'على المنظمات الحقوقية حماية حقوق الأطفال والنساء في المناطق المحتلة'

طالبت عضو منسقية مؤتمر ستار لإقليم عفرين فريدة إيبو المنظمات الحقوقية ومنظمات حماية حقوق المرأة والأطفال بوقف الانتهاكات التركية في المناطق المحتلة.

روبارين بكر

الشهباء ـ يتبع الاحتلال التركي سياسة ممنهجة بحق الأهالي في المناطق المحتلة بشمال وشرق سوريا، وكشفت العديد من التقارير الدولية والحقوقية عن ممارسات ترقى لجرائم حرب، ارتكبت بحق النساء والأطفال ودفعت العديد من النساء للانتحار.

 

انتهاكات دفعت النساء للانتحار 

حول ما يجري في المناطق المحتلة من جرائم وانتهاكات بحق النساء والأطفال قالت عضو منسقية مؤتمر ستار لإقليم عفرين في شمال وشرق سوريا فريدة إيبو "منذ احتلال تركيا لمقاطعة عفرين وغيرها من المناطق وهي تمارس جرائم وحشية بحق سكانها وخاصة بحق المرأة، من الاغتصاب إلى القتل والاختطاف وغيرها العديد من الجرائم التي تنتهك القوانين الدولية والإنسانية"، مشيرةً إلى أن ذلك يدفع العائلات لتزويج القاصرات "خوفاً من الاعتداء على الفتيات أو تزويجهن للمرتزقة، يقوم الأهل بتزويج بناتهم قبل أن يبلغن الـ 18 عاماً وبذلك تفقد المرأة أحد أهم حقوقها".

وأكدت أن الانتهاكات تشمل جميع المناطق التي تسيطر عليها تركيا وليس فقط مناطق شمال وشرق سوريا "جميع النساء في المناطق المحتلة من الباب إلى جرابلس وإدلب وعفرين إلى سري كانيه وكري سبي يتعرضن للانتهاكات، فهذه الاعتداءات تستهدف المرأة بغض النظر عمن تكون عربية كانت أم كردية". مشيرةً إلى ارتفاع حالات الانتحار بين النساء والفتيات جراء الضغوطات، "تختار العديد من النساء إنهاء حياتهن نتيجة الضغوط النفسية، ومن لم تنتحر تعاني من مشاكل نفسية".

 

ماذا يحصل للفتيات المختطفات لدى المرتزقة في المناطق المحتلة؟

أجابت فريدة إيبو عن سؤالنا حول ما تتعرض له الفتيات والنساء في معتقلات المرتزقة بأنهن تتعرضن للتعذيب، النفسي والجسدي، إضافةً للاغتصاب، ومنهن من تقتلن جراء التعذيب الوحشي "يحاول المرتزقة امتصاص غضب الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة بالقول إن الضحايا فقدن حياتهن جراء إصابتهن بمرض، ولكن الجثث تبين تعرضهن للتعذيب الشديد والممنهج".

المرتزقة ليسوا أكثر من أداة تستخدمها تركيا لتحقيق سياساتها في المنطقة كما أكدت فريدة إيبو التي أشارت إلى أن هذه الانتهاكات محسوبة أيضاً على الاحتلال التركي "تمارس تركيا سياسة ممنهجة في المناطق التي تحتلها وتسعى إلى تدمير بنية تلك المناطق بأكملها، فحاربت الإنسان والطبيعة حيث قطعت الآلاف من أشجار الزيتون، والأشجار الحراجية، إضافةً لتدمير المناطق الأثرية وسرقتها وبيعها في أوروبا، وآخر هذه الممارسات بناء المستوطنات بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة".

 

اغتصاب جماعي... شهادات الناجيات

يعمل مؤتمر ستار كما تؤكد فريدة إيبو على دعم الناجيات "من أولويات عملنا حماية حقوق جميع النساء اللواتي تتعرضن للظلم، لنقدم لهن الدعم ونكون لهن السند"، مبينةً أن عمل مؤتمر ستار يشمل أيضاً توثيق جميع الانتهاكات الممارسة بحقهن، وإيصال صوتهن إلى الرأي العام.

وأضافت "تكفل جميع القوانين حقوق المعتقلين لكن على أرض الواقع لا يحصل هؤلاء إلا على التعذيب والإهانة، فمرتزقة الاحتلال التركي ترتكب الانتهاكات بحق النساء حيث قالت العديد من الناجيات أنهن تعرضن لاغتصاب جماعي".

 

المرأة الكردية أكثر من يتعرض للانتهاكات

وأكدت فريدة إيبو بأن المرأة الكردية تواجه ضغوطاً أكبر، نتيجة لعداء تركيا للكرد فتدفع المرأة ثمن هذا العداء بكل وحشية "في عام 2019 تم الاعتداء على حورية محمد البالغة من العمر 60 عاماً وزوجها بمقاطعة عفرين، حيث فقد الزوج حياته فوراً، وتبعته حورية بعد أسبوع، هذه الجريمة حدثت أمام مرأى العالم، لكن تم غض النظر عنها ولربما لم يسمع بها الكثير من الناس". مشيرةً إلى الكيل بمكيالين في التفاعل مع القضايا الإنسانية.

 

الأطفال لا يسلمون من الانتهاكات

الأطفال أبرياء ليس لهم علاقة بالحرب لا من قريب ولا من بعيد لكن وجودهم في منطقة محتلة يجعلهم أحد أهداف الاحتلال ومرتزقته "التجنيد أحد الانتهاكات التي يكون الأطفال ضحية لها، فمرتزقة تركيا يعملون على تجنيدهم لإرسالهم إلى جبهات القتال ليكونوا وقوداً لها، كما أن عدد كبيراً من الأطفال يقبعون في معتقلات المرتزقة.

واختتمت عضو منسقية مؤتمر ستار لإقليم عفرين فريدة إيبو حديثها بمطالبة الجهات المعنية بوضع حد للانتهاكات في المناطق المحتلة "نحن كحركة نسائية نطالب المنظمات الحقوقية وخاصة المنظمات النسائية العالمية، واليونيسيف بأن يتم وضع حد لجرائم الاحتلال التركي، وإخراجه من الأراضي المحتلة وتحقيق عودة آمنة للمهجرين".