مبادرة لتوعية النساء ومحاربة العنف بشتى أنواعه

أعلن مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "كريديف''، التابع لوزارة المرأة والأسرة في تونس، أمس الاثنين 7 حزيران/يونيو، إطلاق مبادرة "7 أيام من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والأشخاص في وضعيات هشة"، تحت شعار "الحق حق" بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج "سلامات تونس"

زهور المشرقي
تونس - أعلن مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "كريديف''، التابع لوزارة المرأة والأسرة في تونس، أمس الاثنين 7 حزيران/يونيو، إطلاق مبادرة "7 أيام من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والأشخاص في وضعيات هشة"، تحت شعار "الحق حق" بالشراكة مع  صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج "سلامات تونس".
قالت المديرة العامة لـ "كريديف" نجلاء العلّاني، في حديث لوكالتنا، إن المبادرة ستستمر أسبوعاً كاملاً وتهدف أساساً لتوعية الشعب التونسي بواقع المهاجرات والمهاجرين ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي بمختلف أشكاله، وكذلك تنمية معارف الصحفيات والصحفيين في مجال حقوق الإنسان، لفضح كل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف الرقمي، إلى جانب السلامة الرقمية.  
وأفادت بأن المبادرة ترمي إلى مناهضة العنف ضد النساء في وضعيات هشة، ويعد ذلك مواصلة لعمل الـ "كريديف" لسنوات من أجل إقرار المساواة التامة بين الجنسين ومناهضة كل أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، والمسلط على الأشخاص الذين يعيشون في وضعيات صعبة.  
وقالت نجلاء العلاني إن المبادرة تأتي في ظل ارتفاع غير مسبوق للعنف ضد النساء، مشيرةً إلى أنه سيتم التركيز على العمل الميداني والتنقل لاستهداف كل الفئات، وخلق أرضية ملائمة لتغيير التماثلات الاجتماعية والأدوار والعقليات السائدة والممارسات التمييزية.
وتضاعفت نسب العنف ضد النساء والشكاوى المقدمة إلى السلطات خاصة خلال فترة الحجر الصحي جراء انتشار فيروس كورونا خلال أشهر آذار/مارس وحزيران/يونيو 2020، فرغم القوانين الرائدة في تونس لحماية المرأة، والمساواة بين الجنسين إلا أنه وبحسب ناشطات نسويات هناك تبايناً بين القوانين وممارسات المؤسسات المعنية. 
وبخصوص سؤالنا عن اختيار شعار "الحق حقّ"، قالت نجلاء العلاني إنه شعار يعكس البعد الحقوقي للمبادرة، وهو أيضاً شعار قادر على احتواء مختلف المحاور من ناحية النشاط أو الفئات المستهدفة، باعتبار أن النشاط يركز على عدد من الحقوق، انطلاقاً من كون حقوق الإنسان واحدة ومتكاملة لا تتجزأ، لافتةً إلى أنه سيتم التركيز على التعريف بهذه الحقوق وتفسيرها والتوعية بها، كالحق في الحياة وفي السلامة الجسدية والعقلية، والحق  بالتمتع بالصحة الجنسية والإنجابية، والنفاذ إلى العدالة، وهو ما سيتم ترجمته في هذه الأنشطة على مدار أسبوع.
وأضافت أن المبادرة سترافقها دورات تدريبية للأمنيين لتنمية معارف عناصر الأمن الوطني من شرطة وحرس في مجال الإحاطة بالمهاجرات والمهاجرين الذين يعيشون في وضعيات هشة، فضلاً عن توعية الجنسين بالعنف المبني على النوع الاجتماعي، وكذلك حول السلامة الرقمية والحق في النفاذ إلى خدمات الصحة الجنسية والانجابية.
وتتعرض المهاجرات اللواتي فررن منذ ما يقارب الثلاثة عقود من جنوب الصحراء لأشكال عديدة من العنف بسبب تردي وضعهن الاقتصادي والاجتماعي، ووضعهنَّ القانوني الهش بسبب هويتهن الجنسية كنساء مهاجرات ذاوات بشرة سوداء.
وأكملت أنه من بين الدورات دورة تدريبية حول "التناول الإعلامي للعنف ضد النساء في الفضاء الرقمي والسلامة الرقمية" لفائدة الصحفيات/ين والاعلاميات/ين، بمحافظة مدنين جنوب تونس، وستكون بين يومي (7 و9)، علاوة على ورشات توعوية يومي (9 و10).  
وسترافق هذه الدورات المتنوعة حملة ميدانية، (حملة الشوارع STREET CAMPAIGN) تحت عنوان "تنوع، مساواة، سلامة"، يومي (11 و12) حول العنف ضد المهاجرات/ين والحقوق التي يتمتعن/ون بها في تونس وذلك بالشراكة مع تحالف الجمعيات الانساني بمدينة مدنين. 
وأوضحت محدثتنا أنه سيتم إطلاق مبادرة "العيادة الرقمية" المتنقلة وذلك لتقديم استشارات مباشرة من قبل خبيرة في السلامة الرقمية لفائدة العموم وللمشاركات/ين في الورشات والدورات التدريبية. 
وأضافت أنه سيتم تقديم دورة للتعريف بالمفاهيم المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي حيث سيتم عرض أبرز القوانين للأمنيين والصحافيين، وأهم خدمات الصحة النفسية خاصة مع مبادرة لتوعية النساء ومحاربة العنف بشتى أنواعه.
وفي الختام أشارت المديرة العامة لـ "كريديف" نجلاء العلّاني إلى أنه سيتم إطلاق تطبيق "غرفة الصحافة" للهاتف الجوال وهي مخصصة بشكل أساسي للصحفيين المهتمين بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل عام والهجرة المختلطة على وجه الخصوص، لضمان جودة الصحافة التي تراعي النوع الاجتماعي وتحترم حقوق الإنسان والتي تحتوي على مجموعة من الأقسام المختلفة.