'مقبرة خافاران علامة تاريخية على جرائم النظام'

تحت حجج واهية وأدلة ضئيلة تقوم السلطات الإيرانية بحملة اعتقالات وإعدام بحق الأقليات في البلاد، وهي تسعى لاقتلاع جذور الطائفة البهائية من إيران.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ منذ الأيام الأولى لما سمي بالثورة الشعبية الإيرانية عام 1979 التي حولت إيران من نظام ملكي دستوري إلى جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء، تم ارتكاب عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام دون محاكمة والإعدام التعسفي ضد الطوائف الأقلية في البلاد، وتشكل مقبرة خافاران جنوب العاصمة الإيرانية طهران عنواناً بارزاً لهذه الجرائم.

لكن السلطة الجديدة التي استلمت زمام الأمور في البلاد قامت بتدمير مئات القبور الفردية والجماعية، بهدف تدمير الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان وإلى حرمان عوائل ضحايا أعمال القتل من حقهم في معرفة والتماس العدالة لذويهم.

ففي الثلاثة عقود الماضية حاولت السلطات الإيرانية تدمير مقبرة خافاران بكل الوسائل لكن العائلات منعت ذلك وفضحت نواياها، لكنها وخلال الأشهر الماضية بدأت بتدمير المقبرة من جديد، ودفن عدد كبير من البهائيين على يد القوات العسكرية فيها دون علم وإذن عائلاتهم، وهذا الإجراء استفز أهالي الضحايا وتم فضحها مرة أخرى.

فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة التي وقعت في مقبرة خافاران، ولماذا تقوم السلطات الإيرانية بدفن عدد كبير من البهائيين في مناطق بها مقابر جماعية؟ ولماذا يحدث هذا الأمر بشكل كبير في هذا الوقت بتحديد.

 

 "خافاران أصبحت وثيقة تاريخية عالمية"

في إشارة إلى الدفن السري للضحايا من الطائفة البهائية دون إبلاغ عائلاتهم ودون مراعاة عاداتهم وطقوسهم، أكدت الناشطة السياسية مرسدة قائدي "إن هجوم النظام على مقبرة خافاران كان موجوداً دائماً وتتعرض للتدمير منذ سنوات عديدة، لقدم قامت السلطات بحفر المقابر وإقامة جدران من الخرسانة حولها ووضع كاميرات المراقبة عليها لمنع اقتراب أهالي الضحايا من هذه المقابر، ومع كل هذه الإجراءات لا زالت السلطة تقتل أفراد من الطائفة البهائية".

وأضافت "مقبرة خافاران مهمة للغاية من وجهة نظر النظام ومن وجهة نظر الذاكرة التاريخية، أهميتها تعود للعقود الأربعة الماضية التي أبدى فيها الأهالي من هذه المدينة مقاومة ضد الانتهاكات والاضطهاد التي طبقت ضدهم بهدف قمعهم وإبادة الطائفة البهائية في البلاد، خاصة أمهات الضحايا اللواتي مات معظمهن وأصبحت هذه المقبرة وثيقة تاريخية عالمية، وثيقة تظهر مقابر جماعية وقبور مجهولة، ويعتقد النظام أنه من خلال تدمير هذه الوثيقة، يمكن أن يدمر هذا التاريخ، لكننا لن نسمح له بذلك".

وتابعت "عائلاتنا مستمرة بالمقاومة ولن نسمح للنظام في إيران وخارج إيران بمواصلة هذه الجريمة ضدنا والهجوم على الطائفة البهائية التي تقاوم إلى اليوم، نفس الشيء يحدث الآن، لقد تم السماح للعوائل بزيارة مكان المقابر لكنهم لم يرون المقابر التي كانوا يذهبون لزيارتها في السباق، يريد النظام أن يوقع بين أفراد المجتمع البهائي لخلق الفتنة".

وأشارت أنه "منذ أكثر من خمسة عقود تم إعطاء جزء من مدينة خافاران للطائفة البهائية التي تم قمعها ولم يسمح للأهالي بدفن ذويهم في الأماكن العامة، أما الآن هناك مكان للطائفة البهائية، لكن الحكومة قالت في المرحلة الأولى ليس لدينا مكان وحتى الآن يقولون إن كل من يموت من هذه الطائفة يجب أن يدفع مبلغاً كبيراً مقابل مكان الدفن، وإلا فلن يتم دفنه".

 

"دعوى العائلات إلى النزول إلى الشارع أصبح رمزاً للتضامن"

أكدت مرسدة قائدي أن مقاومة الطائفة البهائية لها تاريخها "إن النزول إلى الشوارع للتعبير عن رفض السياسة الممنهجة بحق الأقليات مستمر، ففي الواقع عمليات القتل الجماعي في الستينيات كان أقل نظراً للنضال والمقاومة التي كانت يتسم بها العقود الماضية".

وأضافت "شيء جديد حدث بعد عامي 1996 و1998، أصبحت هذه الدعوى أكثر انتشاراً وأكثر ارتباطاً، حيث كانت عائلات الضحايا تخرج إلى الشوارع وأصبح صمودها رمز للتضامن والترابط، وفي الواقع مع ثورة Jin" Jiyan Azadî" ازداد التضامن والوحدة بين هذه العائلات نظراً لازدياد اللقاء بينها في كل يوم خاصة في شرق كردستان، هذه الثورة تقف ضد السلطة وسياستها ولن يكون النصر بعيداً، وهؤلاء الأهالي لن يخضعوا للمحاكمة حتى يتم تشكيل حكومة جديدة، وسوف يستمر السجناء السياسيون والإعدامات والقتل في الشوارع".

وختمت حديثها بشعار "لا نغفر ولا ننسى"، وأكدت "ليس للسلطة الإيرانية الحق في التدخل في ثورة الشعب، نحن لا نعترف بها، نريد أن يذهب معنا إلى المحاكمة كل من تورط في اعتقال وانتهاك حقوق الشعب، لن ننسى أبداً هذه الجرائم، الحركة الثورية حركة تخريبية وبعد إسقاط نظامها سنقرر كيف يتم تحقيق العدالة، أما الآن طالما أن هذه هي الحكومة فلا يمكننا تحقيق العدالة"