'رابطة الناجيات من سجون الحوثي والمعنفات أُسست لمساعدة النساء والحفاظ على حقوقهنَّ'
تتالت أخبار النساء الناجيات من سجون الحوثي كما تم توثيق وجود نساء أخريات معتقلات في تلك السجون، وعقب تكاتف الناجيات تم الإعلان عن رابطة الناجيات من سجون الحوثي والمعنفات في 26 حزيران/يونيو2021
نور سريب
اليمن - .
مؤسسة رابطة النساء الناجيات من سجون الحوثيين والمعنفات، ورئيسة اتحاد نساء من أجل السلام في اليمن نورا الجروي قالت لوكالتنا عن فكرة تأسيس الرابطة أنها "انطلقت من المعاناة والوضع الذي تمر به النساء أيماناً من أهمية مساعدة النساء اللاتي يواجهنَّ الانتهاكات، ويعد ملف النساء في سجون الحوثيين من أهم وأخطر الملفات الحقوقية لأن هناك ما يزيد عن (1181) امرأة في سجون الحوثي يواجهنَّ مختلف الانتهاكات من اعتقال وتعذيب وحالات اغتصاب وقتل وكان يجب أن يكون هناك رابطة جامعة لحماية ومساعدة الناجيات اللاتي يخرجنَّ من تلك السجون وأيضاً لمساعدة المعتقلات اللاتي لا يزلنَّ يعانين من الانتهاكات وأيضاً المعنفات بشكل عام، لأن العنف القائم على النوع الاجتماعي تزايد بشكل كبير خلال سنوات الحرب"، مضيفةً "هناك حالات كثيرة سجلت في اليمن سواء كان على مستوى المجتمع أو على مستوى أطراف سياسية، والرابطة تحت مظلة وزارة حقوق الإنسان للحفاظ على الملف الحقوقي من أي استغلال وأيضاً للحفاظ على حقوق الناجيات والمعنفات ونقل معاناتهنَّ بشكل حقوقي واسع، ولتوفير الدعم اللازم لهنَّ من قبل الحكومة المعترف بها دولياً".
وعن العضوات في الرابطة قالت "لدينا 33 فتاة من الناجيات من سجون الحوثي وهنَّ عضوات في الرابطة ولدينا 50 فتاة من الناجيات من العنف، ووجهنا دعوات متعددة لمنظمات المجتمع المدني والحقوقي وأيضاً للمنظمات الدولية الساعية لدعم النساء والرابطة".
وأضافت نورا الجروي "الكثير من الناجيات حظين بدعمنا منذ كانون الأول/ديسمبر 2017 وأنا شخصياً مهتمة بملف الناجيات من سجون الحوثيين، وسعيت أيضاً بطرق عدة لمساعدتهنَّ على الخروج، فما أن يصلنا بأن هنالك فتاة معتقلة نبدأ بمساندتها من خلال الحملات الإعلامية والتواصل مع المنظمات الدولية لإطلاق سراحها من خلال التفاوض مع جماعة الحوثي، ومن المحزن أن عدد قليل من تم إخراجهنَّ من السجون والمعتقلات الحوثية هنَّ 133 فتاة منذ 2017، والفتيات اللاتي يشملهنَّ دعمنا الآن عددهنَّ 33 امرأة ناجية ويتم توفير الأمان لهنَّ في مدن متعددة خارج إطار سيطرة الحوثيين مثل عدن ومأرب وأخريات تمكنَّ من الخروج إلى خارج اليمن ويتم التواصل معهنَّ ومساعدتهنَّ".
وقالت عن معاناة النساء في السجون "ما يتعرضنَّ له عار كبير، لم يحدث سابقاً في اليمن أن يتم اعتقال النساء واختطافهنَّ واذلالهنَّ وقتلهنَّ في منازلهنَّ مثل ما حدث مع جهاد الأصبحي وأصيلة الدودحي وختام العشاري وهذه جرائم خطيرة إن جماعة الحوثي جعلت المرأة اليمنية هدف أساسي لها، ونحن في الرابطة نقوم بإصدار التقارير حول ما تتعرض له النساء في السجون".
وكانت جهاد الأصبحي قد واجهت عناصر جماعة الحوثي عندما اقتحموا منزلها فأردوها قتيلة في حزيران/يونيو 2020، وكذلك فعلت أصيلة الدودحي فكان مصيرها مشابهاً.
وبحسب التقرير الذي أعده ائتلاف حقوقي مؤلف من تكتل "8 مارس" من أجل نساء اليمن، وتحالف نساء من أجل السلام في اليمن، والمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، ومنظمة نساء من أجل المحبة والتسامح والسلام (WLPT) والأكاديمية الدولية للإعلام والدبلوماسية (IAMD)، والذي حمل عنوان "معزولات عن العالم.. سجون الحوثي مقابر لنساء اليمن"، أشار إلى توثيق 71 حالة اغتصاب طالت المعتقلات تحت مسمى (جهاد التطهير) حيث قامت الميليشيات بتوزيع المعتقلات على قياداتها حيث يقوم الحوثي الذي يرى نفسه صاحب عرق نقي باغتصاب الضحية ليمنحها سمة إيجابية أشبه بالتطهير.
وقالت عن تساؤلنا حول الخلافات التي ظهرت عقب الإعلان عن الرابطة "رابطة النساء الناجيات من سجون الحوثيين والمعنفات تحت إشراف وزارة حقوق الإنسان ووزارة الشؤون القانونية. في البداية واجهنا أصوات تحاول النيل من الرابطة ومني أيضاً"، مضيفةً "هذا الملف كبير وخطير ولكي تكون الأمور قانونية حرصنا على أن تكون الجهات الحكومية هي المعنية بالإشراف على الرابطة"، وبينت أنه "كل عمل تشوبه بعض الخلافات ولكن مع الوقت سيتغير الحال وسيلاحظون عمل الرابطة على أرض الواقع".
وأكدت أن ملف المعتقلات والناجيات خطير "من المهم التذكير بأن الملف حساس وخطير وقد قام الحوثيين بتجنيد فتيات للنيل من الملف ويسعون إلى تشويه سمعة الناجيات وهذا لن يثنينا عن إكمال مسيرتنا لمساعدة النساء، فيجب أن نوحد الجهود لمساعدتهنَّ فيوجد ما يزيد عن 64 امرأة وفتاة تم الحكم عليهنَّ من 4 إلى 10 سنوات بتهم لا أخلاقية تم تلفيقها بحقهنَّ من قبل الحوثيين هذه التهم جعلت حياتهنَّ مهددة حتى بعد انتهاء فترات الاعتقال والانتهاك التي حددها الحوثيين مستغلين سيطرتهم على القضاء في صنعاء وأخريات حكم عليهنَّ بالإعدام مثل ما حصل مع اسماء ماطر العميسي وزعفران زايد والأحكام جميعها غير قانونية وأيضاً ما يحدث مع انتصار الحمادي وزميلاتها من اعتقال ظالم فقط، لكونها رفضت العمل مع الحوثيين كل هذا جزء صغير من واقع مؤلم وخطير يفترس النساء اللاتي يناهضنَّ عمل تلك الجماعة أو ينتقدنَّ انتهاكاتها أو اللاتي يرفضنَّ العمل معها كمجندات".
وتعرضت اسماء ماطر العميسي للاختطاف في عام 2016، وقد تعرضت للتعذيب ومحاكمة غير عادلة بحسب ما قالت منظمة العفو الدولية التي قالت أيضاً أن ما تعرضت له أسماء يرقى لجريمة حرب، وفي عام 2018 حكمت الجماعة عليها بالإعدام، ثم خفضت المدة لتكون 15 عاماً وهي ما تزال إلى الآن في السجن.
وعن الخدمات التي تقدمها الرابطة قالت "من خلال الرابطة نقوم بتقديم الدعم النفسي، وخلال الفترة القادمة نسعى لمساءلة جماعة الحوثي على ما قاموا به من انتهاكات، وسنبدأ برفع قضايا لعشر فتيات ولأن الحوثيين خارج إطار المحاكم المحلية الشرعية سيكون ذلك من خلال محاكم دولية لمحاكمتهم ومساءلتهم بجرائم الحرب التي قاموا بها".
وفي ختام حديثها قالت مؤسسة رابطة النساء الناجيات نورا الجروي "أناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل الجهات الإقليمية التي تهتم بالشأن اليمني بالتدخل لإطلاق سراح جميع النساء دون قيد أو شرط ومحاكمة جميع من انتهكوا حق النساء وارتكبوا بحقهنَّ جرائم حرب، أن جماعة الحوثي وجه آخر لداعش والقاعدة فهي تقوم بما يسمى التطهير وهو نوع من أنواع الاغتصاب يشبه ما تقوم به داعش بجهاد النكاح".