رغم تجريمه نسب ختان الإناث في إقليم كردستان مرتفعة

يعد ختان الإناث انتهاك لحقوق الإنسان، ورغم التوعية بمخاطره إلا أنه مستمر في نحو 30 دولة، تغذيه العادات والتقاليد البالية.

شيرين صالح

السليمانية ـ ختان الإناث انتهاك لحقوق المرأة والطفل فالمادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تم إقراره في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1948 ينص على أن "جميع الحقوق محمية للأطفال"، لكن ذلك لا يتم تطبيقه في المجتمعات المنغلقة.

استمرار ختان الإناث في إقليم كردستان يطرح سؤالاً مهماً وهو ما إذا كانت حقوق المرأة محمية في الإقليم، خاصةً أن العراق يحتل المركز الثامن عالمياً في تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات وأغلب هذه الحالات في الإقليم حيث أن 72.2بالمئة من النساء مختونات.

قانونياً تم تجريم الختان في الإقليم وسُنت العديد من القوانين التي تحارب العنف ضد النساء والفتيات والأطفال إلا أن العنف ما يزال يرتكب وبشكل واضح جراء تجذر الذهنية الذكورية والموروث المجتمعي البالي، ومن هذه العادات جرائم الشرف والختان والزواج بالإكراه وغيرها الكثير.

حول الدراسات الأخيرة التي قامت بها منظمة الوادي الألمانية تبين ارتفاع معدلات الختان وقالت المشرفة على المشروع بخان جمال أنه بين عامي (2005-2007)، تم ختان 3502 من أصل 5628 امرأة في 201 قرية في محافظات كركوك والسليمانية وأربيل ودهوك، أي أن 62 بالمئة من هؤلاء النساء تتعرضن للعنف. وفي عام 2018، بلغت نسبة الختان 11.3بالمئة.

وبحسب استطلاع أجرته منظمة الوادي الألماني عام 2021 في أربيل ورانيا، فمن أصل 1260 امرأة تحت سن 18 عاماً شاركت في الاستطلاع، تم ختان 85 في أربيل و25 في رانيا فقط.

وأوضحت بخان جمال أن منظمة الوادي الألماني تعمل بشكل مكثف في المناطق التي تنتشر فيها ظاهرة ختان الإناث منذ عام 2004 واستطاعت أن تلعب دوراً كبيراً في التوعية. مشيرةً إلى أن اربيل ورانيا تشهدان أكبر نسبة ختان للإناث.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة فإن أكثر من ثلاثة ملايين امرأة تتراوح أعمارهن بين 4 و15 عاماً يتم ختانهن سنوياً في 23 دولة آسيوية وإفريقية، وبحسب وزارة حقوق الإنسان العراقية فإن 23 بالمئة من الأطفال الكرد تحت سن الخامسة يتعرضون للختان، وقد تكون الأرقام أعلى بكثير مما أعلنته المنظمات الدولية.

ما هي أضرار ختان الإناث؟

الختان هو إزالة جزء من الأعضاء التناسلية الأنثوية دون أي دواعي طبية، ويترك آثاراً نفسية وجسدية حتى أنه قد ينتهي بالموت، ويعتقد أنه يحد من الرغبة الجنسية للفتاة قبل الزواج، كما أن العائلات المحافظة عليه تتفاخر بممارسة هذه الجريمة.

وترى أخصائية أمراض النساء والتوليد، سوما طاهر إن ختان الإناث بأنواعه الأربعة ليس له أساس علمي أو أي فوائد للمرأة، بل أنه يؤدي إلى مشاكل في الطمث والولادة، والعلاقة الحميمية، إضافةً إلى أن صدمته النفسية تلاحق المختونات طوال حياتهن.

ما هي عقوبة الختان؟

وعن العقوبة التي ينص عليها قانون مكافحة العنف الأسري في إقليم كردستان تبين المحامية كنار جمال، إن "المادة 6 رقم 8 لسنة 2011 تنص على عقوبة الشخص الذي يقوم بها أو يشارك فيها بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على سنتين، ويعاقب كل من شجع على ارتكاب تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بغرامة لا تقل عن 2 مليون دينار ولا تزيد على 5 ملايين دينار".

وأضافت "فشل الزواج هو نتيجة حتمية لضحايا تشويه الاعضاء التناسلية فهذه الممارسة تنعكس سلباً على حياتهن، والمحاكم تشهد ارتفاعاً كبيراً في قضايا الخلع والطلاق".

"لقد نجوت من حملة الختان الأولى، لكن الثانية صدمتني"

نزدار بكر، من كرميان تبلغ من العمر 31 عاماً، تقول عن قصة ختانها عندما كانت في السابعة من عمرها، "وزعوا الزلابية والحلويات على الأطفال، وهربنا جميعاً من الفرحة، لكنني ما لبثت أن شعرت بالخوف فاختبأت في الحظيرة لمدة يومين، لكن جميع صديقاتي 4 إلى 5 فتيات، تم ختانهن".

ومضى شهر ونجت نزدار بكر، من حملة الختان الأولى، "بالنسبة للحملة الثانية، عندما اكتشفوا أنني غير مختونة، أصروا على ختاني لأن أي فتاة غير مختونة لا يقبلها المجتمع".

محاولتها الهرب للمرة الثانية لم تنجح "هربت ولحقت بي عائلتي حتى امسكتني، وتم ختاني أمام العديد من أهالي القرية، وبعد مرور أسبوعين لم أخرج من المنزل وكنت أشعر بالخجل من الجميع، والآن بعد أن كبرت، لا أزال أشعر بالخجل من دخول المجتمع الذي يسبب المعاناة دائماً للنساء. لذلك أطالب بوقف هذه الظاهرة في كل المجتمعات وعدم انتهاك حقوق الإنسان. لقد تم ختاني وحرماني من حقوق طفولتي وحقي الحالي في أن أكون امرأة".