تقارير وأرقام تؤكد ازدياد العنف ضد الصحفيات في تونس

يتعرض الصحفيون في تونس لانتهاكات يومية بمختلف الأشكال، خلال أداء عملهن، في وقت تراجعت فيه حرية الرأي والتعبير.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أكدت ناشطات وحقوقيات في تونس على أن الاعتداءات على الصحفيات يؤثر سلباً على عائلاتهن، حيث تم تسجيل 224 اعتداءً بمختلف أشكاله عليهن، مشيرات إلى أن النقابة تواصل رصد الانتهاكات بحق الصحفيات لضمان سلامتهن في البلاد.

في وقت يشهد فيه تونس تواتر الإيقاف والملاحقات القضائية لعدد من الصحفيين والصحفيات، فإن واقع الحريات الصحفية يطرح جدلاً ما فتئ يتصاعد في ظل تأكيد مختلف الفاعلين في القطاع أن هامش الحريات الصحفية بات يشهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وتزايداً في الانتهاكات والاعتداءات المرتكبة خاصة بحق الصحفيات منهم.

قالت عضوة وحدة الرصد بمركز السلامة المهنية للنقابة الوطنية للصحفيين مروى الكافي، إن الاعتداءات على الصحفيات عديدة، حيث تشمل الاعتداءات الجسدية، والاحتجاز التعسفي والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي والتهديد بعائلاتهن أو الاعتداء عليهم.

وأشارت إلى أن هذا العام شهد تسجيل 97 حالة اعتداءً من إجمالي 224 اعتداء، حيث توزعت على 27 حالة منع من العمل، و21 حالة مضايقة، و12 تتبع عدلي، وثلاث اعتداءات جسدية، وثلاث على أساس الصنصرة (تحذير) وثلاث لفظية، و23 حجب معلومات بالإضافة إلى 4 حالات تحريض، منوهةً إلى أنه تم تقييم الاعتداءات المسلطة على الصحفيات أنها على أساس النوع الاجتماعي.

وأوضحت أن عملهم يقوم على رصد الاعتداءات والانتهاكات المسلطة على الصحفيين والصحفيات في تونس، وقاموا مؤخراً بإصدار تقريرهم حول السلامة المهنية للصحفيين التونسيين الذي يشمل رصد الاعتداءات ضد الصحفيين وكذلك الصحفيات.

وأفادت بأن عمل المرصد يقوم بالأساس على سماع الصحفيين سواءً عبر الاتصال بهم عبر الهاتف أو استقبالهم مباشرة بالمركز وتمكينهم من الدعم النفسي والقانوني في حال التعرض لاعتداءات خطيرة، مشيرةً إلى أنهم ينظمون اجتماعات عمل للنظر في كيفية مساعدة ضحايا الاعتداءات ورفع تقارير للمكتب التنفيذي للنقابة الذي يقدم الحل الأنسب، خاصةً فيما يتعلق بمتابعة المعتدين، وكذلك يقدم الدعم النفسي والقانوني.

ولفتت إلى أنه لأول مرة تتمكن نقابة الصحفيين هذا العام من توفير محامي للدفاع عن جميع الصحفيات "يؤسفني اليوم أن يكون لدينا 5 صحفيين في السجن من بينهم الصحفية (شذى الحاج مبارك) التي تعاني العديد من الأمراض المزمنة"، منوهةً إلى أنهم قاموا بزيارتها برفقة الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وأنهم لاحظوا أن حالتها الصحية في تراجع.

 

 

بدورها قالت الصحفية منية عرفاوي إن الصحفيات مثل أغلب النساء في تونس تتعرضن لأشكال مختلفة من العنف، ويعد العنف الافتراضي الأكثر ممارسة ضد الصحفيات والناشطات في المجتمع المدني أو الفاعلات السياسيات، حيث أن أي امرأة تعبر عن رأيها أو موقفها من قضية ما تتعرض لهجمات إلكترونية غالباً ما تكون غير مبررة، وهو ما تعرضت له شخصياً أكثر من مرة.

وأشارت إلى أن هنالك اعتداءات على الصحفيات الميدانيات كذلك، حيث  يتم ممارسة العنف ضدهن أثناء تغطية الأحداث الميدانية كتظاهرات واحتجاجات على سبيل المثال، فخلال الأعوام الماضية لوحظ تعرضهن لعنف شديد في الساحات.

ونوهت إلى أن كل هذا الكم من العنف نابع من فكرة المجتمع الذكوري، وأنهم يعانون إلى اليوم منه، حيث أن المجتمع الذكوري ينظر بدونية للمرأة وتزعجه المرأة المتفوقة وصاحبة الرأي أو الموقف، ويتصرف حيال ذلك بردة فعل عنيفة من خلال الفضاء الافتراضي، بالشتم والثلب، لافتةً إلى الكثيرات تعرضن لحملات تشويه السمعة.

و لخصت   القول "إن قانون العنف ضد المرأة بحاجة إلى المراجعة وكذلك العنف الافتراضي في حاجة إلى منظومة عمل منفصلة وجدية يتدخل فيها الأمني والاجتماعي والنفسي".