عدم استقلالية تاورغاء كبلدية أكبر عائق يمنع النساء من الترشح للانتخابات

تواجه نساء تاورغاء عدة صعوبات بانخراطهن في المجال السياسي، ومنها عدم تنفيذ قرار الحكومة المؤقتة الذي يقضي بأن تكون مدينة تاورغاء بلدية مستقلة.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ أجبرت الثورة الليبية في شباط/فبراير عام 2011، نحو 45 ألف عائلة من مدينة تاورغاء الواقعة شمال غربي ليبيا، إلى النزوح لعدد من المدن الليبية، وتركز العدد الأكبر في مدينتي بنغازي وطرابلس، وبحسب إحصاء لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فنحو 7,000 من سكان المدينة عادوا بحلول أيار/مايو 2021، بعد الاتفاق بحق العودة الذي صادقت عليه الأمم المتحدة عام 2018.

استمر النزوح لأكثر من 11 عاماً، واضطرت نساء مدينة تاورغاء للعمل من أجل كسب لقمة العيش في بلد تعاني أزمات اقتصادية، وصراعات سياسية متتالية، فعملن في مختلف المهن والمجالات، لكن بالمقابل لم نسمع بنشاط سياسي قمن به، حتى في فترة التجهيز للانتخابات لم نسمع بنساء قمن بتقديم ملفات ترشحهن.

وعن الأسباب التي منعت نساء تاورغاء من الانخراط في النشاطات السياسية تقول الناشطة المدنية الأستاذة أمينة عبد الكريم المبروك تواجه نساء تاورغاء عدة صعوبات بانخراطهن في مجال السياسة، ومنها عدم تنفيذ قرار الحكومة المؤقتة الذي يقضي بأن تكون مدينة تاورغاء بلدية مستقلة، وليست فرع بلدي يتبع بلدية مصراتة، على الرغم من أن المخاطبات التي توجه بشكل رسمي صادرة عن المجلس المحلي لبلدية تاورغاء، وهذا يجعل المدينة حالة منفردة في التعاملات الرسمية في الحكومة والتعامل مع الحكومة والوزارات.

 

سيطرة المجتمع الأبوي

وأشارت إلى أن عدد النساء محدود جداً في هذا الجانب ويتم عدهن على الأصابع، إلى جانب الخبرة السياسية الغير كافية، وسيطرة المجتمع الأبوي على مجال السياسي الذي يساهم بشكل كبير في عدم إعطاء المرأة الحق في المشاركة السياسية، ويحجم دورها.

وحول غياب مشاركة نساء تاورغاء في الانتخابات وتقديم ملفات ترشحهن لهن أسوة بباقي النساء من مختلف المدن الليبية أوضحت إن "هناك نساء ترشحن للانتخابات مثل سرتية صالح عن بلدية أبو سليم، أود أن أشير بأن النساء لم تترشحن عن بلدية تاورغاء لأن المدينة لها مقعد واحد في مجلس النواب، وبالتالي سيكون المترشح رجل لأنه سيذهب إليه تلقائياً".

وأضافت بأن أسباب عدم الترشح أيضاً ترجع لكون بلدية تاورغاء هي فرع بلدي لبلدية مصراتة، مما يجعل الترشح مستحيل وليس صعباً فقط، بحكم النزاعات المعروفة بين الطرفين، "مصرات/ تاورغاء"، لافتةً إلى إن الأمل في الترشح سيكون أسهل حتى لو كان لتاورغاء مقعد واحد في مجلس النواب لو كانت المدينة بلدية مستقلة على الرغم من صدور قرار بذلك من الحكومة المؤقتة عام 2015 ولكن لم يتم تنفيذه إلى الآن.

وعن سبب خمود النشاط الذي قامت بها نساء تاورغاء في بداية النزوح من أجل المطالبة بحق العودة قالت "كان نشاط نساء تاورغاء في بدايات النزوح قوي وملحوظ ولكن الواقع المحيط بنا، وواقع ليبيا ككل يصدمك، لأن وسط هذه الصراعات والنزاعات التي تعم البلاد لكن يكون صوتك مسموعاً، ولن يهتم به أحد، إضافةً إلى أن المدينة سبل الحياة فيها شبه معدومة فالدمار يعمها، والبنية التحتية شبه مدمرة".

وأوضحت أن "الحكومات المتعاقبة في ليبيا لم تتطرق إلى ملف النازحين وحق العودة، وتعويض الناس الذين فقدوا مساكنهم والعمل بجدية لعودة الحياة للمدينة وإعمارها، إضافة إلى أن حق العودة لابد أن يرافقه استقلالية المدينة عن بلدية مصراتة، وتوفر فرص عمل لأهالي تاورغاء في مدينتهم بعيداً عن الفرص المتاحة في مصراتة"، لافتةً إلى إن النساء أصبن بالإحباط لأن الحكومة لم تهتم بمطالبات حق العودة وخلق حياة كريمة لأهالي تاورغاء في مدينتهم.

وعن أمكانية دعم النساء للمشاركة في النشاط السياسي أكدت الناشطة المدنية أمينة عبد الكريم المبروك على ضرورة أن يتم الانتخاب على مقعد المرأة في البلدية، لفتح المجال والفرصة للمشاركة بدلاً عن وضع الاسم دون انتخاب، ومنح أكثر من مقعد في مجلس النواب عن مدينة تاورغاء أو إعطاء مقعدين مقعد للمرأة ومقعد للرجل، إضافة إلى دعم المرأة بحضورها للدورات َوالندوات التي من شأنها أن تعزز من قدرتها على الترشح ودخول المعترك السياسي بكل جدارة.