ناشطات: الحركات النسوية تتابع قضية مريم ولن تسكت أن تهاون القانون مع المجرم

لقيت قضية مريم الركابي التي باتت قضية رأي عام، تضامن مجتمعي، وشددت عدة ناشطات على ضرورة إنزال أقسى العقوبات على المجرم

غفران الراضي 
بغداد ـ ، مؤكدين أن الحركات النسوية تتابع قضية مريم ولن تسكت أن تهاون القانون مع المجرم على حساب الضحية. 
حادثة هزت الشارع العراقي فبعد صمت لستة أشهر، ظهرت شابة عشرينية مع والديها على شاشات التلفاز تتحدث عن جريمة تشويه بحمض الكبريتيك، كانت قد تعرضت له على يد مجرم رفضت الزواج منه بعد طلبها أكثر من مرة. 
هذه الحادثة المروعة قابلها المجتمع باستنكار ورفض عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتصدر بعد أيام هاشتاغ "أنقذوا الأميرة مريم" على موقع التواصل الاجتماعي التويتر، وتصبح القضية قضية رأي عام، مطالبين بإنزال أشد العقاب على المجرم مع حملة إغاثة مادية للقيام بعمليات تجميل جراحية وإعادة شكل مريم إلى طبيعته.
وتعرضت العراقية "مريم الركابي" وهي في العقد الثاني من عمرها، قبل حوالي 6 أشهر لاعتداء مروع بواسطة حمض الكبريتيك على يد رجل، بينما هي نائمة داخل منزلها، بسبب رفضها الزواج به، ما أسفر عن تشوهات كبيرة في وجهها.
وأكد مصدر أمني خاص لوكالتنا أن قضية مريم حظيت باهتمام أمني بالغ، ويتم التحقيق وجمع الأدلة لمعرفة الجاني.
وأضاف المصدر "كاميرات التصوير لم تكشف شخصية المجرم كونه كان ملثماً، إلا أن هناك تفاصيل تتعلق بحركة وخطوات المجرم تشابه المتهم الذي قدمت مريم وعائلتها شكوى ضده، حيث أن المتهم يعاني من قصر في أحد الأطراف ومشيته ليست مستقيمة". 
كما ذكر المصدر أن المتهم اعترف بتهديد مريم بالقتل لكنه لم يعترف بتنفيذ الجريمة.
هذا وقد كان لتجمع صحفيات العراق بيان تنديد ورفض لكل أنواع العنف الذي يمارس ضد المرأة في العراق، حيث أكدت نائب تجمع صحفيات العراق إسراء طارق لوكالتنا، أن الوقوف مع مريم يتضمن جوانب مختلفة "مريم تحتاج لدعم نفسي ومعنوي لتقوية عزيمتها في الحياة وأعطاها أمل للاستمرار وكذلك لدعم مادي لتصحيح ملامحها بعمليات جراحية". 
وأضافت أسراء طارق "علينا أن ندعم ونشارك بقوة في حملات التبرع المالي ونتمنى أن تصل لكل إنسان مؤمن بحق مريم في الحياة لتعود مريم الأميرة كما يسميها زملائه مشرقة، لعلنا نساهم بالتئام بعض جروح الروح والألم النفسي الذي أصابها". 
وشددت على ضرورة أن يتم تنفيذ أقسى عقوبة على المجرم ليكون عبرة لكل معنف ومجرم بحق المرأة، منوهةً بأن هناك تحضير لمظاهرة داعمة لمريم مطالبة بالكشف عن ملابسات الجريمة والحكم على المجرم.
وقد كان لناشطات حقوق المرأة صوت في قضية مريم وكذلك فتح ملف قضايا التعنيف ضد المرأة في العراق. 
 
 
وقالت الناشطة ياسمين محمد سعيد أن العنف بأنواعه يمارس ضد المرأة "أشكال التعنيف اللفظي والجنسي والجسدي والنفسي تمارس ضد المرأة من دون رادع، في ظل قانون ضعيف". 
وتجد ياسمين محمد سعيد أن قضية مريم يجب ألا تمر مرور الكرام، ليس لأنها القضية الأول من نوعها بل لأن الإعلام الذي اظهرها للملأ كفيل بأن يظهر قوة القانون ليكون رادع للمجرم أو يجعل من قضايا التعنيف سلوك معتاد يفلت فيه المجرم من العقاب. 
وأكدت "يجب أن تكون عقوبة المجرم رادعة تعزز قوة المرأة في المجتمع وفق القانون، وألا يتم التهاون حتى مع المشتركين مع المجرم في جريمته". 
وتعتقد ياسمين محمد سعيد أن انتهاك حق المرأة في اختيار الزوج ورفض من لا ترغب بالزواج منه يعد سابقة خطيرة عندما يتعدى الأمر محيط الأهل ويصبح الرجل المتقدم للزواج أيضاً محتكر لحرية وحياة المرأة أن رفضت الزواج منه. 
وأكدت أن الحركات النسوية في العراق تتابع قضية مريم، ولن تسكت إن تهاون القانون مع المجرم على حساب الضحية. 
 
 
ومن نتائج الدعم المجتمعي تنظيم استقبال لمريم الركابي في معهد الفنون الجميلة الذي تدرس فيه، وتحدث مسؤول قسم الفنون الموسيقية في المعهد تحرير جاسم العتابي لوكالتنا عن اجواء الاستقبال وأسبابه، قائلاً "مريم تمتلك موهبة وثقافة متميزة، وكنت أنا ضمن لجنة اختبار القبول لمريم الركابي التي تمتلك صوتاً جميلاً لموشحات أندلسية وأغان ملائمة لصوتها ضمن مشروع تطوير موهبتها".
 وأضاف "حادثة مريم مروعة تركت أثر في داخلنا كمدرسين نشاهد مريم المحبة للحياة، وأيضاً كطالبات مقربات من مريم". 
وأكد تحرير العتابي أن "مريم حصلت على موافقة الانتساب في اكمال دراستها في الوقت الحالي بحضور الامتحانات الفصلية تقديراً لوضعها". 
وعن استقبالها في المعهد قال تحرير العتابي "حاولنا أن نجعل مريم ترى حبنا وحب زميلاتنا لها الذي ازداد اضعافاً ولم ينقص، لنقول لها نحن نراك جميلة وقوية في كل حال".
هذا وقد وصلت قضية مريم الركابي للصحافة العالمية، ومن المحتمل أن تزيد فرصة مريم في الحصول على المساعدة الطبية لاستكمال مراحل علاجها.