مؤامرة ونضال... صراع 27 عاماً بين الحرب والسلام

انتقادات على السياسة التركية، المعارضة لبنود حقوق الإنسان التي تمنح للسجين الذي تجاوز عمره الـ 70 عاماً حق الأمل، وأيضاً لمن قضى داخل السجن 20 عاماً بالإفراج عنه، ورغم أن القائد عبدالله أوجلان استوفى الشرطين، إلا أنه لا يزال مسجوناً.

نور الأحمد

الرقة ـ وصفت عضوة أكاديمية القائد عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية عائشة جاويش، نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" بمفتاح الحل للصراعات القائمة في الشرق الاوسط، مطالبة بضرورة منحه حق الأمل لضمان إنجاح عملية السلام.  

 يصادف التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الذكرى السنوية السابعة والعشرون من بدء المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، أثناء إخراجه من سوريا في عام 1998، بضغوط من الدولة التركية مباشرة، ليعتقل فيما بعد من نيروبي في 15 شباط/فبراير1999، وينقل إلى جزيرة إمرالي.

وخلال فترة سجنه فرضت عليه عزلة مشددة، ومنعت عنه اللقاءات بمحاميه وعائلته، إلا أنه في 27 شباط/فبراير هذا العام أطلق نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي"، والذي لاق ترحيباً من الأوساط المجتمعية والدولية، ورغم بدأ خطوات القائد أوجلان الفعلية نحو هذه العملية والذي تضمن حل الهيكلية التنظيمية لحزب العمال الكردستاني، وإتلاف سلاحه، إلا أن العملية لم تلاقي أي خطوة فعلية من الجانب التركي، والذي كان من المفترض عليها إطلاق سراح القائد أوجلان كخطوة أولى نحو عملية السلام، إلا أنه لهذه اللحظة لم يمنح حق الأمل.

 

"فكر القائد يتعارض مع سياسات الهيمنة والرأسمالية"

تقول عضوة أكاديمية القائد أوجلان للعلوم الاجتماعية في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا عائشة جاويش بأن المؤامرة "بدأت حياكة خيوطها بمشاركة دولية وانتهت بسجنه في جزيرة إمرالي" مشيرة إلى أن "أثناء خروجه من سوريا بعد التهديد الذي وجهتها الدولة التركية للسلطات السورية، خرج من سوريا متوجهاً إلى أوروبا لطرح فكره الأممي على العالم قاصداً دولة اليونان حينها، لكنه اعتقل بمؤامرة دولية في عاصمة كينية بـ15 شباط 1999، دون وجه حق".

وبينت أن الهدف من المؤامرة هو حجب فكر القائد عبدالله أوجلان عن العالم "الأنظمة السلطوية تخشى من ترجمة فكر القائد على أرض الواقع لأنه يتعارض مع سياستهم المهيمنة ونظامهم الرأسمالي، لذا لجئوا إلى اعتقاله للحد من انتشار هذا الفكر ومنعه من إحداث أي تغير أو تأثير على واقع شعوب العالم"، متطرقةً إلى أساليب التعذيب التي كانوا يتبعونها بحق القائد أوجلان "خلال سبعة وعشرون عام فرضت عزلة مشددة على القائد ومنعت عنه اللقاءات، فضلاً عن حرمانه من القلم لسنوات طويلة لمنعه من تدوين أفكاره، في اختراق صارخ لبنود حقوق الإنسان، لأن وفقاً لبنودها فإن الحق في الأمل يمنح للسجين لمن تجاوز عمره الـ 70 عاماً وأيضاً لمن قضى داخل السجن 20 عاماً بالإفراج عنه، ورغم أن القائد أوجلان استوفى الشرطين السابقين، إلا أنه لا يزال مسجوناً في إمرالي".

ولفتت إلى الجهود المبذولة من قبل العديد من المبادرات المجتمعية والإنسانية وكذلك السياسية لتحقيق العدالة في قضية القائد أوجلان بين المطالب والبيانات وحملات توقيع، إلا أن المجتمع الدولي يتجاهل هذه المطالب.

 

"الدولة التركية لم تبدي أي خطوات جدية في ملف القائد أوجلان"

وعن النداء التاريخي الذي أطلقه القائد أوجلان لعملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" مؤخراً بينت أن "النداء لاق ترحيباً وصدى ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي، لأن القائد أوجلان أعاد القضية الكردية وبناء المجتمع الديمقراطي إلى الواجهة مجدداً لإيجاد حل جذري لها، في وقت تعيش فيه تركيا حالة من التشتت في ظل الهجمات المستمرة على جبال كردستان، وهذا النداء يطرح الحلول السياسية بدل العسكرية، ورغم حل الهيكلية التنظيمية للحزب العمال الكردستاني وتشكيل لجنة متابعة إلا أن الدولة التركية لم تبدي أي خطوات جدية في ملف القائد أوجلان".

وبينت أن النداء كان شمولي وغير خاص "ذكر القائد في رسائله أنه يريد الوصول بسوريا لمجتمع ديمقراطي تسوده السلام مؤكداً على قدرته بحل كافة الإشكاليات قانونياً وسياسياً لتأخذ العدالة الاجتماعية مجراها الصحيح، في حال اتاحت الفرصة، لأنه لا يمكن حل القضايا الاجتماعية والتاريخية بالسلاح بل تحتاج هذه القضايا لحل جذري بالقانون تضمن فيها حقوق كافة المكونات".

 

رسائل القائد تؤكد على أهمية التكاتف الاجتماعي

لم يغفل القائد أوجلان عن ذكر أي فئة من رسائله وتوجيهاته "مع إطلاق نداء السلام وجه القائد أوجلان رسائل للعشائر العربية والتشديد على أهمية اللحمة بين المكونات للوقف بوجه الفتن والحروب، فضلاً عن رسالته للمرأة بمناسبة يوم العالمي للمرأة، وكذلك لأكاديمية الجنولوجيا، بالإضافة إلى الفئة الشابة والأطفال، وحتى للمجتمع الإيزيدي الذين تعرضوا لمجزرة في عام 2014"، هذا يبين اهتمام القائد أوجلان بالتكاتف الاجتماعي ودوره الفعال في ترسيخ الديمقراطية دون إقصاء أي فئة، أو مكون.

واعتبرت رسائل القائد أوجلان الموجهة للمرأة دافع لتعزيز دورها بشكل أكثر فعالية "تشهد المنطقة العديد من التطورات والتغيرات السياسية عقب نداء 'السلام والمجتمع الديمقراطي' والذي أعطى للمرأة الدور الريادي فيه فضلاً للإرادة التي تمتلكها والتي برزت في ثورة 19 تموز، متيقناً بأن الإرادة ذاتها قادرة على قيادة المرحلة المصيرية وإنجاحها".

واختتمت عضوة أكاديمية القائد أوجلان للعلوم الاجتماعية عائشة جاويش حديثها بتوجيه رسالة للقائد عبدالله أوجلان مفاداها "بحلول الذكرى الأليمة أقول أننا تحررنا بفضل اطروحاتك التي قدمتها لنا، ولنكون لائقين بتضحياتك لن نستسلم ولن نفقد الأمل بتحقيق الحرية الجسدية لك، ونؤكد أننا سنبذل قصارى جهدنا في إنجاح عملية السلام".