لطيفة أحمدي: إلى النساء في كل ركن من أركان العالم يجب أن نصبح صوتاً واحداً
بينت الناشطة الحقوقية لطيفة أحمدي أن دور المرأة في انتفاضة "Jin jiyan azadî" أصبح مصدر إلهام للعالم كله وخاصة نساء أفغانستان.
بهاران لهيب
كابول ـ أعربت لطيفة أحمدي، التي تقوم بالعديد من الأنشطة في مجال حقوق المرأة في أفغانستان، عن تضامنها مع نساء إيران وأفغانستان.
حول حكم طالبان الذي استمر عامين في أفغانستان، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة لطيفة أحمدي إنه "قبل عامين، سلمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ودول أخرى، أفغانستان إلى جماعة إرهابية ذات ذهنية سوداء من أجل مصالحها السياسية والعسكرية، وقتلت طالبان آلاف الأبرياء وقيدت النساء والفتيات وحدت من دورهن في المجتمع، وعادت بأفغانستان للعصر الحجري، فالأهالي في وضع اجتماعي واقتصادي وسياسي سيء، وملايين الأشخاص عاطلين عن العمل ويتضورون جوعاً الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى المخدرات وأصبحوا مدمنين، وهناك حالات انتحار في كل مكان نتيجة الضغوطات النفسية في البلد".
وخلال عامين من حكم طالبان، عانى الأهالي من ظروف معيشية صعبة خاصة النساء والفتيات اللواتي يُعاملن كالعبيد، وتُحرمن من أبسط حقوقهن الأساسية مثل الحق في التعليم والعمل، كما يتم جلدهن ورجمهن في الأماكن العامة، وتُجبرن على الزواج من عناصر طالبان، وتواجهن الإهانة والإذلال والتعذيب النفسي والجسدي كل يوم، على حد قول لطيفة أحمدي.
وأشارت إلى أن "هناك خطر من أن تدخل أفغانستان مرة أخرى في حرب بين عناصر هذه الجماعة الإرهابية بدعم من دول مختلفة، وللأسف العالم يراقب بصمت قاتل، فإذا استمر الوضع على هذا النحو، فسوف نشهد أحداث مروعة أكثر من التي تحدث اليوم".
وعن نضال النساء الأفغانيات، أكدت لطيفة أحمدي أنه "بالرغم من أن هناك واقعاً على هذا القدر من السواد الذي نعاني منه كنساء أفغانيات، إلا أنه في كل صوت يُرفع وخاصةً من حنجرة النساء، يمنحني القوة ويعطيني الأمل رغم قلة هذه الاحتجاجات لكنها مهمة وقيّمة للغاية"، مضيفةً "أؤمن بقدرات النساء الشجاعات في بلدي، وآمل أن يتحد صوتنا من أجل تحقيق العدالة داخل وخارج البلاد، وسنخلق حركة ضخمة ضد هؤلاء الأصوليين في ظل قيادة موحدة ومتماسكة".
كما ذكرت نضال المرأة في إيران، قائلة "البلد المجاور لنا، لم يكن أفضل حالاً من بلدنا في العامين الماضيين، ومقتل جينا أميني كان شرارة الانتفاضة الشعبية في إيران. نلاحظ أن حركة "Jin jiyan azadî" اتخذت شكلاً سياسياً ولعب الشعب وخاصة النساء الشجاعات دوراً بارزاً فيها، وأصبحن مصدر إلهام للعالم كله، وخاصة نساء أفغانستان، لكن للأسف، لم تتردد الحكومة الإيرانية في قمع هذه الحركة من خلال اعتقال آلاف المتظاهرين وممارسة كافة أشكال التعذيب وتنفيذ أحكام الإعدام بحق بعضهم".
واختتمت الناشطة لطيفة أحمدي حديثها بالتضامن مع نساء العالم، ولا سيما نساء إيران وأفغانستان "أتضامن مع نساء إيران الشجاعات وصانعات التاريخ بقدر ما أتضامن مع نساء أفغانستان نظراً لأنهن تواجهن نفس المصير فكلا البلدين في أيدي حكام أصوليين، وذلك يعني أننا بحاجة إلى تعاون مشترك ورفع وتيرة النضال، ويجب أن نوحد نحن النساء في كل ركن من أركان العالم أصواتنا، ونقف إلى جانب بعضنا البعض على أمل أن يزداد التعاون بين نساء إيران وأفغانستان أكثر فأكثر، بحيث يتم تحرير كلا البلدين من قبضة الأنظمة الحاكمة".