ما بين الحكومة والمجتمع... عنف مزدوج يمارس على النساء في إيران

أكدت جينا أحمدي وهي من مدينة سقز في شرق كردستان، أن النساء والفتيات في البلاد لم تعشن حياة حرة بسبب التمييز والقيود المفروضة عليهن من قبل الحكومة والمجتمع.

جوان كرمي

سقز ـ لطالما تحدث الرجال عن أنفسهم وعن النساء، فمعظم ما نقرأه ونسمعه ونعرفه عن العالم هو بصوت الرجال، ولكن حان الوقت بأن تأخذ المرأة المنابر وتكون صوتها الخاص من أجل استرداد حقوقها المنزوعة والمساواة بين الجنسين. 

للتعرف على القيود التي تطبق على النساء والفتيات في إيران من قبل المجتمع والحكومة على حد سواء، تحدثت وكالتنا مع جينا أحمدي اسم مستعار لامرأة متزوجة ولديها طفلة واحدة من مدينة سقز بشرق كردستان المدينة التي انطلقت منها انتفاضة Jin jiyan azadî ومسقط رأس الشابة الكردية جينا أميني التي قتلت على يد شرطة الأخلاق.

 

ما هي أشكال التمييز والقيود التي يتم تطبيقها على النساء والفتيات بسبب العادات والتقاليد؟

نظراً لحقيقة أنني كنتُ طفلة وأن تفكير الأطفال موضوعي في البداية، أي أن فهم الجنس يقتصر على السلوك والمظهر، لم تكن قضية الجنس مهمة جداً في البداية بالنسبة لي، لكن شيئاً فشيئاً مع الأخذ في الاعتبار الظروف الصعبة التي تم فرضها عليّ بسبب الاختلاف في الجنس منها اختيار رفاقي من نفس الجنس، وإذا خرجت فيجب أن أعود إلى المنزل قبل حلول الظلام؛ حينها أدركت أن المجتمع الذي أعيش فيه يتم تقييد الفتاة.

لم نعيش حياة حرة بسبب التمييز والقيود المفروضة علينا كفتيات خاصةً الزواج المبكر فهناك عائلات تمنع الفتيات من إكمال تعليمهن من أجل تزويجهن من شخص ليس من اختيارهن، معتبرين أنه لا حاجة للفتاة البقاء في منزل والدها لأكثر من 18 عاماً. 

للوهلة الأولى، ربما كان زواجي اختياراً حراً، لكن كان عليّ الاختيار ما بين السيئ والأسوأ، بغض النظر عن أسلوب ومستوى ثقافة العائلات.

 

إلى أي مدى ترين أن الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة هو نتيجة التبعية الاقتصادية؟

عندما تتزوج الفتاة من شخص نشأ في أسرة تحصر دور المرأة في الأعمال المنزلية وتربية الأطفال. في الواقع، عندما يعني الزواج في كثير من العائلات السيطرة، أي وضع المرأة في إطار العمل في المنزل، وبما أنها لا تريد أن يتم التحكم فيها، فلا يمكن أن يطلق عليه الاختيار الحر.

فنحن نعيش في مجتمع تضطر فيه معظم النساء، بسبب عدم استقلالهن اقتصادياً، إلى البقاء في حياة مشتركة أو في منزل الأب والخضوع لقيود تنتهك حقوقهن. بصرف النظر عن هذا التفسير ونظرة المجتمع السيئة تجاه المطلقات وتأثير مفهوم كراهية النساء مثل الأرامل عند العثور على عمل، فإنه يتسبب في المزيد من القيود التي يتم تطبيقها على النساء.

 

تعتبر انتفاضة Jin jiyan azadî نقطة تحول تاريخية في حياة المرأة، هل يعكس صدى صوت الانتفاضة مطالب النساء؟

إن الانتفاضة الأخيرة التي اندلعت بعد مقتل جينا أميني حملت شعار Jin jiyan azadî الذي صرخت به كل نساء العالم لكسر قيود العادات والتقاليد الأبوية التي غزت أرواحهن وأجسادهن لأعوام عديدة وحرمتهن من حقهن في الحياة باسم "الشرف". إذا لم تكن المرأة حرة فلا يمكنها تربية أطفال أحرار.

آمل أن تتغير النظرة الدونية تجاه النساء اللواتي قدن هذه الانتفاضة، ويجب أن تتمتع المرأة بنفس الحقوق الأساسية مثل الرجل، منها الحق في التعبير، والطلاق، وحضانة الطفل، والمحاكمة، والمساواة في الإرث، والسفر، وغيرها. تستحق نساء شرق كردستان وإيران، مثل كل نساء العالم، حياة حرة وسعيدة.