أسماء فتحي

القاهرة ـ قتل النساء في إيران من قبل قوات الشرطة الساعين لإجبارهن على ارتداء الحجاب بات مشهد مثير للغضب في مختلف دول العالم، وترى النسويات المصريات أنه نواة لحراك حقيقي ليس على الصعيد المحلي فحسب بل والدولي كذلك، معتبرات أن هذا المشهد معادي للإنسانية ولكونه تكرر فهو بحاجة لوقفة حقيقية من أجل حماية النساء.

أكدت حقوقيات ونسويات مصريات على أنه بعد مقتل النساء في مصر تم مؤخراً اتخاذ إجراءات وقرارات لحمايتهن بأدوات مختلفة منها التشريعات القانونية والحراك النسوي، وهو الأمر ذاته الذي توقعن حدوثه في إيران مع زيادة معدل العنف والقمع الذي تمارسه السلطة على النساء هناك خاصة فيما يتعلق بالحجاب الإلزامي والزي الذي راحت ضحيته العديد من الفتيات.

واعتبرن أن واقع الإيرانيات هو الأشد قسوة على الإطلاق ولكنهن تمتلكن من القوة والشجاعة والإرادة ما سيحقق لهن بغيتهن وينتصر لحقوقهن المسلوبة، لافتات إلى أن الحركة النسوية الإيرانية ليست ضعيفة ولها قدرة على الوصول خارج إيران وستتمكن في يوم ما من نيل الحقوق المسلوبة في مختلف مناحي الحياة.

تسليط الضوء على الانتهاكات يحقق للنساء بغيتهن في التحرر

وأوضحت المحامية ومسؤولة برنامج الوصول للعدالة بمؤسسة قضايا المرأة المصرية جواهر الطاهر أن معدل العنف الواقع على النساء ارتفعت وتيرته على مستوى العالم، مشيرةً إلى أن إيران واحدة من الدول التي تنتهك فيها حقوق المرأة بشكل مستمر.

وعن الحراك النسوي لفتت إلى أنه من الضروري أن يبدأ من الداخل الإيراني لكون النسويات هناك لهن قوة وثقل مجتمعي، فضلاً عن قدرتهن على الوصول إلى العالم أجمع مما يجعل لهن أثر في تحقيق الضغط الدولي على السلطة المحلية هناك، معتبرةً أن العنف ضد المرأة في إيران ارتفعت وتيرته بسبب الثقافة المجتمعية الضاغطة والرافضة لتحرر النساء بخاصة في فكرة الحجاب، وأن النساء هناك تحتجن لدعم نسوي في مختلف دول العالم وأن غياب تأثير هذا الدعم وفاعليته ناتج عن السياسات الضاغطة والمعنفة.

وأكدت على أن تسليط الضوء على الانتهاكات التي تحدث ضد الإيرانيات ضرورة ملحة في الوقت الراهن حتى يحدث الضغط على السلطة المحلية للعمل من أجل تحسين أوضاعهن وتخفيف الضغوط الممارسة عليهن، مشيرةً إلى انه هناك حملة إلكترونية تشاركية للنسويات العربيات والإيرانيات تهدف لتسليط الضوء على العنف ضد للنساء وتحديداً في مصر وإيران وقد حققت نجاحاً كبيراً وكان لها تأثير وصدى واسع، وهو أمر يجب أن يتكرر بشكل منظم وممنهج حتى يأتي بثمار على أرض الواقع ويكشف ما يحدث في الداخل المحلي من ممارسات منتهكة لحقوق النساء الأولية.

 

 

ارتفاع معدل القتل سيولد حراك مجتمعي رافض لسياسات السلطة

وكشفت المحامية ومؤسسة مبادرة سند للدعم القانوني للنساء نسمة الخطيب أن الوضع في مصر أكد على أنه بعد زيادة معدل قتل النساء بالمجال العام اتخذت عدد من الإجراءات التي تحميهن وتحقق جانب من العدالة الناجزة كما حدث في قضية نيرة أشرف.

وأوضحت أنه رغم اختلاف الوضع في إيران لكون مرتكبو الجرائم الجهاز الشرطي والسلطة التنفيذية إلا أن توالي وقوع الضحايا سيخلق حراك مناهض له وضاغط من أجل تحقيق العدالة وتغيير واقع النساء واتخاذ إجراءات تحميهن وتحقق لهن هامش مناسب من الحرية والأمان.

وبينت أن التغيير قد يبدأ من القواعد المجتمعية ورفض أي ضغط وإجبار فيما يتعلق بالمظهر العام، وأن الحراك المستمر من شأنه أن يأتي بنتائج على مستوى التقاضي في مثل هذه الجرائم مما يحقق الأمانة القانونية أو العدل الجمعي التبادلي كما يحدث في مصر، مضيفةً أن النسويات حول العالم عليهن عبء العمل على تلك القضية والتدوين في دعم الحراك النسوي في إيران وشرق كردستان من أجل واقع أفضل للنساء هناك يمكنه أن يضمن لهن الحقوق الإنسانية الأولية المسلوبة.

 

 

من جانبا أوضحت الصحفية النسوي هاجر كمال أن "ملابسات الجريمة ذاتها تدعو للغضب فالقتيلة طفلة لم تتجاوز الـ 16 عام كانت في طريقها لمدرستها والمجرم هنا "الشرطة" الجهاز المنوط به حماية الأفراد، والأسباب غير إنسانية وتتعارض مع حقوق الإنسان وهي القبول بالحجاب الإلزامي".

وبينت أن الضرب لحد الوقوع في غيبوبة والموت على إثر ذلك جريمة من شأنها أن تولد حراك محلي ودولي، خاصة أن الإجبار على ارتداء الملابس والالتزام بمظهر عام أمر مخالف لحقوق الإنسان وإرادته واختياراته التي يكفلها له القانون الدولي، مضيفةً أنه من حق النساء أن تتخذن القرارات المتعلقة بأجسادهن، وهو الأمر الذي بات في حاجة لتدخل المجتمع الدولي للحد من جرائم السلطة الإيرانية الحاكمة.

وحذرت من أن الفتيات والنساء بتن في وضع خطر وحياتهن أصبحت رهن تفاصيل شكلية تتعلق بممارسات السلطة وتقريرها للأفراد، والعالم يجب أن ينتفض منتصراً لحياة الفتيات من براثن تلك الإجراءات والسلطة القمعية المنتهكة لحقوق الإنسان والنساء على وجه التحديد، مشددةً على أن الدور الأكبر تتحمله المجموعات النسوية التي يجب أن تتحرك من أجل أرواح الإيرانيات المكبلات بقيود السلطة الحاكمة.