نساء من مقاطعة دير الزور: القائد عبد الله أوجلان صوت من لا صوت لهن

في ظل تصاعد المطالبات بتحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً، أكدت أصوات نسائية من مقاطعة دير الزور أنه لم يكن فقط رمزاً سياسياً، بل حاملاً لمشروع فكري تحرري منح المرأة مكانتها من جديد.

زينب خليف

دير الزور ـ ترتفع أصوات نساء حملن مشعل الحرية لتؤكدن أن القائد عبد الله أوجلان مفكر لم تمنع أسوار السجن من وصول فكره ومشروعه حول تحرر المرأة إلى ملايين النساء.

طالبت نساء مقاطعة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا بالإفراج الفوري واللامشروط عن القائد عبد الله أوجلان، ودعمن بقوة الحملة المطالِبة بلقائه، وأكدن أن صوته وأفكاره لا تزال تمثل منارة لنضال المرأة في المنطقة، على الرغم من سنوات سجنه الطويلة.

 

"فكر القائد أوجلان قادنا إلى التحرر"

وأوضحت الرئيسة المشتركة للجنة الزراعة والري في هجين آمنة السالم على أن "العزلة التي فرضت على القائد أوجلان لم تكن مجرد إجراء قانوني كما يُروَّج لها، بل وسيلة لخنق صوت الحقيقة ومحاولة حجب فكر إنساني حر يدعو إلى العدالة الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، والتحرر من الذهنية الذكورية".

وأضافت أن القائد عبد الله أوجلان لم يعد يُنظر إليه فقط كشخصية سياسية أسيرة، بل بات رمزاً للتحرر والإرادة الحرة، لا سيما بالنسبة للمرأة، التي وجدت في فكره مرجعية فكرية ونضالية واضحة تساعدها على الوصول إلى مواقع القيادة وصنع القرار.

وأشارت إلى أن "القائد عبد الله أوجلان، ورغم وجوده في ظروف سجن قاسية ومقيدة، لم يتوقف عن إرسال رسائل داعمة للمرأة، وكانت هذه الرسائل مصدر إلهام حقيقي لحركات نسائية وشبابية في مناطق مختلفة من إقليم شمال وشرق سوريا، وفي مقاطعة دير الزور على وجه الخصوص".

وبينت أن "هذه الرسائل تمثل تحدياً للجدران التي أرادت أن تعزل فكره عن الناس، لكنها فشلت، فصوت القائد أوجلان وصل، ووجد طريقه إلى قلوب النساء اللواتي ترفعن راية الحرية في وجه كل أشكال القمع. المرأة التي تناضل من أجل بناء ذاتها سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، تجد في فكره خارطة طريق واضحة. لقد أعاد صياغة موقع المرأة في المجتمع، ليس كشريك ثانوي، بل كعنصر محوري في التغيير وبناء المجتمعات الحرة".

وأعربت عن امتنانها العميق للدعم الذي قدمه القائد أوجلان للنساء قائلةً "نتوجه له بالشكر العميق، على الرغم من المسافة، وعلى الرغم من القيود. دعمه للمرأة لم يتوقف لا داخل السجن ولا خارجه. ندرك جيداً أن فكره هو الذي يقودنا إلى التحرر الفعلي".

وأكدت أن نساء دير الزور تدعمن وبكل قوة الحملة الدولية المطالبة بلقاء القائد عبد الله أوجلان، وتطالبن المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري من أجل الإفراج عنه، وتحقيق حريته الجسدية الكاملة "النساء اللواتي تأثرن بفكره، لم يعدن ينتظرن الخلاص من الخارج، بل يعملن من الداخل، من واقعهن، على بناء مجتمع جديد، تسوده قيم العدالة والمساواة، ويُصان فيه دور المرأة وكرامتها".

 

تؤكدن دعمهن لحملة القائد أوجلان

ومن جهتها طالبت حصة الجاسم، بإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، مؤكدة دعمها للحملة التي تطالب بحريته "نحن نساء دير الزور نطالب بحرية القائد عبد الله أوجلان، ونؤيد بشكل كامل الحملة الهادفة لتحقيق حريته الجسدية، لأننا أدركنا من خلال أفكاره معنى الحرية".

وأعربت عن رفضها الشديد لما يتعرض له القائد أوجلان من انتهاكات "نرفض تماماً ما يجري بحقه في تركيا من انتهاك وتضييق. الذنب الوحيد الذي ارتكبه هو مطالبته بحقوق وحرية الشعوب. لذا نناشد المجتمع الدولي والدول العظمى بأن يضعوا حداً لهذا الظلم، فالوضع تجاوز حدود المعقول، وأصبحنا نشهد تدخلاً سافراً في حقوق شعوبنا، بل وحتى في حرية الرأي".

وأكدت أن دعم القائد للمرأة كان شاملاً وليس محدوداً "القائد أوجلان لم يكن فقط داعماً للمرأة العاملة، بل وقف معها، وناضل ضد كل أشكال العنف الموجه نحو النساء. كان يشجع ويدفع ويدعم من دون توقف".

وشددت على أن القائد أوجلان لعب دوراً محورياً في إعادة النهوض بالمرأة "رغم غيابه، إلا أنه بفضل أفكاره المنتشرة بيننا، واصلنا دعم المرأة وتمكينها. لقد كان سنداً قوياً لها، وهو من وقف بجانبها حين خذلها الجميع".

 

"أعاد الحياة للمرأة"

واستذكرت حصة الجاسم مكانة المرأة التاريخية في المجتمع العربي، بقولها "نحن نساء سوريات، نستلهم فخرنا من رموز خلدها التاريخ مثل كليوباترا، وهاجر، وأم المؤمنين عائشة. ولكن القهر والأوضاع التي مرت بها البلاد أثقلت كاهل المرأة السورية وأسقطتها. تعرفنا على فكر القائد عبد الله أوجلان أعاد النشاط إلى المرأة، وأعاد إليها دورها ومكانتها التي فقدتها".

وتمنت أن يتمتع القائد عبد الله أوجلان بحريته قريباً "نتمنى أن نلتقي بالقائد أوجلان القائد الذي أعاد الحياة للمرأة في هذه المناطق. ننتظر اليوم الذي يعود فيه إلى أهله، إلى وسط ناسه، وإلى أرضه التي طالما خدمها بفكره ونضاله".