"ما يبتزك نحن حدك"... هاشتاغ حملة الحد من الابتزاز الإلكتروني
أطلقت الإعلامية اللبنانية لطيفة الحسنية حملة الحد من الابتزاز الإلكتروني في لبنان تحت هاشتاغ "ما يبتزك نحن حدك"؛
مركز الأخبار ـ لتوعية المراهقين والمراهقات حول كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم للإبلاغ عن الابتزاز.
"الانتحار" سبب الانطلاقة
كان لانتشار وباء كورونا تداعيات على مختلف جوانب الحياة، فالفيروس أظهر معه أوبئة أخرى تعاني منها المجتمعات منذ فترات طويلة، إلا أن الحجر الصحي وإغلاق المرافق العامة في كافة أنحاء العالم ضاعف من مخاطر عديدة من شأنها أن تؤدي إلى عواقب كارثية.
والابتزاز الالكتروني واحدة من الجرائم الدولية التي تضاعفت بسبب أزمة كورونا والحجر الصحي، فالإجراءات التي قامت بها السلطات في العالم من تباعد اجتماعي حرصاً على عدم نقل المرض، لم يبعد البعض عن استغلال التقارب الإلكتروني لممارسة وحشيتهم.
وتعتبر جرائم الابتزاز الالكتروني من القضايا الشائعة والمنتشرة، مسرحها الأول مواقع التواصل الاجتماعي، وتعد النساء أولى ضحاياه واكثرهن نسبةً.
ودفع انتحار فتاة في الثالثة عشرة من عمرها بسبب ابتزاز إلكتروني، بعد أن ارسلت صورها إلى زميلها، وهو بدوره أرسلها إلى زميلتها، الإعلامية اللبنانية والناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي لطيفة الحسنية إلى إطلاق حملة الحد من الابتزاز الإلكتروني تحت هاشتاغ "ما يبتزك نحن حدك" في حزيران/يونيو 2019.
تهدف الحملة إلى توعية المراهقين والمراهقات من عمر 12 إلى 18 عاماً، حول كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم للإبلاغ عن الابتزاز، إما بإخبار الأهل أو المدرسة أو الجهات المختصة.
خصوصية العمل
خصصت لطيفة الحسنية رقمها الشخصي للتواصل مع الضحية مباشرة، لأن الخصوصية خط أحمر بالنسبة لها، وما يجعل الفتاة ترتاح للتحدث معها والوثوق بها، كونها امرأة أولاً، ولأنها لا تنشر أي اسم ولا أي اشارة على وسائل التواصل عند حل قضية معينة، إضافة إلى طريقة التواصل والتعاطي مع الضحية بعدم الحكم عليها ولومها مما يبعث جواً من الطمأنينة والأمان.
وتعمل المؤسسة على مرافقة الضحايا خطوة بخطوة على مدار الساعة، وإخبارهم كيف يجب أن يتصرفوا مع المبتز من دون أي استفزاز، حتى يتم الإيقاع به في أيدي السلطات المختصة أو حل القضية كاملة.
أنواع الابتزاز
الابتزاز يستهدف كافة الأعمار، وهو على نوعين أولهما الابتزاز المادي فبعد تصوير فيديو أو إرسال صور يطلب المبتز المال، وليس بالضرورة أن يكون من قبل عصابة، فقد يكون صديق الفتاة أو زميلها، وخطيبها أحياناً.
أما النوع الثاني هو الابتزاز بهدف إقامة علاقة جنسية مع الضحية حيث تبدأ العلاقة بالدردشة ثم صور وفيديوهات، ثم يبدأ الابتزاز للحصول على علاقة على أرض الواقع.
قصص ابتزاز ساهمت المبادرة في حلها
تعرضت العديد من النساء للابتزاز منها قصة فتاة سورية لاجئة عمرها 21 عاماً لم تكن قادرة على تقديم شكوى ضد مبتز لبناني بسبب عدم قانونية أوراقها التي كان يهددها بها، إضافة لتعرضها للضرب والتعنيف من قبله، واستطاعت المبادرة مساعدة الفتاة بالتواصل مع مخابرات الجيش اللبناني الذين تفهموا الوضع، ونال المبتز عقابه.
وقصة أخرى لفتاة عمرها 17 عاماً كانت تُبتز بالمال، وهددها المبتز بأن يذهب إلى بيتها ويخبر والدها، فاتفقت معه على مكان للقاء ودفع المال، وساهمت المبادرة عن طريق مكتب جرائم المعلوماتية في نصب كمين له والقبض عليه، ولا يزال قابعاً في السجن حتى إعداد هذا التقرير.
نجاحاتها
استطاعت المبادرة الأولى من نوعها على صعيد العالم العربي مساعدة 250 حالة،30 منهم من الذكور، وأطلقت أول ورشة عمل وجلسة حوار لها في المكتبة الوطنية في بعقلين ـ الشوف، بدعم ورعاية المجلس البلدي في عين وزين بلبنان، التي تضمنت نشاطات توعوية للمراهقين وأهلهم، وشددت على تفعيل التواصل وكيفية قضاء الوقت بعيداً عن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل عند التعرض للابتزاز.
وتطوع معها عدد من المساعِدات الاجتماعيات والمستشارين القانونيين. كما قدم العديد من نجوم الفن والإعلام الدعم للحملة عبر نشر تغريدات للتوعية والمطالبة بعدم السكوت عن الابتزاز الإلكتروني، ومن أبرز الداعمين اللبنانيين الفنان زين العمر الذي نشر فيديو دعماً للحملة، ونشرت الإعلامية ميسون نويهض مقطع فيديو للتوعية حول أهمية مواجهة الابتزاز الإلكتروني.
وغردت الإعلامية أماني جحا لتوعية الأهل حول أهمية الحد من الابتزاز، ودعت الإعلامية هنادي زيدان الأهالي لمنح الثقة لبناتهم لإخبارهم بكل ما يتعرضن له.
احصائيات
بلغ عدد قضايا الجرائم الإلكترونية ضد النساء والفتيات التي تم التبليغ عنها في لبنان 1123 تبليغ في عام 2018، و1270 تبليغ في عام 2019، بالإضافة إلى حالتي انتحار ومحاولة انتحار ثالثة لفتاة بسبب الابتزاز الإلكتروني.
وحتى شهر آذار/مارس 2020 ارتفعت نسبة شكاوى جرائم الابتزاز والتحرش الجنسي في لبنان بنسبة 184%، وعدد الحالات المبلغ عنها 315.
وتتراوح أعمار النساء اللواتي بلغن القوى الأمنية عن تعرضهن لعنف إلكتروني من مختلف الأنواع ما بين 12 و55 سنة، حيث بلغت نسبة الجرائم ضد الفتيات من عمر 12 وحتى 26 نسبة 41%، ونسبة الجرائم ضد النساء من عمر 26 وما فوق نسبة 27%.
ويعاقب قانون العقوبات اللبناني بحسب المادة 650 كل شخص يهدد شخص آخر بفضح أمر ينال من شرفه أو كرامته بالسجن من شهرين إلى سنتين مع دفع غرامة مالية.