دار المرأة إحدى أبرز المؤسسات النسوية المناهضة للعنف ضد المرأة

تسعى دار المرأة ومنظمة سارا لتمكين المرأة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً والحد من العنف الممارس ضدها من خلال تنفيذ برامج لتمكين المرأة والدفاع عن المعنفات في المحاكم المختصة.

دلال رمضان

كوباني ـ تسعى دار المرأة ومنظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة في شمال وشرق سوريا إلى التكثيف من دوراتها التوعوية للنساء والرجال في سبيل الحد من العنف الأسري على المرأة، وتعريفهم بالمساواة والعدالة الاجتماعية.

مع ظهور حالات عنف بكافة أشكالها على المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا تسعى دار المرأة في إقليم الفرات، لوضع حد وإيجاد حلول مناسبة للقضاء على ظاهرة العنف الذي يمارس بحق النساء، وتعود أسباب انتشار العنف إلى سيطرة الذهنية الذكورية على المجتمع بشكل عام وبوجه الخصوص على المرأة.

قالت الإدارية بدار المرأة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا شها عبدي "نسعى في دار المرأة من أجل القضاء على ظاهرة العنف الممارس بحق نساء المنطقة من كافة أشكاله، وتشجيع النساء وتوعيتهن، لكن في عام 2022 ازدادت حالات العنف فقد أستقبلنا العديد من الدعاوى عن حالات ضرب، وزواج قاصرات، وتعدد الزواجات، وحالات محاولات انتحار".

وأضافت عن الفعاليات التي يتم تنظيمها "بدورنا نكثف من الفعاليات التي تناهض العنف من خلال تشكيل دورات توعوية، وزيارة العوائل في مقاطعة كوباني، بالإضافة إلى زيارة المراكز والمؤسسات وإعطاء المحاضرات الخاصة بحالات العنف الممارس على النساء وخاصة اللواتي لا يستطعن الوصول الينا ويجهلن حقوقهن" مضيفةً بأن الزيارات بدأت من الكومنيات  والمجالس وإعطاء المحاضرات للرجال بشكل خاص "كان لمحاضراتنا دور كبير في تقليل حالات العنف وتوعية النساء وتعريفهن بدار المرأة والمنظمات النسائية الأخرى، التي تناهض حالات العنف على المرأة  وتعريفها بحقوها وخطورة زواج القاصرات".

وأشارت إلى أن "من خلال زياراتنا المتكررة للقرى والبلدات التابعة لمقاطعة كوباني ازدادت زيارة النساء لدار المرأة وتقديم الشكاوى، وأصبحت دار المرأة مصدر ثقة لكافة نساء المنطقة لنقل معاناتهن وما يتعرضن له من ظلم وعنف، لأن هدفنا في دار المرأة هو مناهضة العنف الذي تتعرض له النساء نتيجة سيطرة الذهنية الأبوية وما فرضه من عادات وتقاليد بالية".

وبينت أن باب دار المرأة مفتوح أمام كافة النساء اللواتي لا يجدن سبلاً لتجاوز مشاكلهن ومواجه العنف الذي يتعرض له سواء من ازواجهن أو عوائلهن، "منذ افتتاح دار المرأة ساندت كافة المعنفات وقدمت لهن الحلول التي تساعدهن على مواصلة حياتهن دون تدخل من الرجل".   

وفي ختام حديثها دعت شها عبدي النساء إلى مساندة بعضهن البعض ومواجه العنف الذي تتعرضن له "المرأة التي اتخذت من فكر القائد عبد الله أوجلان مرجعاً لها لا يمكنها أن تقبل الظلم، والعنف، والحرمان، وسوف تقاوم بكل ما تملك من إرادة وقوة لكي تعيش حياة حرة وكريمة".

ومن جهتها قالت الناطقة باسم منظمة سارة في إقليم الفرات فوزية حنيفة "منظمة سارة منظمة نسوية تعمل من أجل مناهضة العنف الممارس على المرأة، من خلال الدورات التوعوية، وإعطاء المحاضرات، واصدار البيانات المنددة بحالات العنف وظواهرها المنتشرة،  وخاصة في هذه الفترة يتم التحضير للعديد من الفعاليات بصدد اليوم العالمي لمناهضة العنف والذي يصادف 25 تشرين الثاني"، موضحةً أن العنف ليس فقط على المرأة بل على الأطفال وكبار السن أيضاً "هناك أشكال عديدة للعنف الذي يمارس على المرأة، عنف نفسي، وجسدي، ولفظي، وجنسي، واقتصادي، وكافة هذه الأشكال تعود إلى الذهنية الذكورية، والعادات والتقاليد البالية".

وأضافت بأنهن في منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة تجاهدن دائماً في سبيل الوصول إلى النساء أينما كن لتوعيتهن وتقديم يد العون لهن "من خلال زيارتنا إلى جانب دار المرأة للقرى والبلدات والعوائل المتواجدة فيها، نسعى إلى وضع حد لظاهرة العنف وتوعية الرجال أيضاً من خلال إعطاء المحاضرات الخاصة بالعنف".

وعن احصائيات العنف لمنظمة سارة خلال عام 2022 في إقليم الفرات قالت فوزية حنيف في ختام حديثها "حالات العنف التي قدمت إلينا خلال هذا العام هي 113 حالة منها ضرب وايذاء، و15محاولة انتحار، 3 انتحار، وحالة قتل واحدة فقط، ويتم التنسيق مع دار المرأة للمناقشة مع الحالات، وتقديم الحلول والاجراءات القانونية لهن، لوضع حد للعنف الممارس بحقهن".