طالبات كلية العلوم القانونية بتونس في وقفة صامتة... "المتحرش ما يقراش معانا"
خرجت طالبات كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية في تونس، في وقفة احتجاجية صامتة، في تحدٍ لتابو الصمت والخوف من محاربة ثقافة "العيب" في مواجهة التحرش الجنسي في الجامعة
زهور المشرقي
تونس ـ .
نظّمت طالبات كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية في تونس، وقفة احتجاجية صامتة، أمس الخميس 18 تشرين الثاني/نوفمبر، ضمن حملة مناهضة التحرش الجنسي في الجامعة التي أطلقتها الطالبات الجامعيات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية التي ارتدت الطالبات خلالها اللون الأسود وحملن لافتات كتب عليها "المتحرش ما يقراش معانا"، مجموعة من الأساتذة والطلبة الجامعيين من الرجال، تضامناً مع ضحايا التحرش الجنسي في الجامعة اللواتي يعشن ظروفاً نفسية صعبة بسبب الإهانة التي لحقت بهن من قبل المتحرش وهو طالب في نفس الجامعة وله علاقات بارزة مع إدارة الجامعة.
وقالت الطالبة الجامعية ومنسقة الحملة غفران الراجحي، لوكالتنا أنّ الحملة مستمرة ولن يتم التراجع عن الأهداف التي تم وضعها لمحاربة الظاهرة التي باتت تمثّل خطراً على سلامة الطالبات، مشيرةً إلى أنه تم الاتفاق على تنظيم وقفات احتجاجية ستختلف أساليبها كل مرة تنديداً بما آلت إليه الجامعة بعد انتهاك حرمتها من قبل متحرش.
وأفادت غفران الراجحي بأنهم ينتظرون بعد تقديم شكوى لإدارة الجامعة منذ أسبوع، أن يتم التحقيق مع المتحرش وإحالته إلى مجلس التأديب لمحاسبته وطرده، داعيةً الطالبات ضحايا التحرش الجنسي إلى التقدم بشكاوى لمكتب الضبط في الجامعة تكون مجهولة الهوية لتقديمها كدلائل.
وتعهدت المنسقة بالسعي لاستكمال كل الخطوات التي انطلقت فيها الطالبات لمعاقبة المتحرش وإحالته إلى القضاء لينال جزائه وفق القانون عدد 58 الصادر عام 2017 لمناهضة العنف ضد النساء في تونس.
وشدّدت غفران الراجحي على أن التحرش نوع من أنواع العنف المسكوت عنه بسبب الخوف من ردة فعل المجتمع الذكوري، مؤكدةً على أنه "لا بد من فضح كل هذه التجاوزات وكسر حاجز الخوف من أجل كل ضحية سكتها جلادها، لأجل كل ضحية دمرها المجتمع الذكوري، لأجل كل ضحية خانها صوتها، لأجل كل ضحية لم تجد من يساندها ويوجهها نحن هنا، المتحرش ما يقراش معانا، لا يعني لا".
ويشار إلى أن حملة مناهضة التحرش الجنسي في الجامعة ستستمر لجمع أكبر عدد من شهادات الطالبات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي أو العنف ومعاقبة مرتكبيها، وستنظم الطالبات الجامعيات وقفات احتجاجية في جامعات وكليات تونسية ضمن الحملة.
والجدير ذكره أن طالبات كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية في تونس، نظمن الخميس 11 تشرين الثاني/نوفمبر، وقفة غضب رفضاً لكل أشكال العنف الظاهرة لاقت تضامناً نسوياً واسعاً، على خلفية نشر طالبات جامعيات شهادات حية في إحدى المجموعات المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تفيد بتعرضهن للتحرش، وتقدمت الطالبات بشكاوى لإدارة الجامعة وأثبتن تعرضهن للتحرش والاستغلال.