كادحات: الـ 13 آب مناسبة للتذكير بمعاناتنا
منذ سنوات لم يعد 13آب/اغسطس، عيداً للمرأة في تونس بل بات مناسبة للوقوف عند الصعوبات والمعاناة التي تعيشها النساء في ظل هشاشة اقتصادية واجتماعية مضاعفة.
زهور المشرقي
تونس- يعتبر 13آب/أغسطس محطة نضالية مهمة في تاريخ النضال النسوي في تونس، فهو التاريخ الذي صدرت فيه مجلة الأحوال الشخصية عام 1956، التي قطعت مع فكر ذكوري تسلطي يقلل من قيمة النساء، ونظمت الحياة الأسرية ومنعت تعدد الزوجات وأعطت النساء الحضانة ومكنتهن من الحق في الطلاق بحقوق محفوظة قانونياً، لكن تلك المجلة التي كانت استمراراً لنضال بدأ منذ الثلاثينات كانت ثورية في زمانها وأصبحت اليوم متجاوزة لما حققته الحركة النسوية.
تدعو النساء منذ الثورة إلى إدخال بعض التعديلات على المجلة بما يتماشى والواقع الحالي، وتطالبن بسن قوانين أخرى على غرار التسريع بمشروع قانون المساواة في الإرث المعطل منذ سنوات.
أما الكادحات فأغلبهن لا تعرفن ما هو الثالث عشر من آب فهن منهمكات في عمل شاق ومتعب لتأمين القوت لأطفالهن، وتوفير حياة آمنة ولقمة بكرامة وعمل يضمن حقوقهن.
واعتبرت الناشطة التونسية آمال أنها لا تحتفل بعيد المرأة الموافق لـ 13آب ولا يعنيها "الثالث عشر يمثل محطة حققت حقوق ولو قليلة للتونسيات لكنه لم يكن يوماً للمقاومة والنضال النسائي".
وأضافت "لست ضد النساء اللواتي تحتفلن، بل على العكس قد يكون ذلك حافزاً لآمال وطموحات جديدة لإيجاد آفق أوسع لهن، أو تلاحظن خلال الاحتفاء أنهن لسن في الوضعية المناسبة ويُصدمن بواقعهن الصعب والعنف الذي تعشنه حالياً والإقصاء".
محبوبة عياشي، وهي عاملة بالقطاع الفلاحي، أكدت أن عيد المرأة بمثابة التذكير بالواقع الصعب للكادحات من الفلاحات والعاملات في القطاعات الهشة لدعم تنفيذ التشريعات التي تحميهن من أجل عمل آمن بتغطية اجتماعية وصحية.
وأوضحت أنهن تكابدن في القطاع الفلاحي من أجل الاستمرار لتوفير القوت "جسمي كله حروق بسبب التعرض لساعات طويلة للشمس دون حماية، نعمل في الحقول ونحمل عشرات الصناديق التي تفوق قدرتنا الجسدية، وبرغم المتاعب صاحب العمل لا يقبل بعملنا، هناك تنكيل بشكل دائم".
وقالت "لا أحد يشعر بمعاناتنا، من تتعرض لحادث عمل أو تسقط من شاحنة الموت، تتكفل بعلاجها وحدها أو تموت، لا يعترف صاحب العمل بنا، علما أننا نتقاضى حوالي 20 دولار يومياً، وهو مبلغ قليل مقارنة بالمخاطر التي نعيشها والخطر المحدق بنا".
وعبرت عن أملها في توفير الظروف الآمنة للفلاحات اللواتي تعملن وهن معرضات في أي لحظة لفقدان أرواحهن "لم نعش طعم الحرية نحن سجينات صاحب العمل الذي يتحكم بنا".
منية الجلاصي وهي أم لطفلين وحامل تعمل فلاحة، أوضحت الوضع المأزوم الذي تعملن به، وتتفق مع محبوبة عياشي في أمنيتها بالضغط على صاحب العمل لتحسين ظروف العمل والأجر المدفوع وتوفير النقل الآمن "نغادر منازلنا فجراً ونخشى ألا نعود".
واعتبرت أن وجود القانون دون تنفيذه ينفيه "القانون موجود لكنه لا يطبق، نعمل بعشرين دينار وحين نطالب بزيادة الأجر يتم طردنا والتخلي عن خدماتنا".
وأكدت "نحن نعترف بعيد المرأة كمحطة نضال من أجل المرأة التونسية الكادحة، نتطلع إلى تحسين وضعنا، نأمل أن يكون 13آب بداية لأمل جديد لنا، نحن بحاجة لأصوات تدافع عنا وتسمعنا".