'على الصحفيات مواجهة التحديات وبذل المزيد من الجهود لإيصال أصواتهن للعالم'
تميزت سامية عبد المجيد الأغبري بجهدها ومثابرتها ومناصرتها لقضايا النساء في عملها كصحفية، حيث سلطت الضوء على عدة قضايا كتعدد الزوجات والزواج المبكر والعنف والعديد من القضايا الاجتماعية كالتعليم والصحة والفقر وقضايا الشباب.
نور سريب
اليمن ـ دعت رئيسة قسم الإعلام في جامعة صنعاء الدكتورة سامية عبد المجيد الأغبري الصحفيات والإعلاميات للصمود أمام التحديات التي تواجههن والعمل ضمن أطر مؤسسية لتتمكن من إيصال أصواتهن للعالم.
سامية عبد المجيد الأغبري رائدة من رائدات القطاع الإعلامي في اليمن، تميزت بجهدها ومثابرتها ومناصرتها لقضايا النساء، لا تتردد في مشاركة خبرتها الصحفية التي تجاوزت ثلاثة عقود مع كل من يحتاج لها.
درست الصحافة في ثانوية بلقيس للبنات في محافظة الحديدة، حصلت على منحة دراسية لمصر ودرست البكالوريوس في الإعلام تخصص صحافة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، عملت لمدة عام كمدرسة إلزامية وتطوعت بالعمل في إذاعة الحديدة، كما عملت في ديوان وزارة الإعلام والثقافة عام 1987، وفي الإدارة العامة للرقابة على الصحافة.
كما علمت كعضوة في اللجنة العليا للمرأة والتنمية التابعة للصندوق الإنمائي للأمم المتحدة كممثلة للمرأة في وزارة الإعلام وعن فترة عملها قالت "أعددت أول بحث عن المرأة والصحافة في شمال اليمن وقارنت بين فترتي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين مؤكدة من خلال البحث بأن العصر الذهبي للمرأة في الصحافة كان في السبعينات وتدهور في الثمانيات ولكن لم يتم قبول البحث لأنه يعارض سياسية الحكومة".
وأضافت "كلفت بزيارات لكل من العراق والأردن للأسر التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم والبكم والكفيفين والايتام وكافة دور الرعاية الاجتماعية، في تلك الدولتين ونقلت تجربة البلدين بتقرير شامل لكن لم يتم العمل به، كما شاركت في إعداد مائدة مستديرة في عام 1989عن المرأة والتنمية".
وعن رحلتها في العمل الصحفي في الصحف الورقية أوضحت "انتقلت للعمل في صحيفة الثورة اليومية وعملت كمحررة بقسم التحقيقات ومارست العمل الصحفي ثم أسست صفحة خاصة بالمرأة والطفل اسميتها أسرة سعيدة طفل سعيد كانت تهتم بقضايا المرأة والأسرة والطفل تصدر كل يوم أحد، ثم عملت أيضاً في صحيفة الوحدة كمسؤولة عن الأحزاب السياسية والنقابات والمرأة، وكنت أعمل على إعداد صفحة برلمانيات في صحيفة الوحدة ومنتدبه في مجلس النواب لتغطية جلسات المجلس عام 1993".
وحول القضايا التي كانت محور اهتمامها خلال عملها الصحفي بينت أنه "كان اهتمامي في الصحافة ينصب بشكل أساسي على المسكوت عنه في الخطاب الصحفي وهي القضايا المتعلقة بالمرأة كتعدد الزوجات والزواج المبكر والعنف الممارس ضد المرأة والعلاقات الأسرية وأيضاً الاهتمام بالقضايا الاجتماعية كالتعليم والصحة والفقر وقضايا الشباب، ومن خلال أشرافي على صفحتي المرأة في صحيفة الثورة ركزت على هموم المرأة وخاصة الريفية".
حصلت سامية الأغبري عام 1995 على منحة ماجستير في الصحافة عن طريق المشروع الهولندي لكلية الإعلام بجامعة القاهرة وواصلت دراسة الماجستير، وعن رسالتها والتحديات التي واجهتها قالت "كانت الرسالة عن قضايا المرأة في الصحافة اليمنية دراسة في المضمون والقائم بالاتصال للفترة من 1985-1995 وهي دراسة علمية تتناول المرأة والصحافة على مستوى اليمن ككل، وحصلت خلالها على درجة امتياز كأول رسالة ماجستير ليمني تناقش بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وواجهت حينها ضغوط شديدة من جهة العمل حيث تم قطع راتبي وإجباري على الاستمرار في الكتابة للصحيفة والعمل كمراسلة لصحيفة الثورة بمقابل راتب ضئيل دون أي حقوق أخرى ومع ذلك عملت جاهدة للتوفيق بين عملي الصحفي ودراستي العلمية، واكملت الماجستير 1999، وواجهت حينها العديد من الصعوبات، إلى أن حصلت على الدكتوراه في عام 2005 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الإعلام بجامعة القاهرة".
وعن مستوى التمكين الذي كانت الصحفيات قد وصلت إليه في القطاع الصحفي قبل عام 2011 أوضحت أنه "منذ بدأت ممارسة العمل الصحفي في صحيفة الثورة ثم الوحدة كنت الصحفية الوحيدة بعد الدكتورة رؤوفة حسن التي سافرت لإكمال الدكتوراه في امريكا، كان هناك تهميش للمرأة الصحفية فرغم أنني كنت متخصصة ولدي بكالوريوس صحافة لم أتمكن من الترقي لأسباب عديدة أهمها أن النظرة السائدة هناك هي نظرة ذكورية، فلم أكن أحضر جلسات المؤسسة الصحفية حين يتم فيها توزيع المهام الأدوار والتكاليف والسفريات الداخلية والخارجية".
انضمت سامية الإغبري لنقابة الصحفيين اليمنيين عام 1986، وحصلت على بطاقة اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين وشاركت عن طريق النقابة في الدورة الخاصة بالسوق العربية المشتركة المنظمة في مصر للصحفيين العرب.
وعن ترشحها لمؤتمر النقابة في عام قالت "رشحت نفسي بعد اصرار ودعم الكثير من زملائي الصحفيين لمؤتمر النقابة عام 2004، ولم اتوفق حيث رُشحت إلى جانبي الزميلة سامية الأغبري وحدثت خربطة في الاسمين وتم اختيارها، وبعد استكمالي للدكتوراه عام 2005 عدت للعمل بصحيفة الثورة وبدأت الكتابة في عمود صحفي شبه يومي بعنوان دائرة الضوء تناولت فيه مختلف القضايا المجتمعية وركزت على المرأة والشباب والأسرة والتعليم والجانب النفسي".
وعن التغيير في حياة الصحفيات والإعلاميات بعد الحرب أوضحت أنه "بعد الحرب تغير كثيراً وضع الصحفيات اليمنيات، فإغلاق الكثير من الصحف والمجلات وتضييق مساحة الحرية المتاحة أثرت على العمل الصحفي بشكل عام والصحفيات بشكل خاص، كما أن الكثير من الصحفيات خريجات كلية الإعلام لم تجدن عملاً صحفياً لأن الصحف أصبحت محدودة جداً والموجودة سواء في صنعاء أو عدن أو تعز أو حضرموت أو غيرها مستقطبة من قبل أطراف الصراع والحرب".
وأشارت إلى أنه "توجهت الكثير من الصحفيات للعمل في مجالات غير إعلامية وتأهيل أنفسهن باللغة ودورات التنمية البشرية ودورات تخصصية أخرى للبحث عن فرص عمل بمصارف أو محلات تجارية أو مطاعم أو في تصوير الأعراس أو التدريس بمدارس خاصة أو عمل مشاريع صغيرة خاصة كثيراً ما تواجه صعوبات وتتوقف، والبعض منهن تعملن بالمادة وبمبالغ ضئيلة في مواقع وصحف إلكترونية يمنية وعربية وهناك قلة من الصحفيات اللواتي صمدن في المؤسسات الصحفية الرسمية سواء في صنعاء أو عدن أو تعز أو مأرب أو حضرموت ولكنهن تعملن بمقابل ضئيل وتعانين من ضغوط اجتماعية ومهنية وسياسية فلا يمكنهن الكتابة بشكل مهني في ظل الحرب والصراع".
وعن أبرز التحديات التي أصبحت مفروضة على الصحفيات والإعلاميات في اليمن أوضحت "لم تعد الصحفية بعد الحرب قادرة على العمل الصحفي بشكل طبيعي كما أنها تواجه صعوبات في التنقل والسفر بدون محرم".
وعن سبب ارتفاع معدل حرمان الإعلاميات من حقهن في التمكين من قيادة المؤسسات الإعلامية والتعليمية أكدت أنه "حرمت المرأة من التمكين في قيادة المؤسسات الإعلامية والتعليمية بسبب النظرة الذكورية والدونية للمرأة من الجهات القيادية في الحكومة".
التنمر وحملات التحريض ضد الصحفيات
وحول التنمر وحملات التحريض التي تستهدف الصحفيات وسبب عدم لجؤهن للقضاء قالت "على الرغم من أنهن تتعرضن لحملات تشهير وسب وتحريض من قبل شخصيات معروفة، إلا أنهن لا تلجأن للقضاء لأن سيأخذ الكثير من الوقت والجهد ودون أي فائدة ستبقى تلك القضية حبيسة الأدراج لأن القضاء أغلبه نظرته ذكورية للمرأة".
وفي ختام حديثها دعت الصحفية سامية عبد المجيد الأغبري الصحفيات والإعلاميات للصمود أمام هذه التحديات التي تواجههن "لكي تتمكن النساء من الصمود في وجه التحديات التي تواجههن ينبغي أن تعملن ضمن أطر مؤسسية وتبذلن جهوداً متواصلة في إيصال اصواتهن".