ناشطات ليبيات تتضامن مع المرأة الإيرانية في ثورتها ضد العنف والترهيب

أكدت ناشطات ليبيات أن موت الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أشعل الغضب المؤجل للنساء في أغلب دول العالم، فالاضطهاد والعنف ضد المرأة موجود في كل مكان، ولكن بطرق وأشكال مختلفة.

هندية العشيبي

ليبيا ـ نظمت العديد من الدول العربية والعالمية احتجاجات غاضبة تنديداً بالتعامل اللاإنساني للنظام الايراني مع النساء، خاصة بعد مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد تعذيبها حتى الموت من قبل ما يعرف بشرطة الأخلاق لعدم ارتدائها الحجاب "بشكل جيد" حسب ادعائهم.

احتجت الآلاف من النساء حول العالم بتظاهرات عارمة أمام مقرات السفارات والقنصليات الإيرانية في بلدانهن رفضاً للممارسات والعنف الجسدي واللفظي الذي تتعرض له النساء والفتيات في كامل المدن والمناطق الإيرانية بتعليمات مباشرة من النظام، كما نظمت حملات مناصرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تندد بهذه الممارسات اللاإنسانية.

وعلى غرار باقي دول العالم، تضامنت عدة نساء ليبيات عبر منصات التواصل الاجتماعي مع النساء الإيرانيات اللواتي خرجن في تظاهرات اجتاحت معظم مدن إيران للمطالبة بإسقاط النظام ومنح النساء حقوقهن خاصة عقب مقتل الشابة مهسا أميني، وطالبت ناشطات وحقوقيات ليبيات المؤسسات الدولية الحقوقية بالتدخل لحماية الايرانيات اللواتي يسلب منهن حقهن في الحياة باسم الدين والحجاب.

وقالت الناشطة المدنية إيناس بوراسين من مدينة الرجبان الليبية أن موت الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق بإيران، أشعل الغضب المؤجل لكل النساء في أغلب دول العالم، حيث رأت إن الاضطهاد والعنف ضد المرأة موجود في كل مكان، ولكن بطرق وأشكال مختلفة.

وأوضحت أن "المرأة تهان ويتم تسليعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باسم الشرف والدين"، لافتةً إلى أن المرأة تستخدم لأغراض شخصية وسياسية، وأن النظام الايراني لا يعتبر المرأة إنسان ولا مواطنة لها الحق في الحياة والعمل والتنزه ولها حرية الاختيار بين ارتداء الحجاب من عدمه، "النظام الإيراني الحاكم يستخدم الدين وسيلة للسيطرة على المرأة وقمعها".

وأشارت إلى أن الاحتجاجات التي اجتاحت إيران وعدد من دول العالم في الآونة الأخيرة هي ردة فعل طبيعية ضد النظام الإيراني وأعوانه، الذي يمارس العنف ضد النساء ويحرمهن من أبسط حقوقهن، ودعم الرجال في إيران للنساء في احتجاجاتهن ضد النظام الحاكم هي خطوة داعمة للحراك النسوي في تلك المنطقة.

وأكدت على تضامن النساء في ليبيا مع المرأة في إيران ومنطقة الشرق الأوسط للحصول على حقوقها كاملة، معربةً عن أملها في استمرار تنظيم هذه الاحتجاجات حتى اسقاط النظام الإيراني، وتحرير المرأة في كل دول العالم من الاستبداد والعبودية التي تمارس عليها من قبل الرجل.

من جانبها اعتبرت الناشطة الحقوقية فريحة الجيلاتي أن الأعمال اللاإنسانية التي يمارسها النظام الإيراني على النساء والفتيات الكرد تعتبر جرائم إنسانية دولية، وآخرها جريمة قتل الشابة الكردية مهسا أميني، وما تعرضت له من اعتداء وتعذيب بحجة عدم ارتدائها الحجاب بشكل جيد.

ولفتت إلى أن "الاعتداء على مهسا أميني حرمها من عدة حقوق، اسماها حقها في الحياة، بسبب القوانين الجائرة التي تفرضها السلطات على النساء بحجة الاسلام وتعاليمه".

وأوضحت أن المرأة الإيرانية ينظر لها النظام واتباعه على إنها مواطنة من الدرجة الثانية لا حقوق لها، فجملة كبيرة من القوانين في إيران تحرم المرأة من التمتع بحياة جيدة، كما إن هناك القوانين التي تحرمها من حقوقها الدستورية، حيث تعاني الإيرانيات من العنف داخل منازلهن من قبل الزوج والأخوة والأب.

وبينت أن "هذه القوانين منحت العديد من الصلاحيات للأزوج بتعنيف زوجاتهم وممارسة العنف بأشكاله المختلفة ضدهن".

ونوهت إلى أنه في عام 2014 أطلقت الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد، حملة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان "حريتي الخفية"، نشرت فيها صوراً لإيرانيات غير محجبات قد ارسلت لها عبر الأنترنت، هذه الحملات في أغلبها، تدعو لحصول الإيرانيات على حقوقهن وحرياتهن.

 

 

ويمارس النظام الإيراني الحاكم منذ توليه السلطة العنف ضد النساء بأشكال مختلفة، وحول هذا قالت الناشطة الحقوقية سلوى الماجري إن الجريمة التي ارتكبت بحق الشابة الكردية مهسا أميني من قبل النظام الحاكم الإيراني، هو عنف مباشر موجه ضد النساء الايرانيات والكرد، باستخدام الدين للتشبث بالحكم لمدة طويلة.

وأوضحت أن الإيرانيات لديهن خياران للتخلص من قمع النظام الحاكم في إيران الذي وصفته بالمتشدد للتمكن من الحصول على حقوقهن والحفاظ على حياتهن، وهي إما بمواصلة النضال وتنظيم التظاهرات والاحتجاجات ضد النظام الإيراني وأساليبه القمعية، أو الهجرة خارج البلاد، لافتةً إلى أن النظام الإيراني الحاكم هو نظام قمعي ومتشدد، ويحتاج لدعم دولي منظم للتصدي له حفاظاً على سلامة المرأة الإيرانية وحياتها.