مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة... توثيق جرائم الاحتلال والبحث في قضايا المرأة

منذ تأسيس مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في شمال وشرق سوريا، عمل على دعم النساء أينما وجدن، وحماية حقوقهن وتوعيتهن، عبر العديد من الأبحاث والتوثيقات، وكان أبرزها ملف هفرين خلف، الذي ضم جميع الحقائق حول القضية

سيلين محمد
قامشلو ـ .
البحث والدَّراسة وربط الحقائق، عمل يحتاج إلى دقة الملاحظة، والنَّظرة الثَّاقبة والإحساس بالمسؤولية والعدل والاطلاع، واليوم المرأة في شمال وشرق سوريا جمعت كلَّ هذه الصَّفات لتنطلق بمشروعها الخَّاص وتبحث في زوايا قضاياها، من خلال مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة. الذي افتتح في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
 
 
وقالت لوكالتنا العضو في مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة شيرين جولي، أن مركزهنَّ نسوي حقوقي ومدني غير ربحي، يهدف لدعم المرأة وتمكينها "نُعد الأبحاث والدَّراسات، ونوثق الانتهاكات التي تستهدف المرأة، إذ قمنا قبل تأسيس المركز بتوثيق الجَّرائم التي ارتكبتها تركيا ومرتزقتها بحق الأطفال والنَّساء في شمال وشرق سوريا". 
وأضافت "أعددنا تقرير عن اغتيال الأمين العام لحزب سوريا المُستقبل هفرين خلف، ووثقنا عدد ضحايا الحرب في كوباني، واستمرينا بذلك لمدة ستة أشهر".
خلال هجمات تركيا على مناطق سري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض، في9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، اغتيلت الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف في 12 من الشهر ذاته، في كمين نصبه مرتزقة الاحتلال التركي.
وبينت أن ضرورة تأسيس المركز جاءت من وجوب الدَّفاع عن النَّساء اللواتي كنَّ ولا زلنَّ يتعرضنَّ للعنف "بناء على أهمية المرأة المُدافعة، التي تفضح الانتهاكات بحقها، وللنهوض بالثَّقافة القانونية للمرأة، كان لابد من تزويدها بالقدرات التي تمكنها من تطوير نفسها واجتيازها للمشاكل التي تعترض حياتها، ومن هنا جاءت أهمية عمل هذا المركز".
وعن أبرز بنود النَّظام الدَّاخلي للمركز قالت "القضاء على جميع أشكال العنف ضد النَّساء كـ (الخطف، القتل، الاغتصاب)، ونشر ثقافة السَّلام، ومتابعة الانتهاكات التي تُرتكب بحق المرأة، للدفاع عن حقوقها أمام الجهات المعنية محلياً وإقليمياً وعالمياً".
وعن واجبات وحقوق المُنتسبات تقول "عليهنَّ العمل وفق النَّظام الدًّاخلي للمركز، وضمن الهيئة العامة له، وطرح الآراء، والقدرة على النَّقد البناء، والمُشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تجري داخل وخارج سوريا بتكليف رسمي من هيئة إدارة المركز بما ينسجم مع معايير الكفاءة والاختصاص وطبيعة الفعاليات ومقتضيات الضَّرورة دون تمييز، وأن يكون نطاق العمل في شمال وشرق سوريا".
وتقول شيرين جولي "لدينا فروع في الحسكة، والطَّبقة، والرَّقة، وكوباني، والشَّهباء، وتتألف الهيئة التَّأسيسيَّة من 21 امرأة، والعضوات المُنتسبات عددهنَّ ثلاثين، والمتواجدات في المركز هنَّ ستة فقط، منهنَّ في قسم الإعلام، والتَّرجمة، وأخريات للتوثيق والدَّيوان، والأرشيف والمالية، ولدينا عضوتين خارج سوريا في ألمانيا وبلجيكا".
 
 
أما المُوثقة في مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة بيريفان رشو، فبينت أن المركز يشمل نَّساء من كافة المناطق "نتواصل معهنَّ عبر مواقع التَّواصل الاجتماعي، واللقاءات في المركز، وبهذا نقدم لهنَّ النَّصائح حسب الحالات".
وتُكمل "نقدم الدَّعم والمُساندة القانونيَّة للمرأة، ونفتتح الدَّورات والورشات، والنَّدوات، التي تدعم تمكين المرأة، ونقدم الدَّعم النَّفسي والاجتماعي والقانوني لضحايا الحروب، ونستمع للشَّهود ونشارك ذلك مع الجَّهات المعنية، وفي حال تعديل قوانين المرأة والطَّفل يكون لنا بصمتنا".
وتتابع "نعد أبحاث عن الانتحار، والتَّسول، ونتحقق من صحة المعلومات، كملف هفرين خلف الذي قدمناه لمحكمة الجَّنايات الدَّولية، وأطلقنا حملة تحت شعار (صحتكنَّ وعافيتكنَّ) بخصوص الإجراءات الوقائية من فايروس كورونا في مخيم واشوكاني، واستكمالاً للحملة التَّوعوية لليوم العالمي لمنع الانتحار نسقنا مع منظمة حقوق الإنسان في الجَّزيرة لإلقاء المُحاضرات عن دور المرأة". 
وبحسب إحصائية أجراها مركز الأبحاث وحقوق المرأة في سوريا، بلغت نسبة انتهاكات الدولة التركية في شمال وشرق سوريا في عام 2020، تعرضت 177 امرأة لإصابات، وخطفت 144 وقتلت 88 امرأة، وبالنسبة للأطفال قتل 104 أطفال، وخطف 14، وأصيب 176، وبلغت الانتهاكات حتى شهر حزيران/يونيو من 2021، حيث قتلت 16 امرأة وخطفت 22، وأصيبت 9، كما أصيب 29 طفل وخطف 20 وقتل 25، وبالنسبة للرجال قتل 40 رجل، وخطف 237، وأصيب 54 رجل.  
وحول الخطط المُستقبلية، تقول بيريفان رشو "نتواصل مع منظمة ريفي ريف البريطانية، لعمل شراكة لمناهضة العنف ضد المرأة". 
ومركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة هو مركز نسوي مدني غير ربحي يعمل على دعم وتمكين المرأة ومساندتها للحصول على حقوقها، ويضم مجموعة من الحقوقيات والناشطات المدافعات عن حقوق المرأة، مركزه الأساسي في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، وله عدة فروع داخل وخارج سوريا.