تجمع نساء زنوبيا... سعي متواصل لحل قضايا المعنفات

يعرف العنف ضد النساء والفتيات كأحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وفي مدينة دير الزور بشمال وشرق سوريا لا زالت النساء تتعرض لكافة أشكال العنف.

زينب خليف

دير الزور ـ يسعى تجمع نساء زنوبيا في مدينة هجين بدير الزور في شمال وشرق سوريا إلى حل المشاكل والقضايا التي تواجه المرأة، بهدف حفظ حقوقها ومكانتها في المجتمع.

للعنف تأثير كبير على فكر وحرية المرأة، لكن حال النساء تغير في ريف دير الزور بعد التحرير عام 2019 وافتتاح مؤسسات نسوية تعمل للقضاء عليه. وأحد أبرز هذه المؤسسات مكتب تجميع نساء زنوبيا الذي افتتح في ريف دير الزور الشرقي بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019، بهدف تقديم الدعم المعنوي والمادي للنساء، والعمل على حل قضاياهن وتمكينهن من إثبات دورهن في كافة المجالات. 

وحول قضايا العنف التي ترد للمكتب وعملهم لحلها قالت العضو في لجنة تجمع نساء زنوبيا منى عويد "نحاول نشر الوعي بهدف القضاء على العنف الممارس بحق النساء، فالقضايا التي تأتي إلينا كلها قضايا أسرية، حيث أن المرأة تتعرض للعنف من قبل زوجها أو أحد أفراد عائلتها، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية التي تجبر النساء على العمل لكي تؤمن مستلزمات منازلهن وأطفالهن، وأيأيضاأيضاً زواج القاصرات وإجبارهن على حمل مسؤوليات خارج قدرتهن"، مبينةً أنهم يحاولون حل القضية بجمع الطرفين والاستماع إليهم وفق الطرق القانونية.

وعن التحديات التي تواجه عمل مكتب تجمع نساء زنوبيا قالت "واجهتنا عدة صعوبات في بعض القضايا وقمنا بإحالتها إلى المحكمة والنيابة العامة، وكان أحد الأسباب هو رفض بعض المدعين وجود امرأة تحل القضية أو تعمل كإدارية في المكتب، نظراً لتمسكهم بالعادات والتقاليد والذهنية السلطوية، لكننا لم نستسلم وبقينا مستمرات على رأس علمنا وسنواصل في الأيام القادمة مكافحة هذه الظاهرة بكافة الأساليب الممكنة، كما سنقوم بتصعيد نضال المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا كافة، من خلال محاضرات منها عن مناهضة العنف ضد المرأة، وأهمية دورها في المجتمع".

وأشارت إلى أن عدد الإحصائيات التي قدمت لهم خلال هذه السنة، من قضايا أسرية وحضانة الأطفال كانت حوالي 313 قضية.

 

"بدئوا بضربي أنا وطفلتي"

ومن القضايا التي لجأت إلى مكتب تجمع نساء زنوبيا قضية (ص، م) التي بقيت صامتة لكيلا تتعرض للوم من المجتمع، لكن في النهاية لم تجد حلاً لمعاناتها وتقول "هذه ليست المرة الأولى التي اتعرض فيها للاعتداء من قبل أبناء زوجي، والتجأت إلى لجنة تجمع نساء زنوبيا، لأنه لم يعد بإمكاني تحمل الضرب والإهانة، حيث وصلت بهم الأمور إلى الاعتداء على طفلتي الصغيرة"، مشيرةً إلى أنها اشتكت بعد أن "قاموا بالهجوم علي وأنا في غرفتي بدون أي أسباب وبدئوا بضربي أنا وطفلتي حتى تدخل الجيران وأبعدوهم عني، كنت سابقاً أصمت خجلاً من المجتمع وخوفاً من إلقاء اللوم علي عند تقديمي شكوى لكن طفح الكيل".

وأما (ل، ح) فهي تتعرض للعنف الاقتصادي من قبل زوجها بين الحين والأخر إذا لم تقوم بإعطائه المال الذي تحصل عليه من عملها وهي أم لثمانية أبناء، عن ذلك تقول "أعمل أنا وابنتي الشابة لنستطيع تأمين مستلزمات المنزل اليومية، لكن زوجي يأخذها كلها ولا ينفق منها شيء علينا، فعندما أصبحت أرفض إعطائه شيء قام بضربي وطردي خارج المنزل، فلجئت إلى مكتب تجمع نساء زنوبيا الذي قام بحل الخلاف بيننا".