'على النساء أن تتحدثن بصوت واحد لتعزيز قضيتهن'

أكدت ناشطات أن الحل الوحيد للحد من ظهور المشاكل الاجتماعية هو تغيير النظام الذي يعمل على إساءة ومضايقة النساء وزيادة نسبة العنف المنزلي والتمييز ضد المرأة.

نجوى راهم

الجزائر ـ تواجه الجزائر مشكلة اجتماعية يبدو تأثيرها على حياة المجتمع مقلقاً بشكل متزايد، حيث يتم تسجيل عشرات الآلاف من الجرائم المتعلقة بالعنف ضد المرأة، وعشرات حالات قتل النساء سنوياً، وتقدر الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة أن أكثر من 80% من العنف ضد المرأة يحدث بشكل رئيسي في البيئة الأسرية.

تلاحظ الباحثة والدكتورة في علم الاجتماع فاطمة اوصديق أن العنف داخل الأسرة هو جزء من العنف الاجتماعي أو المجتمعي الذي يتفاقم وفقاً لمجموعة من المعايير، أبرزها انهيار القيم المجتمعية وهذه الهشاشة المجتمعية التي تتسم بالعدوانية، تتحول إلى عنف داخل وخارج فضاء الأسرة.

فالرابطة المجتمعية تضعف بشكل مقلق لعدة سنوات، وهذا التدهور له تأثير على العلاقات داخل الأسرة، فالعنف داخل الأسرة نتيجة لتطور التناقضات الاجتماعية، بالإضافة إلى النواقص السياسية والقانونية.

بسبب تفاقم مشكلة العنف ضد المرأة، أطلقت الجريدة النسوية الجزائرية "تحت شعار "يكفي" وشعار "معاً، لنشارك في التغيير"، حملة وطنية لنشر القضايا المتعلقة بحقوق المرأة، وآليات مكافحة العنف ضد المرأة.

وقالت مؤسسة الجريدة النسوية الجزائرية، أمل حجاج لوكالتنا إن "الحملة ستستمر حتى 8 آذار العام المقبل، والنساء أنفسهن ستشاركن بشكل مباشر في عملية رفع الوعي وتسليط الضوء على مزاعمهن".

وحول مشاركة الرجال في قضايا المرأة، قالت إن الجمعية تعمل على حشد النساء أولاً وقبل كل شيء لتولي زمام الأمور بأيديهن، وللتعامل مع الضغوط المختلفة التي تؤثر على النساء الراغبات في المشاركة في أعمال التوعية، وتطرح مؤسسة الاتحاد "سبلاً جديدة" للحد من الآثار، لا سيما من خلال دعوة أقارب النساء لمشاركتهن في ورش العمل التوعوية المختلفة. وهو حل يفترض أن يستهدف العائلات لجعلها أكثر وعياً بمزايا التزام المرأة بتحرير نفسها من جميع أشكال العنف، لا سيما في الفضاء العائلي".

 

نموذج جديد للخروج من الحلقة المفرغة

ومن أجل الخروج من دائرة المألوف وتغيير الصور النمطية التي تتخبط فيها الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني ترى الناشطة أمل حجاج أن "العمل على النظام بأكمله الذي جعل الإساءة والمضايقات والعنف المنزلي والتمييز ضد المرأة ممكناً هو الحل الرئيسي للحد من ظهورها في المجتمع". مؤكدة على ضرورة تطبيق منهج تربوي يراعي كافة جوانب المتعلقة بالمرأة.

وبدورها قالت الناشطة والعضو بالجريدة النسوية الجزائرية هاجر تتاح أن "جهود التوعية والتفاعل هذه بين الجهات الفاعلة المحلية والجمعيات النسائية تكتسب أرضية وتغرس ديناميكية جديدة في خمس عشرة مدينة في البلاد، لا سيما في بجاية وبسكرة وسكيكدة وأدرار والأغواط وتبسة والجزائر وعنابة".

وأضافت العضو في الجريدة النسوية الجزائرية مونيا بليوز "نعمل بشكل رئيسي على ثلاثة محاور. أولاً: تعريف مفاهيم حقوق المرأة، مبدأ المساواة، الحركة النسوية. والتزام المرأة الجزائرية بتعزيز وضعها حتى تستعيد الأجيال الجديدة سيطرتها على هذا النضال وتجعل المعركة ذات مصداقية بين النساء غير المشاركات بشكل كبير، وأخيراً التدريب القانوني على الدوافع السياسية والقانونية للعمل. في إطار نقاش امتد إلى مختلف الشركاء الاجتماعيين"، مشددة على ضرورة أن تتحدث النساء بصوت واحد لتعزيز قضيتهن".