سوسن رخش: الاحتجاجات الأخيرة للشعب الإيراني هي بداية انتفاضة شعبية

وصفت سوسن رخش، مشاركة الشعب في جميع أنحاء البلاد وخاصة النساء في الاحتجاجات الشعبية، بأنه مؤشر على انتفاضة. مؤكدةً على أن المرأة في طليعة النضال، مطالبةً النساء بحرق الحجاب الذي يعد رمزاً لاستبداد السلطات الإيرانية، بدلاً من قص شعرهن.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ باتت الاحتجاجات ضد مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الموضوع الرئيسي لوسائل الإعلام العالمية.

تشهد معظم مدن إيران وشرق كردستان منذ أيام احتجاجات منددة بمقتل مهسا أميني، مطالبين بإلغاء القوانين القمعية والفصل العنصري والتمييز ضد النساء.

في لقاء مع وكالتنا قيمت عالمة الاجتماع والكاتبة والناشطة في الحركة النسائية سوسن رخش، مختلف جوانب الاحتجاجات الأخيرة.

أوضحت سوسن رخش أن الاحتجاجات الأخيرة للشعب الإيراني تدل على بداية انتفاضة شعبية "هناك فرق بين الاحتجاج والانتفاضة. تحدث احتجاجات إقليمية وأحياناً لا تصل أصواتهم إلى أي مكان وفي أسرع وقت إما يتم قمعهم أو يتراجعون من تلقاء أنفسهم، أما الانتفاضة فتنتشر وتجمع معها قوى كثيرة".

 

"انتفاضات كثيرة انطلقت من شرق كردستان"

وفي إشارة إلى بداية الانتفاضة في شرق كردستان تقول "لقد انطلقت انتفاضات كثيرة في شرق كردستان لأنها لم تستسلم أبداً لاستبداد هذا النظام، إن كردستان دأبت على النضال من أجل حقوقها".

وأشادت بوحدة الشعب الإيراني في النضال من أجل حريته وحقوقه "من المهم اليوم أننا لم نعد كرداً وأذريين وبلوش وفرس، فقد وصلنا اليوم إلى النقطة التي نكون فيها جميعاً مضطهدين".

وأشارت إلى خروج أهالي رشت في الاحتجاجات وهم "أناس هادئون ومن الصعب مشاركتهم في تحرك"، لافتةً إلى أن "وفاة مهسا أميني التي لا تنسى شرارة لكل إيران"، مشددة على الدور الأساسي للمرأة في الانتفاضات من الثورة الدستورية حتى اليوم.

وأوضحت انتفاضة عام 1938 ومشاركة النساء فيها "كانت المرأة دائماً في الصف الأول، لكن من وصل إلى السلطة يضطهد المرأة في المقام الأول. كان أحد الأخطاء التي ارتكبتها النساء في انتفاضة 1957، اعتقادهن أنهن ستحصلن تلقائياً على حقوقهن بعد حكومة ديمقراطية، لكن تجربة نصف قرن أثبتت أن المرأة لن تحصل على حقوقها مع تغيير النظام، ما لم يكن لديهن حركة نسائية مستقلة إلى جانب حركة مدنية تناضل بشكل مستقل ومباشر من أجل حقوق المرأة".

وأكدت "أن الجيل الجديد لن يكرر أخطاء الجيل السابق وهو أكثر وعياً من جيلنا ويمكن الاستفادة من خبرات اللواتي ناضلن سابقاً".

قالت وهي تتذكر احتجاج النساء عام 1979 "عندما جعل آية الله الخميني الحجاب إلزامياً، نزلت أكثر من 50 ألف امرأة إلى الشوارع في طهران لتتظاهرن ضد القرار".

وأعربت عن أملها في استمرار هذه الانتفاضة الشعبية، مطالبةً باستمرار الاحتجاجات وعدم التراجع "آمل أن تنتشر هذه الانتفاضة في إيران، وإلا فإننا سنواجه كارثة القمع الرهيب لهذا النظام، إنه أمر مخيف، لن تتضرر النساء فقط بل الرجال أيضاً، اليوم جميع النساء في الشوارع تحرقن حجابهن، بذلك يتم التعرف عليهن ومن المتوقع أن يتم قمعهن لاحقاً".

ووصفت سوسن رخش انتفاضة الشعب الإيراني بأنها خطوة كبيرة في إثارة رد فعل عالمي وأهمية مشاركة دول أوروبية في الاحتجاجات "هذا الحادث جعلنا نرفع أصواتنا ونجعل الحركة النسائية الغربية جنباً إلى جنب. منذ سنوات ونحن نحاول القضاء على الاضطهاد ضد الإيرانيات، لكن وفاة مهسا كان قادراً على إيصال هذه الأخبار إلى المجتمع الدولي، ونحن النساء نحاول الضغط على السياسيين في البلدان التي نتواجد فيها للدفاع عن المرأة في معركتها ضد الحجاب الإلزامي".

وأضافت "حقوق المرأة في إيران ليست مجرد حجاب وهداية. نحن نواجه زواج الأطفال وانتشار جرائم الشرف، حيث يمكن للرجل أن يقتل امرأة ولا يعاقب".

 

"قص شعرك علامة على الفشل، أشعل النار في الأوشحة"

وقالت "منذ 43 عاماً يضطهد النظام الإيراني النساء بسبب شعرهن، أطلب من النساء عدم قص شعرهن كعلامة احتجاج، لأن هذا الشعر هو قوتنا، قص الشعر ليست علامة احتجاج بل دليل على الفشل، لذا يرجى حرق الأوشحة بدلاً من ذلك".

ووجهت رسالة لقادة إقليم كردستان قائلةً "النظام الإيرانية قطع اتصال الناس بالعالم بقطع الإنترنت، وهذا هو الوقت الذي تبدأ فيه المجزرة. طالما أن هناك إنترنت، فإن النظام سيتصرف بحذر. حصل إيلون ماكس على الإذن بتقديم الإنترنت لإيران عبر تجاوز العقوبات، ولهذا فهي بحاجة إلى منطقة حدودية مع إيران، وأفضل مكان هو إقليم كردستان لأنه يقع على حدود شرق كردستان، ونشهد اليوم أن شرق كردستان في أسوأ حالة. بالنيابة عن الشعب الإيراني، أطلب من قادة إقليم كوردستان السماح لإيلون ماكس بإنشاء موقعه على الإنترنت هناك، حتى نتمكن من وقف وحشية النظام الإيرانية".