ويوثقوا ما يرتكب بحق المدنيين والنساء، من قتل واغتصاب، ويروا ما يحدث للآلاف من المعتقلات في سجون الدولة التركية وما يتعرضن له من تعذيب.
وطالبت رئيسة هيئة المرأة في إقليم عفرين زلوخ رشيد في ختام حديثها بإرسال لجان تقصي وتحقيق لتوثيق جميع تلك الجرائم "يجب محاسبة تركيا وحماية من تبقى من السكان الأصليين في المنطقة الذين بات عددهم قليل جداً ولا يتجاوز الـ 20%، ففي ظل ما يمارسه الاحتلال التركي من توطين للمستوطنين يسعى لتحقيق أهدافه المنشودة بغية شرعنة احتلالها لعفرين وتغير ديمغرافية المنطقة".
هذا وبحسب محاميين ومنظمات حقوقية فإن حكم تركيا على مواطنين سوريين وسط ما تفرضه على مناطقهم من احتلال باطل ويستوجب محاسبة تركيا على ما تفرضه من احتلال وتجاوزات لحرمة الأراضي السورية وحقوق المواطنين عليها.