ناشطة عراقية: يجب أن تراعي التحالفات النسائية خصوصية المناطق لتحقيق أهدافها

أكدت الناشطة النسوية فرح صابر، أن مؤتمر تحالف "ندى" الذي احتضنه إقليم كردستان، لم يكن خطوة بسيطة بل إنجازاً حيث أنها جمع نساء من أثنيات وهويات وقوميات مختلفة تحت مظلة خدمة قضايا النساء.

زهور المشرقي

السليمانية ـ في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه النساء والمنظمات النسوية، يصبح تبني نهج عملي وواقعي أمراً ضرورياً لتحقيق تقدم ملموس، لذلك ينبغي وضع أسس تتماشى مع خصوصيات المجتمعات المحلية حتى تتمكن تلك المنظمات من تحقيق أهدافها.

أكد مؤتمر تحالف "ندى" الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام بمدينة السليمانية في إقليم كردستان، أن الكونفدرالية النسائية الديمقراطية ستكون مظلة لتعزيز التضامن النسوي والنضال من أجل قاعدة موحدة تقوم على مرجعية كونية لحقوق الإنسان التي تضمن حقوق النساء وتحميها قانونياً عبر التشريعات، واجتماعياً بمحاربة الذهنية الذكورية لخلق مجتمعات تقوم على الحرية والديمقراطية والمساواة الفعلية بين الجنسين والعدالة الاجتماعية والكرامة وتكافؤ الفرص لإنهاء كافة أشكال التمييز الجندري والعصبيات القومية أو الدينية أو المذهبية.

وتعود فكرة الكونفدرالية النسائية إلى المؤتمر الأول للتحالف الذي عقد تحت شعار "ثورة في طور الإعداد" في مدينة فرانكفورت الألمانية عام 2018، ضمن شبكة "النساء تنسجن المستقبل" وبهدف تجاوز الانعزالية وتوحيد الجهود في مواجهة الهجمات على حقوق النساء.

وأكدت الدكتورة الجامعية والناشطة المهتمة بقضايا النساء فرح صابر، أن المؤتمر الذي احتضنه إقليم كردستان، على مدار ثلاثة أيام وحضرته نساء من أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، لم يكن خطوة بسيطة بل إنجازاً يُحسب لمن أدرن هذه الجمعة النسوية غير المسبوقة والتي جمعت أثنيات وهويات وقوميات مختلفة.

 

الكونفدرالية النسائية تجمع نساء الشرق الأوسط

وأشارت إلى أن جميع المشاركات اجتمعن تحت مظلة خدمة قضايا النساء والعمل البناء لخلق أرضية عمل واسعة تقطع مع طرق العمل الكلاسيكية في سبيل إيجاد أسس جديدة يمكن العمل عليها لضمان الوصول الأسرع للحقوق الكونية للنساء التي لا تعترف بها الحكومات.

ولفتت إلى أن التحديات التي تواجه النساء في مختلف الدول المشاركة متشابهة شكلاً ومضمونا وبالتالي يمكن أن تكون الحلول مشتركة بخلفيات متنوعة ما يضمن نجاحها وسرعة بلوغ الهدف، معتبرة أن المؤتمر خرج عن القوالب التقليدية وناقش الداء قبل إعطاء الدواء لها، وخلق نوعاً من الترابط بين المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وهو ما يحدد طرق الحلول لاعتبار أن التشخيص مدخل لفهم القضايا وتحليلها.

وأوضحت أن المؤتمر تميز بجمعه نساء من أقطار متباينة تشتركن بنفس المعاناة والقضايا التي تمسهن وبالتالي يكون التشخيص أوسع وأقرب، مشيرة إلى أن الحكومات أثبتت فشلها في معالجة وفهم قضايا النساء وبالتالي يصعب احتوائها ومواجهتها مهما وُجدت المحاولات "التجمع أطلعنا على مشاكلنا مع مراعاة خصوصية كل مجتمع".

وحول أهمية وجود كونفدرالية نسائية ديمقراطية أو تحالف نسوي قالت "أن تكون هناك كونفدرالية أو غيرها أمر جيد، فمن المهم أن نخلق صوت نسوي قوي يوصف قضايا النساء ويُنصفها، ووجودها أيضاً يحتاج إلى عمل مؤسساتي وتمويل ومتابعة مستمرة، بالإضافة إلى مؤسسات تتبع الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة لاعتبار أن مثل هذه التحالفات يحتاج الدفع لتعمل بشكل صحي ومتكامل".

 

"الكونفدرالية النسائية هي استماع صوت النساء بلغة مشتركة"

واعتبرت أن الكونفدرالية تكريس لروح العمل الجماعي، حيث يكون للنساء الصوت المسموع بلغة مشتركة خاصة وأن النساء في الشرق الأوسط وأفريقيا تعشن أزمات متشابهة تبدأ من البارودة والحروب وصولاً إلى التهميش الاجتماعي والأزمات الاقتصادية التي تتأثرن بها بشكل مباشر ومضاعف في مجتمعات تُطبعُ مع العنف وتبحث عن أسباب لها لتبرره بشكل أو بآخر، لافتة إلى أن السوريات باختلافاتهن لا زالنا تعشن العنف والتطرف وأيضاً الغزاويات اللواتي تواجهن القتل وتلاحقن الحياة برغم سياسة إبادتهن وهو ما يُحتمُ عمل الكونفدرالية التي تأتي من أجل هدف موحّد وهو دعم النساء وإيصال صوتهن ومعاناتهن.

وأكدت فرح صابر أن "المؤتمرات يجب أن يكون لها إطار واقعي تتمكن من خلاله المنظمات النسوية من وضع أسس واقعية تتماشى مع مجتمعانا وخصوصيتها في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة، مشيرةً إلى أنه كلما كانت "برامجنا أقرب إلى الواقع يسهل حلها ويسهل تحقيق أهداف التجمعات النسوية والتحالفات مع مراعاة خصوصياتنا حتى لانصدم بنتائج لا نقبلها".