في صعيد مصر... يتم ختانها وهي طفلة وتزويجها وهي قاصر وحرمانها من الميراث عندما تبلغ

العنف ضد المرأة في صعيد مصر لا يقتصر على ختانها وهي طفلة وتزويجها وهي قاصر بل يتم أيضاً حرمانها من الميراث وهي بالغ فالعرف في قرى ونجوع الصعيد يحرم حصول المرأة على حقها في أرض أبيها فلا يجوز أن تذهب أرض الصعيدي لأبناء رجل غريب ولا يحق للنساء المطالبة بحقهنَّ في الميراث فقد خرجوا من بيوت أسرهن وأصبحنَّ عند عائلات أخرى تتكفل بهن

نيرمين طارق
القاهرة ـ .
تقول عزة عبد الصبور (43) عاماً من محافظة سوهاج "عندما مات والدي منذ خمس سنوات ترك أراضي زراعية قيمتها لا تقل عن ثلاثة مليون جنيه، وعندما طالبت بحقي في الأرض رفض أخي وقال لي حقك ستحصلي عليه كنقود وأعطاني عشرين ألف جنيه كرضوى، وعندما إعترضت قال لي إنه لا يملك سيولة مادية ولن يبيع أرض أبيه وجده بسبب طمعي".
أما انعام محمود (45) عاماً من سوهاج، توفى زوجها منذ عدة سنوات "نظراً لكوني أرملة حصلت على معاش أخي الذي كان يعمل مهندس بوزارة الكهرباء وتوفي قبل أن يتزوج، ولم يكن لزوجي معاش وبعد وفاة زوجي بعدة سنوات مات والدي وطالبت بحقي في البيت وفي الأرض فقال لي أشقائي يكفي حصولك على المعاش فلم يشاركك أحد فيه رغم أن المعاش ليس ميراث، وأحصل عليه من الدولة ولم يشاركني أحد به لإنهم غير مستحقين فكلهم رجال وبلغوا سن الرشد ولم أحصل على حقي في الميراث".
فيما تقول صابرين عابد (38) عاماً من قنا "التفكير باللجوء للقضاء للحصول على حقي غير مقبول فالناس في الصعيد ينظروا إلى الفتاة التي تذهب للمحاكم لمقاضاة أخيها نفس النظرة التي ينظرها المجتمع للفتاة التي انجبت طفل دون زواج، كما أن الأب في الصعيد قبل وفاته يقوم بكتابة عقود بيع وشراء لأبنائه من الذكور؛ حتى يضمن ألا تتجه بناته للقضاء، ولا يضع الأب أي نقود في البنوك لإن البنك بعد الوفاة يقوم بتقسيم المبالغ وفقاً للقانون، ولكن في الصعيد لا يوجد قانون لحماية المرأة".
وتقول عبير جابر (35) عاماً من سوهاج "عندما مات والدي قال لي أخي نصيبك في الأرض سيكون من المحصول ونصيبك من المواشي سيكون لبن وكيلو لحم عندما نضحي في العيد"، وتضيف "العام الماضي طالبت بحقي في الأرض عندما كنت مريضة وبحاجة لإجراء عملية جراحية فأعطاني 15 ألف جنيه واشترط أن أمضي على ورق للتنازل عن حقي في البيت والأرض ووافقت بسبب احتياجي للمال لإجراء العملية".
وتقول فادية عبد المجيد (30) عاماً من المنيا "تصورت أن وجود والدتي على قيد الحياة سيساعدني في الحصول على حقي فشقيقي الأكبر يحترم رأيها ولكنها قالت لي بكل وضوح بعد خروج البنت من بيت أهلها ليس لها أي حق، وأشقائك أحق بمال وأرض أبيهم من زوجك، فأي مبلغ ستحصلي عليه ستنفقيه على أولادك وهم لهم أب ملزم بهم، ونحن لم نقصر معك فكل عيد نعطي أبنائك العيديات، وفي مولد النبي نرسل الحلوى لبيت زوجك، وعند زيارتك لنا نعد الطعام لأبنائك ولكن الأرض للرجال".
منى سالم (49) عاماً من المنيا هي الأخرى لم تحصل على ميراثها "لم أحصل على أي شيء من أرض أبي التي تقدر قيمتها بالملايين ومصوغات أمي كانت في خزانتها وبمجرد وفاتها استولى أخي عليها وقال لي إنه انفق الكثير على علاج والدتي والمصوغات من حقه رغم أنه كان ينفق على علاجها من الأموال التي تركها له أبي"، وتضيف "الرضوى التي يتم بها إرضاء النساء في الصعيد حتى لا يطلبنَّ بحقهنَّ كانت معي بشكل مختلف فقال لي أخي الأكبر لكي شقة في بيت والدك من حقك أن تدخليها في أي وقت حتى إذا طلقك زوجك لا تنامين في الشارع فقلت له هل يمكن أن أبيعها أو أن يتزوج بها أبني فقال لي نحن لا نمنح منازلنا للغرباء".