راضية الجربي: هدفنا أن تكون تونس بلداً ديمقراطياً

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية أكدت راضية الجربي أنه يجب الاستماع إلى رأي المترشحين والاطلاع على مواقفهم وماهي برامجهم ومشاريعهم وتطلعاتهم وكيف يفكرون، فالهدف بناء بلداً ديمقراطياً يتمتع فيه الجنسين بحقوقهم.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ لا يزال الوضع السياسي للمرأة التونسية دون المأمول وليس على قدر تطلعاتها ومكانتها والمكتسبات التي حققتها ولا على قدر ما أظهرته من اهتمام بالشأن العام والسياسي، كونها أعطت صوتها في كافة المحطات منذ بدء ثورة المرأة التونسية.

حول دور الاتحاد الوطني للمرأة التونسية في الانتخابات القادمة قالت رئيسته راضية الجربي يعمل الاتحاد إلى جانب التمكين الاقتصادي والحقوقي على تمكين النساء لبناء ذواتهن "لا يمكن للمرأة أن تبني ذاتها وتدافع عن حقوقها وتتموقع في هذا المجتمع إذ لم تأخذ مكاناً ولم تمنح صوتها ولم تعبر عن رأيها ولم تخرج لتعبر بكل هذه القوة لاختيار أعضاء لقيادة المراحل القادمة".

وأوضحت أن "الاتحاد حالياً معاق مرهق مكبل بالمشاكل اليومية، وأنا كرئيسة منظمة أعيش حالة استعباد واسترقاق"، متسائلة "أمام هذا الوضع المتردي للاتحاد هل قامت الحكومة بإلقاء نظرة على المستقبل لمعرفة الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد كما في فترة الترويكا وفترة 25 تموز؟".

وحول غياب المرأة عن المشاركة في الانتخابات بينت أنه لم تستطيع أي امرأة غير معروفة الترشح للانتخابات"، لتتساءل "هل تونس لم تلد أي امرأة قادرة على رئاسة الحكومة؟ ما المانع من أن تقودنا امرأة؟ ولماذا النساء غير مقبلات على الترشح؟"، مشيرة إلى أنه في بلدان أخرى هناك العديد من الأسماء اللاتي قدن بلدانهن بامتياز وجسدن صورة المرأة الحديدية والمرأة القائدة لأكبر قوة اقتصادية في العالم.

وأكدت أنه على الحكومة أن تؤمن بحقوق النساء وتؤمن بالنسوية وتحفز هيئاتها لتضم النساء في كافة المجالس لتهتم بقضايا المساواة والعدالة والقضايا التشاركية لكن في السنوات الأخيرة لم تقم بهذا الدور والنساء المتمكنات تفضلن النأي بأنفسهن عن المشاركة لأنه في الانتخابات السابقة كل امرأة ترشحت لم ينظر إلى برنامجها بل يحاولون وصفها بالعديد من النعوت حتى أصبحت جميع النساء لا تقبلن على الترشح".

وقالت "لما لا يتم تمكيننا من التعرف على المترشحين الرجال؟ ونطلع عن آرائهم حول الحركات النسوية وموقفهم من المنظمات النسائية والتشريعات التي تنظمها ورأيهم في كيفية الحد من العنف الذي تتعرض له المرأة، فنحن نحاول معرفة آراء المترشحين وصوتهم فالجنس ليس شرط بل المهم أن يكون يحمل قناعات وأفكار تخدم المجتمع وتكون ضامنة للجنسين".

وأوضحت "نحتاج إلى أشخاص يضمنون حقوق النساء، فجميع الإحصائيات تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للعنف ولجرائم القتل، وهن اللواتي تعملن في أعمال هشة وتتعرضن للاستغلال وتتحملن أعباء الأسرة والعمل، وعندما تتجهن إلى العمل يمارس الرجل ذكوريته وتسلطه عليهن وعندما تخرجن عن صمتهن تتعرضن إلى الطرد والتتبعات العدلية".

وأكدت أنه مع اقتراب الانتخابات يجب الاستماع إلى رأي المترشحين والاطلاع على مواقفهم وماهي برامجهم وماهي مشاريعهم وتطلعاتهم وكيف يفكرون وماذا يفعل المترشحين في القضايا التي تهم المرأة، وتهم التنمية، والاحتباس الحراري، الذكاء الاصطناعي، العلاقات الدولية "نريد أن نسمع مناقشات حتى تكون المرأة التونسية قادرة على الاختيار، كامرأة تونسية تهمني أن تكون هناك ديمقراطية في بلادي ويكون بلد فتي وعريق".