نفيسة لحرش: على الجمعيات النسوية في الجزائر أن تتوحد من أجل حقوق النساء
أكدت نفيسة لحرش الناشطة النسوية ورئيسة الجمعية الوطنية للمرأة خلال لقاء مع وكالتنا وكالة أنباء المرأة أن "مطالب النسويات الجزائريات لم تتغير، لأن المبدأ هو حقوق النساء والحقوق هي نفسها، فالمطالب تتطور بتطور المجتمع، والمجتمع يتغير بتغير الواقع الاجتماعي والإنساني والسياسي في العالم ككل".
نجوى راهم
الجزائر ـ
نفيسة لحرش، ناشطة حقوقية، ورئيسة الجمعية الوطنية للمرأة، ومديرة إذاعة صوت المرأة، تحدثت لنا عن دور الحركات النسوية في الجزائر، كما قيمت الوضع الحقوقي للنساء. وترى أن سر تحقيق المطالب النسوية يكمن في توحيد مبدأ المساواة، وضمان حياة كريمة لجميع النساء، والتخلي عن الدفاع عن الحقوق الشخصية.
كيف تقيمون الوضع الحقوقي لنساء الجزائر؟
النساء الجزائريات بنضالهنَّ الطويل استطعنَّ تحقيق الكثير من المطالب، ويبقى النضال مستمر لتحقيق المزيد. الوضع الحقوقي لنساء الجزائر اليوم ما يزال معقداً، فالمرأة لم تحصل على كامل حقوقها، رغم اعتقادي أن الدستور الجزائري من أفضل الدساتير في العالم العربي لما يحتويه من قيم المساواة وحقوق النساء، لكن الإشكال الحقيقي يكمن في كيفية تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع، وهذا نتيجة عوامل متراكمة في المجتمع، مما أسقط المرأة في فخ عدم إيمانها بذاتها ووعيها بحقوقها.
هل تغيرت مطالب النسويات منذ التسعينيات إلى اليوم؟
لم تتغير مطالب النسويات لأن المبدأ هو حقوق النساء والحقوق هي نفسها، كما أن المطالب تتطور بتطور المجتمع، والمجتمع يتغير بتغير الواقع الاجتماعي والإنساني والسياسي في العالم ككل.
ويمكنني القول إن التغيير كان في الطرح لأن الضغوطات التي ظهرت بعد التسعينيات كانت أقسى من الضغوطات الموجودة في تلك الفترة، لأننا كنا نناضل من أجل تنفيذ المساواة وتعديل قانون الأسرة، وإيجاد صيغة لتطبيق الدستور في القوانين، ولكن بعد ذلك أصبحت حياة المرأة مهددة بالخطر؛ لأنها تطالب بالمساواة فتغيرت مطالبنا من المساواة إلى حق النساء في الحياة.
ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الجمعيات النسوية من أجل الوصول إلى شريحة أكبر؟
على الجمعيات النسوية القيام بدور كبير للوصول إلى شريحة أكبر، وأول خطوة عليها القيام بها هي التغيير الجوهري عند النساء، لأن وجود امرأة مستسلمة وغير واعية بحقوقها هو أكبر خطر على نضال النساء.
ماذا حققت الجمعيات أو الحركات النسوية في الجزائر؟
استطاعت الجمعيات النسوية أن تحقق الكثير من المكاسب كتعديل قانون الأسرة، واسترجاع الكثير من المكتسبات للنساء، لكن هذه الجمعيات فشلت أيضاً نتيجة عدم استقلاليتها وتنظيمها، وهذا راجع إلى انقسامها إلى نوعين جمعيات تابعة للنظام وأخرى غير مستقلة وبالتالي مطالب الجمعيات النسائية تصبح منتسبة لجهات معينة، لكن في كل الحالات هناك نجاح كبير حققته الناشطات النسويات من خلال تمرير أفكارٍ وتحقيق مطالب مجتمعية.
هل القناعات النسائية تختلف عن قناعات المجتمع ككل؟
لا تختلف عن قناعات المجتمع لأنها في الأصل عنصر من المجتمع، لكن الاختلاف يرجع إلى طريقة عمل الجمعيات وتوجهاتها، فإذا كانت الجمعيات النسوية مع نظام تقدمي يخدم مصلحة المرأة يمكن أن تحقق نجاح، أما إذا كانت تابعة لأنظمة رجعية فهي حتماً ستفشل.
لماذا مطالب النسويات مرفوضة من طرف المجتمع؟
الجمعيات النسوية يجب أن تتحد ليس بمعنى أن تكون جمعية واحدة، وإنما من خلال التقرب في وجهات النظر والأفكار حتى وإن اختلفت في التوجه السياسي أو الثقافي أو اللغوي، لأن الأهم هو العمل على هدف واحد وهو قضية حقوق المرأة، واعتبار هذه القضية كمبدأ ونقطة التقاء الناشطات النسويات لتغيير واقع المجتمع.