فدوى ميعاد: سنسعى العام المقبل إلى توسيع قاعدة المستفيدات لتحسين وضع النساء المغربيات

تهدف جمعية الوعي النسائي لدعم وتشجيع المرأة في الشأن التربوي والتعليمي والسياسي، وتطوير معارفها في المحيط القروي والحضري، وكذا النهوض بأوضاع الطفل والمرأة بإشراكهما في جميع المشاريع التنموية عن طريق إدماج وإقرار مقاربة النوع في كافة البرامج ذات الصفة بالتنمية البشرية

حنان حارت
المغرب ـ .
وكالتنا التقت بفدوى ميعاد رئيسة جمعية الوعي النسائي بمدينة المحمدية، التي رأت النور سنة 2014؛ ورغم حداثة الجمعية إلا أنها تمكنت من فرض ذاتها وأضحى لها صيت وتمكنت من خلق شراكات عديدة وأطلقت مجموعة من المشاريع، متحدية بذلك كل الصعوبات التي واجهت المكتب الذي يضم طاقات نسوية شابة.
وتحدثت فدوى ميعاد عن بدايات ولوجها للعمل الجمعوي النسوي، وفكرة تأسيس الجمعية، والمشاريع التي نفذت خلال سنة 2021؛ والصعوبات التي تواجه المكتب المسير للعمل، وطموحات الجمعية وبرنامج العمل لسنة 2022.
 
كيف ولجت لمجال العمل الجمعوي النسوي؟
ولوجي للمجال الجمعوي بصفة عامة جاء عن طريق الصدفة، حيث تم ذلك قبل سنوات عن طريق بعض الأصدقاء، الذين كانوا منخرطين في عدد من الجمعيات التي تعمل في مجالات مختلفة منها الرياضي والثقافي، وبفعل الفضول صرت أحضر الأنشطة وأنخرط فيها بشكل فعلي، ويوماً بعد يوم بدأت أكتشف هذا المجال، ثم بعدها تكونت لدي فكرة المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق، وبالتالي ترسخت لدي فكرة الإنخراط الفعلي في العمل الجمعوي والعطاء في مجال آخر ألا وهو الحقل الجمعوي النسوي. 
 
كرئيسة جمعية الوعي النسائي، لو تحدثيننا عن فكرة التأسيس، الأنشطة والأهداف؟
جمعية الوعي النسائي تأسست سنة 2014 بمدينة المحمدية، وانطلقت مع مجموعة من الشابات المغربيات اللواتي أردن حمل مشعل النضال من أجل تحسين وضع النساء، كما أن إختيارنا لإنشاء الجمعية، جاء وعياً منا لكون أن هناك افتقار في القيادات النسائية ووجود حواجز أمام إشراك الشابات في القيادة، وحتى إن سنحت لهن الفرصة بالإنخراط في العمل الجمعوي يكلفن بأدوار ثانوية، ما يعمق طموح الشابات، لهذا جاءت فكرة جمعية الوعي النسائي لتكون فضاء لتمكين النساء والعضوات أيضاً، وحتى تكون فضاءً لنشر ثقافة المساواة بين الجنسين وحتى لا تبقى تمظهرات التمييز في المجتمع أو الحقل الجمعوي. 
وقد كانت البداية متعثرة، ولم تكن كما كنا نتخيل، إلا أن طموحنا لم يجعلنا نتخلى عن النصال من موقعنا كشابات مقبلات على مجال يخدم النساء، ولم نستسلم، فحاولنا مقاومة كل الصعوبات، لأن فكرتنا كشابات كانت من البداية مبنية على مجموعة من الأهداف، بحيث تمكنا من خلال الأنشطة التي تقوم بها الجمعية بنشر ثقافة المساواة، ومحاربة مظاهر العنف المبني على النوع الاجتماعي، وحاولنا العمل بمنطق النوع وليس الكم، حتى يكون لدينا تأثير كبير، وهكذا بدأنا بلقاءات صغيرة بعدما عقدنا علاقات شراكة مع جمعيات صديقة تعمل من أجل التمكين النسائي، وحاولنا توعية الشباب والشابات بمجموعة من القضايا النسائية. 
 
قلتم إنه في بداية إنشاء الجمعية صادفتكم بعض الصعوبات، ما طبيعة هذه التعثرات؟ 
هذه التعثرات لها علاقة بكوننا كمؤسسات للجمعية وكشابات مبتدئات، إذ لم تكن لأغلب المنخرطات تجربة سابقة، وكان إطلاق الجمعية بمثابة تحدي لنا وتجربة جديدة، بحيث أنه في البداية واجهتنا تعثرات مادية، والتي ما زلنا نعاني منها للآن، لكن ذلك لم يجعلنا نتأخر أو نستسلم بل قوى من عزيمتنا وزادنا إيماناً بأن قضية المرأة وحصولها على حقوقها وتحسين وضعيتها وجب منا التضحية رغم كل العراقيل، من أجل تحقيق جميع الأهداف التي جاءت من أجلها الجمعية.
 
ماهي أهم المشاريع التي عملت عليها جمعيتكم خلال سنة 2021؟
هناك مشروعين، الأول هو المساواة تبدأ من هنا، والذي يهدف إلى مناهضة الصور النمطية للنوع الإجتماعي، والذي عملنا فيه مع تلاميذ المؤسسات التعليمية وطلاب الجامعات، على اعتبار أن هذه الفئات تعتبر لبنة أساسية وجسر التربية الدامجة لقيم المساواة، وقد استطعنا تكوين 80 تلميذاً وتلميذة وطالب وطالبة. 
أما المشروع الثاني فهو "ما ساكتينش عن الرشوة الجنسية"؛ أي (لن نصمت عن الرشوة الجنسية)، فحاولنا تسليط الضوء على هذه الظاهرة وعملنا على إخراجها من خانة التابوهات، كما قمنا بعقد لقاءات مع شابات وشبان للتعريف بالرشوة الجنسية وإطارها القانوني وقمنا بتمثلات للظاهرة وقربنا المستفيدين من الحلول الممكنة للتصدي لهذا النوع من الرشوة. 
 
عموماً، كيف تنظرون إلى واقع العمل الجمعوي النسوي في المغرب؟
يمكن تقييم العمل الجمعوي النسوي في المغرب من خلال عمل الجمعيات النسائية الشريكة والتي تناضل لسنوات من أجل الحفاظ على كرامة النساء، بحيث نرى أنه استطاعت تحقيق العديد من المكتسبات، فإذا ما قارنا وضع المرأة المغربية بين بداية أعوام 2000 والآن سنلاحظ فرقاً كبيراً وتغيرات ملموسة، وهذا لم يتحقق إلا بنضال الحركات النسوية، حيث بفعل الضغوطات وترافع الحركات النسوية جاء قانون 103-13 لمحاربة العنف ضد النساء، وهكذا أصبح لدينا على الأقل قانون يحمي النساء، رغم كل التحفظات والثغرات التي تشوبه، إلا أنه يعد مكسباً كبيراً، فالعمل الجمعوي النسوي في المغرب قوي، لكن نطمح أن يتقوى أكثر ويزيد من توحيد الرؤى وتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى المغرب الذي نطمح أن تعيش فيه النساء بكرامة ويتحسن وضعهن داخل المجتمع. 
 
ماهي رسالتكم للمرأة المغربية والعربية؟ 
رسالتي لجميع النساء هو أن يحاولن تقوية قدراتهن ومعارفهن واستكمال الدراسة بالنسبة للمنقطعات، ويسعين للحصول على عمل من أجل تحقيق الإستقلال المادي، لأن تحقيق ذلك يمكنهن من عبور جسر الأمان ورفض وإدانة العنف بكل أشكاله. 
 
ختاماً، ما هو برنامج عمل الجمعية وطموحاتكم خلال السنة المقبلة؟ 
خلال السنة المقبلة سيحاول المكتب المسير للجمعية تتبع المشاريع التي بدأناها خلال سنة 2021؛ حيث سنعمل على توسيع قاعدة المستفيدين، وسنتوجه إلى الإعداديات والثانويات لتمكين التلاميذ والتلميذات من أجل اكتساب آليات تمكنهم من أن يصبحوا سفراء داخل المؤسسات التعليمية.
ومن طموحاتنا أيضاً كجمعية أننا نسعى إلى الإنفتاح على مجالات أخرى؛ ألا وهي التمكين الإقتصادي للنساء في وضعية هشة، وأيضاً التوسيع من دائرة المؤسسات التي تستفيد من الورشات التي تنظمها الجمعية والتي تتعلق بمناهضة الصور النمطية المبنية على النوع الإجتماعي.
فدوى ميعاد: حاصلة على الإجازة في علم الاجتماع، وماجستير تخصص تربية وإدماج الأطفال والشباب الذين يعيشون أوضاعاً صعبة، وترأس جمعية الوعي النسائي.