"طفولة تحت العبودية" ينقل معاناة الفتيات مع الزواج المبكر

أطلق التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني فيلماً وثائقياً بعنوان "طفولة تحت العبودية" في إطار استكمال الحملة التي أطلقها في العام 2017 "مش قبل الـ 18" وبمناسبة اليوم العالمي للفتيات.

كارولين بزي

بيروت ـ ضم الحديث حول الفيلم "طفولة تحت العبودية" نواباً ونائبات عن الكتل النيابية وممثلين عن الهيئات الدبلوماسية والنقابية، العسكرية والأمنية ومنظمات محلية ودولية، إضافةً إلى جانب التحالف الوطني لحماية الفتيات من التزويج المبكر.

 

"طفلات تحت العبودية"

تناول الفيلم الوثائقي قصص خمس فتيات تزوجن في سن مبكرة وعانين من الظلم والعنف والاستغلال والعبودية، تقول المحامية ومديرة مشروع حملة منع تزويج القاصرات غادة نقولا لوكالتنا عن المشروع "طفولة تحت العبودية هو عنوان لفيلم وثائقي قمنا بتصويره مع فتيات تزوجن بسن صغيرة وعانين من العنف والاستغلال والعمل القسري، حتى زواجهن كان قسرياً".

وأوضحت "الفيلم الوثائقي تحدث عن قصص خمس فتيات عانين كثيراً، وأجرت اللقاءات مع الناجيات الممثلة اللبنانية ريتا حايك، الحوارات أُجريت لأن الفتيات تشعرن بالخوف من الكشف عن وجوههن أو هويتهن الشخصية، وبالتالي تعاونا مع ريتا حايك لكي نستطيع أن ننقل تعابير وجوههن ومعاناتهن في حال عدم قدرتهن على إيصال هذه المعاناة، وبالتالي حاولت أن تكون صوتهن في هذا الوثائقي".

ولفتت إلى أن "الوثائقي عرض إحصاءات قوى الأمن الداخلي للشكاوى التي تلقاها عبر الخط الساخن، في عام 2022 لم تتقدم أي فتاة بشكوى لتبلغ عن عنف أسري تعرضت له، بينما في العام 2021 كان هناك ست شكاوى فقط".

وتشدد على أهمية أن ترفع الفتيات أصواتهن وتشاركن بهذا النوع من الوثائقيات وتبلغن عن أي عنف تتعرضن له عبر الخط الساخن لقوى الأمن الداخلي، وهناك مهنية بتلقي شكاوى العنف الأسري والتعامل مع هذه الحالات من قبل قوى الأمن الداخلي.

 

الفيلم الوثائقي رفع صوت الفتيات عالياً

وعن أبرز الصعوبات التي واجهتهم خلال التحضير للوثائقي تقول "واجهنا صعوبة في إقناع الفتيات للمشاركة في هذا الوثائقي، إذ أن الفتيات الخمس اللواتي شاركن في الفيلم هن من بين مئات الحالات اللواتي التقين بهن، ولكن العديد منهن لم تقبلن مشاركة قصصهن أو أن حكاياتهن متشابهة لذلك رأينا أن نعرض نموذجاً عن مختلف الحالات، كما أن هناك فتيات تابعات لمجتمعهن وأهاليهن ولا تستطعن اتخاذ قرار مشاركة قصصهن ومعاناتهن".

وأضافت "كما واجهنا صعوبات مع صنّاع القرار، إذ كانت الصعوبة تكمن في إقناعهم لحضور إطلاق الوثائقي، ولكن في النهاية حضروا علماً أنه تغيّب رؤساء لبعض الكتل النيابية التي وجهنا لهم الدعوة".

وأشارت إلى أن الهدف من إطلاق الفيلم الوثائقي رفع الصوت عالياً، وإيصال رسالة مفادها أن الفتيات تتعرضن لعنف وانتهاك لحقوقهن.

 

"لنمنح مجلس النواب الجديد الفرصة"

وأوضحت "قمنا بدعوة رؤساء الكتل النيابية لحلقة نقاش بعد إطلاق الوثائقي، وعبّر أغلبهم عن دعمهم لهذا القانون، ووعدونا أن يكون هناك محاولة لإيجاد القانون، إذ بعد إطلاق الوثائقي لمسنا تباين بين النواب إن كان مشروع القانون موجود لدى لجنة الإدارة والعدل أو لدى لجنة المرأة والطفل، ونحن ندرك أنه موجود لدى لجنة الإدارة والعدل، وبالتالي وعدونا بمتابعة هذا الموضوع ودعمهم لتمرير مشروع قانون منع تزويج القاصرات في المجلس النيابي".

وعن وعود النواب بدعم قانون منع تزويج القاصرات تقول "سمعنا الكثير من الوعود في السابق ولكن في المرحلة الماضية شهدنا انتشاراً لوباء كورونا والأوضاع لم تكن مستقرة في لبنان في العام 2017 عقدنا جلسة حوار في مجلس النواب أطلقها التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني من ضمن حملة "مش قبل الـ 18"، وبالفعل تلقينا حينها وعوداً، الآن هناك مجلس نواب جديد ونواب تغييريين وبالتالي فلنمنحهم الفرصة، ولكن بالتأكيد في التجمع النسائي سنستمر بحملتنا حتى إقرار هذا القانون".

وأضافت "فوجئ النواب بكمية العنف والظلم الموجود في هذا الوثائقي، وكأشخاص على احتكاك مع هؤلاء الفتيات نحاول قدر استطاعتنا نقل الصورة. وبالتالي شاهد الحاضرون معاناة الفتيات وسمعوا قصصهن على ألسنتهن، وأدركوا أن هذا العنف موجود. بدورنا حاولنا أن نسلط الضوء على الاستغلال، العمل القسري، الاتجار بالبشر والبيع والشراء للفتيات".

وأوضحت "هناك حالات لفتيات في الخامسة عشر أو السادسة عشر من العمر تتزوجن ويتقاضى أهاليهن المهر، مما يشير إلى الاستغلال الاقتصادي لهن من قبل عائلاتهن".

 

مطالبة بوضع حد للعنف

عن طريقة إقناع الفتيات للظهور في الفيلم الوثائقي وإن كان برضا عائلاتهن، تشير إلى أن "الفتيات تخطين اليوم الثامنة عشر من العمر ولم يحصلن على موافقة أهاليهن، ولذلك لم نكشف عن هويتهن وعملنا على إيصال هذه المعاناة، حتى لو لم يكن برضا عائلاتهن".

وإحدى الحالات التي ظهرت في الوثائقي، تزوجت بسن مبكرة وتعرضت للتحرش الجنسي من قبل والد زوجها، ولكن زوجها وعائلته لم يساندوها بل دفعوها إلى طلب الطلاق، واستغلال جهلها في القانون لسلبها أولادها.

وعن وضع الفتيات بعد الطلاق توضح "الكثير من هؤلاء الفتيات تتلقين الدعم النفسي والقانوني من التجمع، وهن أقوى من قبل بالدعم الذي تحصلن عليه".

وعن رسالة وجهتها للفتيات القاصرات المتزوجات اللواتي لا زلن تعانين من العبودية تقول غادة نقولا "للفتيات اللواتي تعانين من العنف وتعشن في ظل العبودية ويتم استغلالهن وتتعرضن لما يسمى العمل القسري، بأن ترفضن وألا تخفن، أن تدركن بأن التجمع النسائي الديمقراطي إلى جانبهن وكافة الجمعيات تدعمهن حتى تصلن إلى حقوقهن ونضع حداً لهذا العنف".