جمعية كفاية للتنمية تساند النساء المهمشات وتعمل لنصرة قضاياهن

أسست مسك المقرمي جمعية كفاية للتنمية، وهي أول امرأة حملت قضايا المهمشين وخصوصاً المرأة السمراء في مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

رانيا عبد الله  

اليمن ـ لاتزال المرأة اليمنية تعاني من أجل الحصول على حقوقها، بينما المرأة السمراء تعاني ضعف ما تعانيه بقية النساء، ولم تجد من ينصفها أو يستوعب احتياجاتها، ومن تلك المعاناة ولدت مسك المقرمي لتناضل من أجل انتشال المرأة المهمشة من هامش المجتمع إلى واقع أفضل.

 

تهميش مركب

مسك المقرمي (36) عاماً رئيسة جمعية كفاية للتنمية، هي أول امرأة حملت قضايا المهمشين وخصوصاً المرأة السمراء في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، حيث درست في الجامعة على قريناتها اللواتي حرمن من التعليم، وبعد تخرجها انتقلت للمدينة لنصرة قضايا المهمشين.

تقول مسك المقرمي "تعاني المرأة السمراء في اليمن من تهميش مركب كونها امرأة وكونها من الفئات المهمشة، كما يطلق عليها (الأخدام) وهذه تسمية جارحة تقتل هوية الإنسان وتخلق فجوة، لذا أعمل من خلال هذه الجمعية على إلغاء العنصرية ونبذ المصطلحات التي تمزق النسيج الاجتماعي".

 

ثالوث رهيب

تتساءل مسك المقرمي دائماً لماذا هذا التهميش المتعمد الذي يطال بعض الفئات في اليمن؟ فهذه الفئة محرومة من موارد الدولة، ومن الحق المدني، كما تعاني المرأة السمراء من الثالوث الرهيب (العنصرية والفقر والجهل)، إضافة إلى حرمانها من التعليم والصحة وبسبب الفقر فإن النساء المهمشات يمتهن التسول.   

وأضافت "المرأة المهمشة لا تدرك حقوقها في المجتمع، وبقيت طوال سنوات في أمية وفقر، كما تم حرمانها من التمكين الاقتصادي والسياسي، فهي لا تشارك في العملية السياسية، وكوني عانيت من العنصرية المركبة فقد جاهدت ولم استسلم، وأسست جمعية كفاية للتنمية لتكون نصيرة النساء، وعملت على تنمية المرأة المهمشة وإيجاد العون القانوني لها، ومحاولة إيصالها إلى مواقع صنع القرار".

 

وسيطات السلام

بدأت جمعية كفاية للتنمية بالتمكين الاقتصادي للنساء المهمشات وتدريبهن على المهن الحرفية مثل (صناعة البخور، والنقش، والخياطة) ورفع وعي المرأة المهمشة في القرارات الأممية والقرار (1325)، كما تم تدريب نساء من الفئات المهمشة على حل النزاعات والوساطة حتى أصبح لهن مشروع (السمراويات) وسيطات السلام السمر لأول مرة "دربنا مجموعة من الناشطات المهمشات وعملنا معهن لقاءات مع السلطة المحلية ودربناهن على الوساطة والتحكيم، واليوم هن وسيطات لحل النزاعات المجتمعية" كما تؤكد مسك المقرمي.

 

دمج مجتمعي

لم تكتفي مسك المقرمي بكل تلك الأنشطة ولم تستسلم لعزل المجتمع لفئة المهمشين فعملت على الدمج المجتمعي بين فئة المهمشين وبقية أفراد المجتمع وبدأت بحي (الضبوعة) أحد الأحياء داخل مدينة تعز للدمج بين الفئة السمراء وما يعرف باسم القبائل، وقد نجحت في ذلك تقول زمزم حمود وهي من فئة ما يعرف بالقبائل "منذ جاءت مسك المقرمي للحي الذي نسكن فيه قامت بعدة أنشطة تستهدف فئات المجتمع المختلفة وتركز دائماً على دمجنا بالفئات المهمشة وخلقت وئام بين أفراد المجتمع، فأصبحنا الحي الوحيد الذي يتعاش فيه فئة السمر مع فئة القبائل".

عملت مسك المقرمي أيضاً على تشجيع الفتيات على التعليم في الريف والمدينة وأدمجت (80) شابة من المهمشات في التعليم بعدة مجالات وتخصصات مختلفة مثل المحاماة والطب والإعلام وغيرها من التخصصات.

 

حلول مجتمعية

وعبر وسيطات السلام السمر (السمراويات) التابع لجمعية كفاية عملت الوسيطات على أربع حلول مجتمعية فقمن بنزول ميداني ودراسة لعدة مناطق في تعز منها مديرية المظفر والقاهرة، ومن أبرز النزاعات التي تمت معالجتها هي مشكلة المياه، فقد كانت هناك أحياء بدون مياه كافية وعملن على تزويد تلك المناطق بخزانات مياه، كما عملت وسيطات السلام أيضاً على مواجهة التنمر في المدارس والتخفيف منه ومعالجة نتائجه الوخيمة، وشكلن لجان لإعادة الطلاب المتسربين من المدارس من الفئات المهمشة.

 

أعمال خيرية

وداد حميد إحدى النساء في فريق جمعية كفاية، وتعمل لأجل الدمج المجتمعي وتنفيذ مشاريع يستفيد منها كل أفراد المجتمع بكل فئاتهم "عملنا بالتنسيق مع رئيسة جمعية كفاية على عمل عده مبادرات خدمةً للناس منها حل النزاعات ووسيطات السلام السمر وكانت مسك المقرمي ملهمه لنا في الأعمال الخيرية التي نقوم بها وكذلك في حل النزاعات المجتمعية، كما أن مسك كانت أول من عملت على الدمج المجتمعي بين الفئة السمراء وفئات المجتمع".

وأضافت "قمنا بأعمال عديدة منها توزيع خزانات مياه لعدد من المناطق وبناء قواعد لكل الخزانات التي قمنا بتوزيعها محاولة منا لإيجاد حل للخلافات التي تنشئ بين أفراد المجتمع بسبب انقطاع المياه، وعملنا بالتنسيق لإيجاد الغاز المنزلي وتوزيعه، كما نعمل على توزيع الغذاء واللحوم على الفئات الفقيرة في الاعياد".