يعاني الأطفال في السجن مع أمهاتهم من الانتهاكات

أن الانتهاكات الممارسة مؤخراً للحقوق ووفاة المعتقلين المصابين بأمراض خطيرة يجعل سجن آمد دائماً على جدول الأعمال

يتأثر الأطفال الذين يقيمون في السجون مع أمهاتهم بشكل كبير بظروف السجن، هناك 13 طفلاً مع أمهاتهم في سجن آمد المغلق للنساء. في إشارة إلى أن الممارسات في السجن تسبب صدمات مختلفة للأطفال، قالت عضوة مجلس إدارة جمعية المحاميين المحامية عديلة سلمان، أن الأطفال يمرضون بسهولة شديدة بسبب سوء التغذية والضغط النفسي.
 
مدينة مامد اوغلو
آمد ـ ، ورغم استمرار دعوات المدافعين عن حقوق الإنسان وأقارب المعتقلين يستمر صمت وزارة العدل حيال عمليات التعذيب والانتهاكات المنافية لحقوق الإنسان.
الأطفال الذين يقيمون مع أمهاتهم في السجون حصلوا على نصيبهم أيضاً خاصة بعد تفشي الوباء، حيث ازدادت العزلة المفروضة عليهم. ويواجه الأطفال المقيمين في السجن مع أمهاتهم الذين تصل أعمارهم حتى الـ 6 سنوات العديد من الصعوبات من حيث التغذية والصحة وسوء حالتهم النفسية.
 
في آمد وحدها تبقى 13 أم في السجن مع أطفالهن
أكدت جمعية المحامين من أجل الحرية (ÖHD) في آمد، أن الأطفال الذين يعيشون في السجن يعانون من صدمات نفسية بسبب الممارسات والظروف الغير مؤهلة لهم. وأوضحت عضوة جمعية المحامين من أجل الحرية (ÖHD) عديلة سلمان، خلال حديثها حول ما تمر به الأمهات وأطفالهن من ممارسات وانتهاكات لحقوق الإنسان، وبدأت حديثها عن مشاكل أم محتجزة تقدمت بطلب لارتباطها بابنتها البالغة من العمر 5 سنوات، أنه بحسب المعلومات التي حصلوا عليها من الطلبات المقدمة لهم، تبين بأن هناك في سجن آمد وحده 13 أم مع أطفالهن.
 
"موظفو السجن: ليس علينا تلبية احتياجات الطفل!"
وأشارت عديلة سلمان إلى أنه يمكن للأطفال البقاء في السجن حتى سن 6 سنوات، وأن ما يتعرضون له من ضغوطات نفسية ومشاهدة حالات العنف والتعذيب والحجز في السجن يؤثر على حياتهم الآنية والمستقبلية. 
ولفتت الانتباه إلى تجارب السجينات المؤلمة والحافلة بالمصاعب والمتاعب النفسية والجسدية، مشيرةً إلى أن الأمهات الأخريات يعانين نفس الألم والعذاب، "للأسف تعتبر ظروف السجن صعبة للغاية بالنسبة لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات ولا يمكن تلبية العديد من الحاجات الأساسية والمتطلبات الرئيسية، واذا طلبت الأم لابنتها أي شيء يواجه طلبها بالرفض من قبل موظفي السجن بحجة أنه لا يجب أن تبقى طفلتها معها في السجن، أو لا يكترثون للطلب حتى".
 
"تم وضع الأم وابنتها في زنزانة انفرادية" 
وأكدت عديلة سلمان على أن كلاً من الأم وطفلتها تعانيان من أمراض مزمنة تتطلب علاجاً منتظماً ومستمراً، وأن مشاكل سوء التغذية التي تعاني منها الطفلة كان السبب في تدهور صحتها، "يتم إطعام الطفلة في السجن الحلوى والعصير والحليب يومياً. ولكن الطفلة تعاني من مشاكل معوية، فإنها تحتاج إلى تناول خبز القمح الكامل، رغم أن الأم قالت ذلك وطلبته مراراً وتكراراً من المتجر التابع للسجن، إلا أن مطالبها كانت تذهب سدى ولم تتم تلبيتها. وعندما يذهبون إلى المستشفى ويعودون، عوضاً عن عزلهم في غرف متفرقة، يتم الاحتفاظ بهم في زنزانات فردية".
 
"ممارسات السجون تؤثر على الأطفال" 
وألقت عديلة سلمان الضوء على مشاكل أخرى "في اليوم الذي تستقبل فيه الأم المحتجزة ابنتها من والدها، يتم قطع ذراعي الدمية ورجليها ورأسها أمام أعين الطفلة أثناء تفتيش أغراض الطفلة في نقطة تفتيش المؤسسة. وقالت الأم لنا أن الطفلة بكت كثيراً في ذلك اليوم نتيجة رؤيتها لتلك المشاهد، وبعد ذلك اليوم تستيقظ ليلاً خائفة وتبلل سريرها من الرعب، كما أنها أصبحت عنيفة جداً وتقول ألفاظاً لا تناسب عمرها مثل "سأقطع رأسك"".
ولفتت إلى أنه بشكلٍ عام يعاني جميع الأطفال المسجونين مع أمهاتهم من صدمات شديدة "جميع الأطفال الذين نشأوا في السجن يتعرضون لصدمات نفسية بسبب الأحداث والظروف الذي مروا ويمرون بها". 
وأضافت "هناك مشكلة أخرى يعاني منها الأطفال الذين يقيمون مع أمهاتهم وهي محدودية أدوات اللعب والرسم التي تدعم نمو الأطفال على المستوى العاطفي والنفسي. حيت يتم حظر أقلام التلوين على الأطفال ولا يمكن إعطائهم أي شيء إلا بعد التشاور مع الإدارة عدة مرات. القيام بتفتيش الغرف في السجون على شكل مداهمات، والضغط الممارس على جميع السجناء الذين يتشاركون نفس الغرفة تسبب صدمات خطيرة قصيرة وطويلة المدى على الطفل ويؤثر على نموه بشكل طبيعي".