'يجب الاستفادة من تجربة الكرديات في التمثيل السياسي'

أشادت الناشطة العراقية أزهار الجبوري بما حققته المرأة الكردية من ناحية التمثيل السياسي والحقوق منها تجربة الرئاسة المشتركة في مختلف المؤسسات والمناصب كاعتراف بدور النساء في المقاومة من أجل الوجود الحقيقي لا الصوري.

زهور المشرقي

آمد ـ أكدت الناشطة النسوية أزهار الجبوري أنه حان الوقت الاعتراف الدولي التام بحقوق الكرد ووقف قتلهم واستهدافهم، معتبرة أن مشاركتها هذا العام في احتفالات عيد نوروز، كان خطوة جديدة في اتجاه دعم القضية الكردية العادلة وتضامناً مع النساء الكرديات اللواتي بتن رمزاً حقيقياً للنضال والسلام.

على هامش الاستمرار في الاحتفال بعيد نوروز اليوم الذي تم التخلص فيه من الظلم وانتصر الحق لتشعل النيران على سطح الجبل انتصاراً بالسلام والحرية والعدالة، عبرت الناشطة النسوية العراقية أزهار الجبوري عن انبهارها بتمسك الكرد بالهوية والنضال من أجل حقوقهم لا كأقليات كما تروج جهات سياسية، بل كقومية يفوق عددهم الـ 60 مليون وزعوا بين العراق وتركيا وسوريا وإيران.

وأوضحت أنه "كان لقاءً مميزاً مع نساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحدثنا كثيراً عن قضايانا المشتركة وتلاقت أفكارنا في اتجاه توحيد النضال والمقاومة النسوية من أجل حقوقنا، وكان هناك نقاشات أبرزت أن وضعنا مشترك وأن ما يهدد النساء في آمد، تتأثر به النساء في أفريقيا والشرق الأوسط وبالتالي اتفقنا على تطوير طرق العمل لإيجاد أرضية عمل أوسع".

وعبرت أزهار الجبوري عن إعجابها بنضال الكرديات من أجل حقوقهن والسلام ووقوفهن في وجه الأنظمة القمعية بقوة وشجاعة، مشددة على أهمية استمرار العمل للاستفادة من تجربتهن التي تواجهها بعض الأطراف بنشر الفوضى ولكن ذلك لم يمنعهن من المقاومة الفكرية بمختلف الأشكال، داعية إلى دعم التواصل مع المنظمات الكردية النسائية التي أصبحت مرجعاً بعد أن نجحت في فرض الاشتراكية وتحقيق نظام الرئاسة المشتركة التي أنصفت النساء وحققت المساواة الحقيقية.

وعن الوضع في العراق والجدل حول تنقيح قانون الأحوال الشخصية وفرض تزويج القاصرات بعمر التسع سنوات والذي يعتبر انتكاسة حقيقية، بينت أن التغيير هو ضرب لحقوق المرأة وانتهاك صارخ لحقوق الطفل والأسرة والمجتمع بشكل عام، لافتة إلى أن التشدد والتعصب من قبل بعض الأحزاب لتمرير القانون وتغييره علماً أنه أصدر منذ عام 1959 وكان حافظاً للأسرة العراقية وكرامة المرأة وحقوق الطفل، معبرة عن مخاطر تزويج القاصرات إضافة إلى سلب المطلقة أو الأرملة كل حقوقها الزوجية فضلاً عن الانتهاكات التي مست المسنات بتجريدهن من حقهن في الإرث.

وعن العنف والاقصاء الذي تواجهه العراقيات، أكدت أزهار الجبوري أن التجارب أثبتت أن مشاكل النساء في الشرق الأوسط متشابهة وقد تبين أن الحلول لمواجهة التحديات مختلفة وهو أمر قد يحتاج إلى تشارك التجارب، مشيرة إلى أن العراق بعد 2003 أفرز تفاؤلاً بمستقبل أفضل لهن لكن التغييرات الأخيرة خلقت مخاوفاً "بعد عام 2003 كان دور النساء قوياً، وكانت هناك مقاعد برلمانية كبيرة لهن وكن مشاركات بقوة في مختلف السلطات كالتشريعية والقضائية والتنفيذية، لكن التجربة اليوم مقلقة وغير مطمئنة وتقلص وجودها بشكل لافت، وهذا يدعونا كنساء لمعاضدة الجهود والتعلم من تجارب بعضنا والعراق وما تعيشه النساء مثالاً".

وأشادت بدعم النساء الكرديات والإعلام الكردي للعراقيات في نكستهن، مؤكدة أنه يجب توسيع جسور التواصل معهن للاستئناس بتجربة ملهمة وثورة نسوية أحدثت التغيير وحققت المساواة وضمنت حقوق كثيرة لهن على جميع المستويات خاصة السياسية.

وأضافت متوجهة للنساء في بغداد والمنطقة وشمال أفريقيا "لا تهللن بتعيين خمس نساء في الحكومة، ليس إنجازاً، التهليل يكون حين نحقق المساواة التامة والفعلية ونرى النساء قياديات في مناصب سياسية ومواقع القرار، هناك مؤامرات تحاك ضد تقوية النساء يجب أن نوقفها معاً بنضالات مشتركة ومقاومة فكرية للتصدي للذهنية الذكورية".

وعن مشاركة المرأة العراقية في المجال السياسي، قالت "ينص الدستور العراقي على أن تكون مشاركتها لا تقل عن 25%، لكن واقعياً هذه النسبة فقط موجودة في البرلمان والمجالس المحلية وحاولت النساء في آخر انتخابات برلمانية ووصلت حوالي30% كأول مرة تتحصلن على هذه المقاعد في البرلمان، لكننا غير راضيات ونريد المزيد وبالتالي مهمة العمل على التمكين السياسي للمرأة يجب أن تكون أولوية المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات النسوية".

وبخصوص تشديدها على تمكين النساء سياسياً، ألقت أزهار الجبوري اللوم على الأحزاب لعدم إعطاءهن الفرصة للبروز والعمل بل يتقصد البعض اختيار نساء غير أكفاء لإظهار جانب سيء وأنهن غير مؤهلات للقيادة وبالتالي لا يمكن تشريكهن في الانتخابات والفوز حتى يكن صوت قوي ومؤثر يمنع التلاعب بحقوقهن.

وأبرزت أن تجربة الكرديات مثلاً كانت مختلفة وحققت المساواة وباتت في الصف الأول في مختلف المجالات عبر تجربة الرئاسة المشتركة المنصفة لهن "الكرديات اليوم رئيسات أحزاب ومنظمات كبرى، هناك اعتراف بهن فنضالاتهن حققت التغيير الحقيقي، إنها تجارب تتطلب من النساء السير على منوالها وستكون داعمة للاستقرار في بلداننا".