لإيصال صوت اليمنيات اللواتي لا صوت لهن أسست مبادرة "سانديها"
رغم صغر سنها استطاعت دنيا هاني كوكا وضع بصمتها وشق طريقها لتكون قيادية على الرغم من العراقيل والصعوبات التي واجهتها.
فاطمة رشاد
اليمن ـ رغم الفجوة التي تحاصر نساء اليمن لتولي مناصب قيادية، هناك من تسعى للوصول إليها من خلال التعليم الأكاديمي الذي يؤهلها لتصل إلى مراكز صناعة القرار من خلال المبادرات النسوية التي تهتم بقضايا المرأة بشكل كبير.
دفعها شغفها بالاهتمام بقضايا النساء إلى تكوين مبادرة "سانديها" واستطاعت من خلالها إيصال صوت اليمنيات اللواتي لا صوت لهن، على الرغم من جميع الصعوبات والعراقيل التي واجهتها.
تقول رئيسة مبادرة "سانديها" دنيا هاني كوكا التي دخلت مجال السياسية من خلال دراستها الأكاديمية في كلية العلوم السياسية وخريجة الدفعة الثانية على الرغم من حداثة القسم، أنها استطاعت ترك بصمتها "قدمت العديد من الأنشطة والفعاليات على مستوى الجامعة في الداخل والخارج وكنت أحظى بالتشجيع من قبل أستاذتي ودكاترتي وكانت أول ندوة أقدمها تتعلق بقضية المرأة والتي كانت تحت عنوان أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية".
وأشارت إلى أنها أعدت مع طلاب قسم العلوم السياسية أول معرض للكتاب وكان له حضور كبير حتى أصبح لقسم العلوم السياسية صوت وحضور في محافل عدة "قمت بإعداد وتقديم مجلة لطلاب العلوم السياسية والتي تعتبر أول مجلة رسمية يتم نشرها على الموقع الرسمي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت هذه فرصة لإدارة المجلة مع مجموعة من الطلاب في مجال العلوم السياسية".
وأوضحت أنها من خلال تواجدها في قسم العلوم السياسية في كلية الاقتصاد في مدينة عدن اليمنية قررت أن تختم مشروع تخرجها برسالة تهتم بقضايا المرأة وربطها بالتغيرات المناخية.
ولفتت إلى أنها في التاسع والعشرين من حزيران/يونيو من عام ٢٠٢٢ استطاعت تكوين مبادرة "سانديها" والذي تضم مجموعة من الفتيات الطموحات اللواتي شاركوها نفس الشعف والطموح في إيصال أصوات النساء وتمكينهن في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فلكل واحدة منهن تخصص معين أي أنه جمع تخصصات مختلفة للفتيات ومن مدن مختلفة في اليمن، مضيفة أن كل من شارك بالمبادرة أجمع على أن تكون المرأة القائدة للمبادرة لأنها نواة السلام الأولى في الأنظمة والدول العالمية "هذه المبادرة جعلتنا مؤثرين في أوساط النساء لنتمكن من إيصال صوتهن ومساعدتهن على أن تتحدثن عن مشاكلهن وقضاياهن"
وعن أنشطة المبادرة أوضحت أن مبادرة "سانديها" أطلقت أول حملة في تشرين الأول/أكتوبر خاصة بالأنشطة المتعلقة بالدعم النفسي والتي يتم تقديمها للنساء "في هذه الخطوة قمنا بإطلاق استبيان يناقش الأضرار النفسية التي تتعرض له النساء سوى في الحرب أو من خلال العنف الأسري وقمنا بأنزال هذا الاستبيان على موقع صفحتنا للمبادرة ووجدنا تجاوب من النساء المتضررات نفسياً والذي بلغ نسبتهن 80% من اللواتي تحتجن إلى الدعم النفسي، لذلك قمنا مباشرة بإحالة أسماءهن وكشوفاتهن بطريقة سرية وبشفافية".
ونوهت إلى أن هناك عدة أسباب لإخفاء أسماء المتضررات نفسياً وهي أن هناك بعض الأسر ترفض أن تتحدث المرأة عن مشاكلها مع أسرتها وتعرضها للعنف من قبلهم وكذلك الابتزاز النفسي لها، إضافة إلى طبيعة المجتمع اليمني المحافظ على خصوصية النساء، إلى جانب خوف النساء من معرفة أو انتشار أسماءهن وتعرضهن للعنف من قبل أسرهن، مضيفةً أنه تم إيصال أصوات المتضررات نفسياً وتقديم الدعم النفسي لهن من خلال جلسات توعوية وكانت أهم المواضيع التي تناولها هي الابتزاز الإلكتروني والجانب الإداري".
وأضافت أن مبادرة "سانديها" إلى جانب تمكينها بالجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فهي مهتمة بالجانب البيئي وخاصة حماية النساء من التغيرات المناخية وكيفية مناقشة قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على أهداف التنمية المستدامة "عملنا على مناقشة قرار 1328في أكثر من جانب حتى نتمكن من الإيصال بين قضية المناخ وعلاقتها بالنساء، لذلك قمنا بإعداد أول مشروع سيدخل بهذه القضية وهي قضية التغيرات المناخية على النوع الاجتماعي وتحديداً فئة النساء والفتيات، وكيفية تأثير التغيرات المناخية عليهن بشكل سلبي لهذا عكسنا هذا الجانب بأكثر من صورة وفعالية ولدينا ندوة ناقشنا من خلالها لنوصل هذه القضية وهذا التدخل الأول في محافظة عدن لأن البعض يناقش القضية من زاوية معينة لكننا ناقشنها من زاوية النوع الاجتماعي وتأثيرها على النساء".
وقالت "كأعضاء في مبادرة سانديها النسوية واجهنا الكثير من التحديات والعراقيل وعلى الرغم من ذلك نقوم بعدة أنشطة وكانت هذه الأنشطة بجهود ذاتية لأنه لم يكن لدينا الدعم المالي الكافي لنقوم بأنشطة ومشاريع، إلى جانب انقطاع الكهرباء في مدينة عدن والذي تسبب لنا في الكثير من الأزمات التي نمر بها، كذلك تباعد سكن الفتيات وعدم وجود مقر رئيسي وهذا أبرز التحديات التي واجهنها".
وأشارت إلى أنها استفادت من مشروع صناعة القادة والذي يتم فيه تأهيل قيادات نسوية شابة ومعسكر لمدة شهور تتلقين خلاله العديد من التدريبات، لتتمكن من تولي مناصب في الحكومة، وطموح دنيا كاكا لم ينتهي بل مستمرة في مواصلة مسيرتها من خلال أطلاق مبادرة خاصة تعني بمبادرة سفراء البيئة لكي تصل إلى أكبر شريحة من استهداف الشباب/ات المهتمين بالبيئة.