"نون" مبادرة عربية إقليمية تجمع النساء نصرةً للقائد عبد الله أوجلان

أطلقت مبادرة "نون لحرية أوجلان" من بيروت بحضور عدد من الجمعيات النسوية والناشطات النسويات من مختلف الدول العربية. وتعتبر هذه المبادرة هي المبادرة النسوية الأولى من نوعها.

كارولين بزي

بيروت ـ أكدت ناشطات وحقوقيات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أنه من واجب كل النساء بعيداً عن الجنسية أو العرق أو القومية، مناصرة قضايا إنسانية أبرزها حرية القائد عبد الله أوجلان الذي يعد أبرز المساندين لقضايا المرأة.

على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت أمس السبت 4 حزيران/يونيو، تحدثنا مع عدد من المشاركات من مختلف الدول العربية، لتسليط الضوء على مبادرة "نون لحرية أوجلان" وأهميتها.

"هناك تعتيم حول قضية القائد عبد الله أوجلان في ليبيا"

عن سبب مشاركتها في المؤتمر قالت الناشطة الحقوقية المدنية صباح شعيب من ليبيا "شاركت من أجل إطلاق المبادرة النسوية الأولى لحرية القائد الأممي عبد الله أوجلان، لأنه كان منصفاً للمرأة وكان داعماً لها، وبالتالي من واجبي بدايةً كامرأة قبل أن أكون كردية أو ليبية أن أكون داعمة ومناصرة لهذه القضية".

وعن كيفية الترويج لمبادرة نون في ليبيا، تقول "هناك جهل ربما فيما يتعلق بقضية القائد عبد الله أوجلان، إذ لا يوجد إطلاع كبير على قضيته وما يمثل، والسبب الذي سجن من أجله، لكن عن طريقنا كمبادرة وعن طريق الإعلام يمكن أن نوصل فكر عبد الله أوجلان وكتبه الداعمة للمرأة".

وأوضحت أنهم "كنساء نمتلك طابعاً إنسانياً وبالتالي عندما تصبح النساء ملمات بهذا الفكر وتفاصيله ستدعمن هذه القضية بعيداً عن جنسية المرأة أو عرقها أو قوميتها، نحن هنا نتحدث عن إنسان لديه أفكار داعمة وتشجع المرأة على أن تكون أقوى وقادرة على المطالبة بحقوقها".

 

 

"نون لديها القدرة على إعادة تسليط الضوء على القضايا الإنسانية"

من جانبها تقول الناشطة اليمنية آثار علي إحدى العضوات المؤسسات للمبادرة، والباحثة في ماجستير الدراسات النسوية والتنمية، "أنا عضو مؤسس في مبادرة نون وقضية القائد عبد الله أوجلان ولا شك أن قضيته هي جزء من قضية المرأة العربية، وأيضاً القضية الكردية هي قضيتنا نحن كعرب بغض النظر إن كنا عرباً أو كرداً، لأنها قضية إنسانية".

ورداً على سؤال حول أهمية تسليط الضوء على حرية القائد عبد الله أوجلان في المجتمعات غير الكردية، تقول "مجتمعنا اليمني لا يمتلك الكثير من المعلومات فيما يتعلق بالقضية الكردية أو قضية القائد عبد الله أوجلان، وهنا يكمن دورنا في تسليط الضوء على هذه القضية المحقة نظراً للتعتيم الإعلامي. وعلى الرغم من أن هذه القضية لها طابع سياسي ولكنها قضية حقوقية إنسانية من الواجب علينا أن نناصرها"، موضحةً "يأتي دورنا هنا كمبادرة بالحشد والتوعية لهذه القضايا الإنسانية الهامة".

في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من أزمات عديدة وحروب على غرار ما يحصل في مختلف الدول العربية، يتم إطلاق المبادرة وتشارك فيها آثار علي كمؤسسة، وتقول "دائماً نسمع بأن هناك قضايا داخلية أكثر أولوية وأهم من القضية الفلسطينية والقضية الكردية"، وتوضح "مثلاً عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا التي نشأنا على أحقيتها، يقول الشارع اليمني بأن لدينا مشاكل أخرى فتلكن أولوياتنا الداخل لا القضية الفلسطينية أو قضايا أخرى، ولكن مثلما فعلت الصحفية شيرين أبو عاقلة وأعادت البوصلة لدينا كعرب مرة أخرى، أعتقد أن مبادرة نون لديها القدرة أيضاً على أن تعيد تسليط الضوء على القضية الكردية وقضية القائد عبد الله أوجلان والعديد من القضايا الإنسانية القومية بعيداً عن انتماءاتنا ومعتقداتنا وإلى أي قومية ننتمي".

 

 

"نون ستسلط الضوء على فلسفة القائد عبد الله أوجلان"

الناشطة النسوية والصحافية العراقية منى الهلالي، تقول إن "المبادرة ستسلط الضوء على فلسفة وفكر عبد الله أوجلان، بخصوص قضايا المرأة. نحن اليوم نحتاج إلى مساعدين وداعمين لقضايا المرأة مع تعدد المشاكل المجتمعية وفي ظل غياب الكثير من القوانين التي تساندها، نحتاج إلى تنمية هذا الفكر ونشره وتطبيقه على أرض الواقع".

وتضيف "أنا لست كردية أنا عربية ولكنني مع نضال الشعب الكردي ومع نضال وحق كل الشعوب في تقرير مصيرها، وأيضاً مع حماية المرأة وحقوقها".

وتتابع "كل قائد لديه فكر معين، يكون مدرسة للدول التي تؤمن بهذا الفكر، فما بالكم عندما تكون هذه الأفكار تخص قضايا المرأة. نحن اليوم كنساء نعاني كثيراً فيما يتعلق بقضايانا على مختلف الصعد، نحتاج إلى مساندين وداعمين من الجنس الآخر أي الرجل وليس فقط من المرأة. كما أننا نحتاج إلى فكر ورؤية في كيفية مناقشة قضايانا وكيف يتم تضمين قضايا المرأة في قوانين كل بلد، إذ كلما تعقدت قضايا المرأة تحتاج إلى قوانين واتفاقات ومعاهدات بين الدول من أجل تأمين حقوقها. نحن اليوم بأمس الحاجة إلى مناصرين، وعبد الله أوجلان كان من أهم المساندين لقضايا المرأة لذلك نحن بحاجة إلى نشر فكره حتى يتم تضمينه في قوانينا ودساتيرنا وأيضاً في تعليم النساء في كيفية المطالبة بحقوقها".

وتشير إلى الخطوات التالية للمبادرة وكيفية الترويج لها، وتقول "ستتخذ المبادرة عدة طرق للتوعية ومنها تسليط الضوء عليها من قبل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تستطيع إيصال الصوت بشكل أكبر، من خلال المواقع الإلكترونية وحملات التواقيع. كما أننا نطمح لترجمة كتابات عبد الله أوجلان عن المرأة وبثها على شكل مكتبة إلكترونية تستطيع النساء الاستفادة منها في مناقشة قضاياها".

 

 

"المبادرة عربية إقليمية لأن أفكار عبد الله أوجلان وصلت إلى كل العالم"

ومن لبنان قالت نور أحمد إحدى المشاركات في المبادرة التي شكرت القائد عبد الله أوجلان لأنه أعطى المرأة الحرية، وتعتبر أن هذه المبادرة جاءت بإطار شكر ورد الجميل له، وتوضح "عبد الله أوجلان أعطى للمرأة قيمة كبيرة وقدّرها. حقوق وحاجات المرأة هي متشابهة في كل دول العالم، وبالتالي جاءت هذه المبادرة العربية الإقليمية لأن أفكاره وصلت إلى كل العالم وكل النساء في مختلف الدول".

وتؤكد أن قضية القائد عبد الله أوجلان هي قضية إنسانية لأن رسالته لطالما كانت الدفاع عن الإنسان في أي مكان، وخاصة للكرد لأننا منذ فجر التاريخ ونحن نتعرض للاضطهاد والظلم والتهميش".

 

 

إطلاق المبادرة من بيروت

وعن سبب الإعلان عن المبادرة من لبنان، قالت بشرى علي رئيسة رابطة جين النسائية خلال المؤتمر لوكالتنا  "القائد عبد الله أوجلان أمضى فترة طويلة من حياته في لبنان. وناقشنا موضوع المكان الذي سنطلق منه المبادرة بدايةً مع عضوات المبادرة وهن من ثمانية دول، ولكن توصلنا إلى نتيجة أن المكان الذي بقي فيه لفترة طويلة يعمل على التواصل مع جميع الشعوب المقهورة والمظلومة كان من لبنان، لذلك قررنا إطلاق هذه المبادرة من بيروت، تكريماً له وكرد جميل".