ناشطة حقوقية: السلطات الإيرانية تتعمد تسميم الطالبات

اعتبرت بروين آزاد أن الحكومة الإيرانية هي السبب الرئيسي في حوادث التسمم المتسلسلة، مشددةً على ضرورة رفع وتيرة النضال من خلال التواجد في الشوارع حتى الإطاحة بالنظام.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ في كانون الأول/ديسمبر 2022، تعرضت مئات الفتيات اللواتي يناهز عمرهن عشر سنوات في مدارس قم، للتسمم وتم إدخال عدد منهن إلى المستشفى لفترة وجيزة، وطالت حوادث التسمم مدن أخرى منها طهران وأردبيل وبروجرد وغيرها، الأمر الذي أثار غضب الأهالي وجعلهم يخرجون في احتجاجات مطالبين بتوضيحات.

حول السياسات الممنهجة التي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد الشعب خاصةً الفتيات والنساء، أشارت الناشطة في مجال حقوق الطفل بروين آزاد إلى بداية "التسمم المتسلسل" للطالبات في أوائل كانون الأول/ديسمبر 2022، وتكرارها في مدن مثل بروجرد وأردبيل وطهران، ووفاة الطالبة عاطفة رضائي البالغة من العمر 11 عاماً في مدينة قم بعد تعرضها للتسمم واعتبار أن وفاتها بسبب مرض سابق، بالإضافة إلى ادعاءات أخرى أدت إلى فقدان ثقة الأهالي بالحكومة.

وأضافت "عندما قتلت جينا أميني على يد شرطة الأخلاق في أيلول العام الماضي، أعلنت الحكومة أنها توفيت بسبب مرض كانت تعاني منه منذ الصغر، والآن تعيد الحكومة السيناريوهات نفسها. بحسب إحصائيات الحكومة فقد تعرضت ما يقارب 900 طالبة للتسمم، لكن هذا ليس صحيحاً بل أكثر من ذلك".

وشددت على أن "مرتكبي هذه الجرائم الرئيسيين هم الحكومة"، لافتةً إلى تنازل وزير الصحة الإيراني عن مسئوليته بذريعة أنه "نوعاً من السم الخفيف تسبب في هذا التسمم، وشرح كيفية إنتاج السم أو ما إذا كان هذا الحادث متعمداً لا يدخل في نطاق مهام الوزارة".

وعن سيناريو التسمم المتسلسل للطالبات تزامناً مع إجراءات الحكومة لدفع الطلبة للوراء وبث الرعب بين الأهالي، توضح "منذ أيام الثمانينيات والتسعينيات وحتى يومنا الراهن تحاول الحكومة الإيرانية بث الخوف والذعر بين الطلاب والطالبات في محاولة لقمعهم، لكن الطلبة خرجوا إلى الشوارع تنديداً بتمييز الحكومة وإجبار الطالبات على ارتداء الحجاب، واحتجاجاً على ارتفاع الأسعار، وهتفوا ضد الحكومة بالموت للديكتاتورية".

ولفتت بروين آزاد  إلى أنه "في المدارس مزقت الفتيات صور الخميني وخامنئي، وخلعن حجابهن معلنات أنهن لا تردن هذه الحكومة، ولأن يوم المرأة والعمال العالمي قريب وسيخرج الأهالي مرة أخرى إلى الشوارع، أعطت الحكومة الضوء الأخضر لتسميم الفتيات خوفاً من تشكل الاحتجاجات مرى أخرى".

وعن احتجاج الطلاب والطالبات على إيقاف تعليمهم تقول "في انتفاضة Jin jiyan azadî، كانت القوى المتظاهرة ضد الحكومة من الطلبة. تتعرض الحكومة لضغوط شديدة بسبب حالات التسمم، وقالت الحكومة إن عمليات التسمم هذه من قبل الهزارة، لكن الحكومة هي من قامت بهذا العمل".

وبينت أن "مقتل سارينا إسماعيل زاده ونيكا شاكرمي لم يوقف هذه الاحتجاجات، فقد خطفوا الكثير من المتظاهرين وألقوا جثثهم في الصحاري، وقد قتلت الحكومة العديد من الأشخاص في السجون بالمخدرات، فيما انتحر آخرون بسبب الضغط النفسي، هذه من بين الجرائم التي ارتكبت من قبل الحكومة لمنع الاحتجاجات الشعبية".

في إشارة إلى استياء مختلف شرائح الشعب من الحكومة، بما في ذلك "العمال والمتقاعدين والمدرسين وكل من يتعرض للقمع ولا يتمتع بأدنى قدر من الرفاهية، فإنهم يزدادون فقراً يوماً بعد يوم"، مضيفةً "الوحدة والتواجد في الشوارع هو السبيل الوحيد لإلحاق الهزيمة بالحكومة".

وطالبت بروين آزاد برفع وتيرة النضال والاستمرار بالمطالبة بحقوق الشعب خاصةً الفتيات والنساء، وحثت المعلمين/ات للانضمام إلى الاحتجاجات تنديداً بانعدام الأمن في المدارس "يمكن إسقاط هذا النظام من خلال تنظيم احتجاجات في الشوارع، وإلا سنشهد المزيد من الجرائم".