بتنظيم أنفسهن تنتقم النساء الإيزيديات من الفرمان

لقد مرت سبع سنوات على (حملة الإبادة) فرمان الثالث من آب/أغسطس عام 2014، كيف نظمت النساء الإيزيديات أنفسهن في هذه المرحلة تحت سقف TAJÊ وتفرعن إلى جميع مناحي الحياة

أفين زندا
شنكال ـ .
صبيحة صبري المتحدثة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) تحدثت لوكالتنا خلال حوار معها عن ذكرى الإبادة وعمل المرأة في حركة حرية المرأة الإيزيدية.
في العاشر من حزيران/يونيو عام 2014 هاجمت عصابات داعش مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة حزب PDK. وفي غضون ساعات غادر حزب PDK المدينة دون إطلاق رصاصة واحدة وترك المدينة لمرتزقة داعش. ومن هناك توجهت العصابات التي استمدت القوى من انسحاب السلطة إلى موطن الإيزيديين القديم. لقد شنت مرتزقة داعش في الثالث من آب/أغسطس عام 2014 حملة الإبادة الجماعية (الفرمان) الرابع والسبعين على المجتمع الإيزيدي. وعدا إقامة المقابر الجماعية وقتل الناس بطرق مختلفة، لقيت آلاف النساء الإيزيديات مصرعهن في المجزرة (الفرمان)، كما ألقت بعضهن بأنفسهن من فوق المرتفعات الصخرية لتجنب الوقوع في أيدي العصابات ولقين حتفهن، كما انتحرت بعضهن بطرق مختلفة كي لا يقعن في قبضة داعش. لقد تم اختطاف حوالي 7000 امرأة وبيعها في أسواق العبيد. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حتى الآن من إنقاذ 3300 مختطفاً، ولا تزال 1117 رهينة في أيدي مرتزقة داعش.
مرت سبع سنوات على الفرمان، نظمت النساء الإيزيديات أنفسهن تحت مظلة حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) ويعملن بلا كلل في جميع مناحي الحياة. في كل فرصة، تذكر نساء شنكال اللائي أقسمن وعاهدن على الولاء لجذور الحياة القديمة في موطن الإيزيدية في تقيماتهن ومناقشاتهن، لو أنهن كن منظمات بهذا الشكل قبل الفرمان لاستطعن الوقوف في وجه الفرمان والدفاع عن أنفسهن وأرضهن وحمايتها. لديهن ممثلات في جميع المؤسسات ويعطين أهمية كبيرة لإعادة إعمار شنكال. لقد بذلن جهوداً في جميع مجالات الحياة وحتى في مجال البيئة الذي يتخذ من زراعة الأشجار أساساً له وحققن حتى الآن نجاحات ملحوظة. في المجال العسكري أيضاً يتدربن تحت رعاية أكاديمية الشهيدة بيريفان شنكال ويعززن من قوة وحدات الدفاع. في الآونة الأخيرة بينت الشابات المتخرجات من دورة الكاراتيه التي أُقيمت في الأكاديمية إنهن سيولين اهتماماً أكبر للحماية والدفاع أكثر من أي شيء آخر. أجرت وكالتنا حواراً مع المتحدثة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) صبيحة صبري حول الفرمان ومرور 7 سنوات.
 
لماذا تُشن العديد من الفرمانات (حملات الإبادة) ضد المجتمع الإيزيدي؟
في البداية نستذكر شهداء الفرمانات الـ74 وننحني إجلالاً لهم. لقد مر على المجتمع الإيزيدي 74 فرماناً كما أن هناك بعض الفرمانات التي لم تذكر أبداً. هذا ليس بالأمر السهل لأن كل فرمان كان يحصد معه أرواح آلاف الضحايا، ويسبب الهجرة ومع هذه الهجرات ينسى الناس الذين يبتعدون عن وطنهم ثقافتهم بمرور الوقت. كل هذا يشكل مخاطر كبيرة على معتقداتنا. نحن أنفسنا شهدنا الفرمان الرابع والسبعين، لقد تعرضنا لهذا الفرمان بسبب الخيانة. تُرك المجتمع دون حماية. لقد كانت القوات الموجودة على الأرض في شنكال في ذلك الوقت تخبر الناس أنها ستحميهم وقد كان الناس يصدقونهم ويثقون بهم.  تلك القوات كانت موجودة هناك منذ سنوات، كانت تتحدث بنفس لغتنا، لذلك كنا نعتبرها منا. لكن في الفرمان ظهرت حقيقتهم. لقد كان العثمانيون وراء الفرمانات الـ 74 التي حدثت، كما كان الفرمان 74 بأيديهم. لأنهم احتضنوا داعش ومن ثم أرسلوه إلينا. حتى يومنا هذا لا يزال خطر الفرمان قائماً. هذه المرة يهاجموننا سياسياً ويريدون إبادتنا والقضاء علينا. يريدون تنفيذ الفرمان علينا بمخططاتهم وألاعيبهم القذرة حتى لا يكون المجتمع الإيزيدي مستقلاً وذو إرادة.
 
لماذا حاول نظام السلطة دائماً القضاء على معتقد الإيزيديين وكيف دافع المجتمع الإيزيدي عن نفسه ضد ذلك حتى يومنا هذا؟
بالطبع لأن إيماننا ومعتقدنا هو معتقد أصيل تعرضنا دائماً للهجوم منذ بداية التاريخ وحتى الآن. وقد ظهر اختلاف الأكراد من خلال الفرمانات السابقة التي تعرض لها الإيزيديون وتبين بأن أصول الأكراد كلهم تعود إلى الإيزيدية. أعداء الكرد كثر وهدف كل السلطات هي إبادة الكرد. أصول الكرد كلهم إيزيدية لذا حدثت حملة الإبادة الرابعة والسبعون. تريد الدولة التركية تحقيق هدفها المتمثل في أمة واحدة وعلم واحد وقومية واحدة ولغة واحدة. تقف في وجههم مجتمعات ومعتقدات مختلفة، إحداها نحن. يعبد مجتمعنا الشمس، ويقدس الأرض والنار والهواء والنجوم والقمر ويعتبرها منشأ وبداية للبشرية. نحن مرتبطون بالطبيعة. النظام الرأسمالي الحاكم أيضاً يعارض التنوع. لذلك تعرضنا نحن المجتمع الإيزيدي إلى أربعة وسبعين فرماناً. وقُتل ونزح واختفى آلاف الأشخاص في هذه الفرمانات، ورغم كل حملات الإبادة هذه حافظ المجتمع الإيزيدي على عقيدته وثقافته. لطالما دافع مجتمعنا عن نفسه بجباله وأحتمى بها، وأصبحت الجبال ملجأ لنا في كل فرمان. لطالما كان الإيزيديون يأملون في حياة حرة، لذلك لم تتمكن أي قوة من إبادتنا حتى الآن على الرغم من أننا أمة صغيرة. هناك العديد من الشخصيات الأسطورية في مجتمعنا، مثل درويش عفدي، والأم كولي، والشهيد خيري ومع تأسيس القوات الإيزيدية، ازداد عدد أبطالنا أمثال مام زكي، والشهيد زردشت والمئات من رفاقهم. شجاعة بناتنا وشبابنا تنبع آمالهم وإيمانهم.
 
ماذا كان هدف داعش من الهجوم على شنكال؟
كان هدف داعش هو القضاء على المجتمع الإيزيدي وإبادة جذوره، لأن ديننا يختلف عن جميع الديانات الأخرى ونحن نؤمن بمعتقدنا وديننا لذلك أرادوا القضاء علينا. لقد قاموا بالفعل باستعداداتهم قبل عام 2014 واتفقوا مع المتربصين بنا وأعدائنا المحيطين بنا. في وقت الهجوم، تركت القوات التي كانت تحمينا وتدافع عنا المنطقة بالكامل بدون حماية ولم تسمح للشعب بالدفاع عن نفسه. لقد ساعدوا العصابات بكلمات مثل "سنحميكم، لا تحملوا السلاح". مرة أخرى وكامرأة في تاريخ الفرمانات منذ البداية وحتى الآن أصبحت العديد من النساء رائدات ورموز للمقاومة. كما أن اختلاف عقيدتنا أيضاً يأتي نظراً لوجود مكانة مقدسة للمرأة في ديننا. توجد أديان ومعتقدات مختلفة في كل مكان حولنا، تمنع تلك المعتقدات في تعاليمها المرأة من مغادرة المنزل. كان لهذا أيضاً تأثير على مجتمعنا الذي حرم النساء من التعلم تحت شعار حمايتهن لأن المعلمين كانوا من أماكن مختلفة، حيث تُركت تلك المرأة بمفردها في المنزل وتركت على الهامش لا تدري بما يحدث حولها.
 
قبل الفرمان، كان 12000 من قوات البيشمركة التابعة لحزب PDK والقوات العراقية متواجدة في شنكال، في الفرمان تركوا الناس بمفردهم وفروا دون أن يطلقوا رصاصة واحدة. لماذا غادروا شنكال ألم يكونوا قادرين على القتال والدفاع عنها؟
قبل الفرمان سمعنا بعض المعلومات التي تفيد بأن داعش استقر في العراق. لكن أهلنا في شنكال كانوا يؤمنون ويثقون بـ 12000 مقاتل من بيشمركة حزب PDK والقوات العراقية. لأنها كانت قوة كافية لحماية شنكال والدفاع عنها، كان يوجد عدد كبير من الجنود والأسلحة، لذا كنا مطمئنين. لكن للأسف تعرضت شنكال لحملة إبادة جماعية نتيجة للخيانة. أي قبل مجيء داعش إلى المنطقة، كان قد تم بيع شنكال. 74 فرماناً ليس بالأمر السهل بالنسبة لشعب. نعم لقد نفذ داعش حملة الإبادة الرابعة والسبعين التي ستظل وصمة عار عبر التاريخ. يرى مجتمعنا أن هذا الفرمان حدث نتيجة الخيانة. اسمه الشائع بين الناس هو فرمان الخيانة. لأن هذا المجتمع كان يعتبر قوات البيشمركة من أبنائهم ويثقون بهم ويؤمنون بقوتهم، لكن هذه القوات خانت الشعب. بالطبع كانت الخيانة صعبة على الشعب، لأن العدو يبقى عدواً ولا يلام على ما يفعله، فداعش التي أقسمت بدماء الإيزيديين أعداء ديننا وإيماننا. لقد توجه الكثير من الأشخاص إلى الخنادق للقتال والدفاع مع البيشمركة في مواقعهم عندما جاء داعش وقالوا "سنقاتل معكم ضد عصابات داعش" لكن قوات البيشمركة لم يقاتلوا ولم يسمحوا للشعب بالدفاع عن نفسه، كل هذا كان فخاً.
 
في قريتي سيبا شيخ خضر وكرزرك كانت هناك مقاومة كبيرة من الشعب وقد سطر أولئك الذين توجهوا إلى خنادق القتال أسمائهم بشجاعة في صفحات التاريخ. لو كانت القوة الموجودة في أيدي بيشمركة PDK في أيدي الشعب هل كان الشعب سيتمكن من حماية نفسه والدفاع عنها؟
على الرغم من عدم توفر الإمكانات كان كل من الشباب وكبار السن يطرقون باب كل منزل ويبحثون عن الأسلحة ويتوجهون إلى خنادق القتال. قاتلوا بالأسلحة الخفيفة وفي الساعات الأولى استشهد الكثير منهم في تلك الخنادق. عندما رأى شبابنا الناجين من هجمات داعش البيشمركة يفرون طلبوا منهم إعطائهم الأسلحة لكن البيشمركة لم يعطوهم أي أسلحة، ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا أربعة من شبابنا في زورافا. ومرة أخرى في السهل، عندما هرب بيشمركة حزب PDK ذهب كبار السن ووقفوا أمام سياراتهم وقالوا لهم إن لم تبقوا أعطونا الأسلحة سنقوم نحن بالدفاع عن أنفسنا. لكن للأسف لم يعطوهم الأسلحة ولم يدافعوا عنهم أيضاً، تركوهم وفروا جميعاً هاربين. كما قام البيشمركة مرة أخرى بإيقاف المدنيين الذين هربوا من عصابات داعش والمتوجهين إلى الطرق الجبلية الملتوية لشنكال واعترضت طريقهم وقالت لهم: "سنقوم بحمايتكم، لا تذهبوا" وأوقفوهم حتى وصول داعش إليهم. لقد سبب هذا حزناً كبيراً لنا وفي نفس الوقت نعتبره عار كبير. لن نستطيع وصف هذه الخيانة مهما تحدثنا عنها، كما أن الجميع في شنكال كباراً وصغاراً يعرفون هذا وهم غاضبون ومستاؤون من ذلك. وعلى وجه الخصوص النساء الإيزيديات غاضبات من بيشمركة PDK لأن النساء هن أكثر من عانين في الفرمان وكلهن يعرفن أن حزب PDK هو المسؤول.
 
ما هو السبب وراء استهداف النساء أكثر في الفرمان؟
هناك قول مأثور للقائد عبدالله أوجلان "إذا أردت تحرير مجتمع، حرر المرأة أولاً". يعرف العدو أيضاً هذا لذلك يستهدف النساء من أجل القضاء على المجتمع. فالمعلمة الأولى هي المرأة، ومن ترشد وتحمي المجتمع هي أيضاً المرأة. للمرأة مكانة خاصة وغاية في الأهمية في ذهنية ومعتقدات الإيزيديين، فديننا يرى المرأة مقدسة ويعتبرها كالآلهة. جميع الفرمانات تستهدف النساء، لكن ما شهدناه هو أن الغرض من الفرمان 2014 كان القضاء على المجتمع الإيزيدي في شخص النساء والقضاء على المجتمع الكردي في شخص المجتمع الإيزيدي. قتلوا الأطفال والأزواج أمام أعين النساء، كما حُفرت المقابر الجماعية أمام أعينهن. أجبروهن على أكل لحوم أطفالهن. تم حرقهن في أقفاص، وزوجوا الأطفال الإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات من عشرة رجال. لم يبقى أي شيء لم تره المرأة الإيزيدية.
 
على الرغم من كل هذه الآلام والمآسي، أظهرت المرأة الإيزيدية مقاومة كبيرة في الفرمان. ومن الأمثلة على ذلك جيلانا والأم كولي، كيف تقيمون هذا؟
على الرغم من كل الأعمال اللاإنسانية أيضاً أظهرت النساء الإيزيديات مقاومة كبيرة. في طريق الصعود إلى الجبال ألقت العديد من نساء شنكال بأنفسهن من فوق المرتفعات الصخرية وقتلن أنفسهن لتجنب الوقوع في أيدي داعش. كذلك قامت الشابة جيلانا بقطع شرايين يديها والانتحار لتجنب الوقوع في قبضة داعش، كما قامت العديد من النساء الأخريات بقتل أنفسهن مثل جيلانا وبطرق مختلفة. أيضاً كافحت الأمهات المسنات وحاربن ضد داعش، مثل الأم كولي. فعندما وجدت الأم كولي أنهم حوصروا قامت بقتل أثنين من عناصر مرتزقة داعش بالمسدس الذي تركه لها زوجها وبذلك تمكنت من إنقاذ العديد من العائلات. في النهاية استشهدت هي نفسها في ذلك الهجوم. هناك أمثلة كثيرة لا تحصى. هذا يدل على مدى قوة المرأة الإيزيدية، القوة التي تم قمعها داخلها. كان أحد أسباب القبض على أعداد كبيرة من النساء واختطافهن هو النظام الأبوي الإقطاعي، والذي اعتبر أن عمل المرأة هو فقط رعاية الأطفال في المنزل. كان هناك العديد من النساء اللواتي لم يسبق لهن رؤية أي شيء خارج منازلهن وقراهن. وحرمن من تعلم الدفاع عن النفس والتعليم في المدرسة والكثير من الأشياء. على الرغم من ذلك أبدت المرأة الإيزيدية مقاومة كبيرة في الفرمان. إذا ما تم فتح الطريق أمام المرأة الإيزيدية تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً للغاية، لأن هناك قوة خفية في روح كل امرأة إيزيدية.
 
لقد مرت 7 سنوات على الفرمان، كيف تمكنت المرأة الإيزيدية من تنظيم نفسها خلال هذه السنوات، وكيف ستحارب النظام الأبوي وكيف ستتمكن من المطالبة بحقوقها والحصول عليها. لقد كنتم تعملون على ذلك منذ البداية وحتى الآن، كيف تقيمون هذه المرحلة؟
رغم كل الآلام والمصاعب أصبحت مقاتلات YJA ستار مثالاً يحتذى به بالنسبة للنساء الإيزيديات وكن سبب عودة النساء الإيزيديات مرة أخرى إلى تاريخهن وأخذ زمام المبادرة والقيادة في مجتمعهن. بصفتنا حركة تحرير المرأة الإيزيدية، يمكننا القول إننا أعدنا خلق أنفسنا من الرماد، وبنينا أنفسنا من آلامنا وجراحنا وهذا كله بفضل التنظيم والقوة. شكلت النساء الإيزيديات منظمتهن الخاصة في عام 2015 باسم TAJÊ. كان الهدف الرئيسي من إنشاء حركة حرية المرأة الإيزيدية هو أن تداوي النساء جراحهن بأنفسهن. وأن تثقف المرأة نفسها وتبني قوتها السياسية والعسكرية. وأن تقوي نفسها وتصبح قادرة على الخروج من حدود المنزل وأخذ مكانة في جميع مجالات الحياة. بالإضافة إلى المجال الاجتماعي، تلقت المرأة الإيزيدية أيضاً تدريبات في المجال العسكري. تلك المرأة التي كان يجهلها العالم كله ولم تكن مدركة لأي شيء لدرجة أنها وقعت بسهولة في أيدي عناصر ذلك البلاء البشري. دربت ونظمت وثقفت نفسها وتعلمت خلال هذه السنوات. لقد وضعت أهدافاً كبيرة لإنقاذ النساء الأسيرات لدى داعش. ذهبت إلى الرقة وحاربت ببسالة من أجل الانتقام للإيزيديات وجميع النساء. بالإضافة إلى هذا الفخر انضمت العديد من الفتيات اللواتي تحررن من قبضة داعش إلى صفوف YJŞ للانتقام لأنفسهن وللنساء الأخريات. هذا إنجاز عظيم للمرأة الإيزيدية. كل امرأة تم تحرريها وإنقاذها من داعش بمبادرة من QSD تم إيصالها إلى عائلتها من قبل TAJÊ، كما اهتمت TAJÊ باللواتي لم يكن لديهن عائلة وتولت مسؤولية رعايتهن. سنفعل كل ما هو مطلوب حتى لا تتعرض المرأة الإيزيدية لفرمان آخر.
 
تم اتخاذ خطوة مهمة أخرى بعد الفرمان بخصوص قبول الأسرى الذين اختطفوا قسراً من قبل عصابات داعش. تم الاتفاق بشكل عام على أن الأسرى والمختطفين الذين يتم تحريرهم من قبضة عصابات داعش سيعيشون مرة أخرى في مجتمعهم. كيف ترون هذا الأمر؟
لقد حمى المجتمع الإيزيدي نفسه حتى الآن ببعض القوانين، أحدها كان عدم القبول بمن يترك دينه ويعتنق ديانة أخرى. ولكن بعد الفرمان 74 أعاد المجتمع الإيزيدي النظر في هذا القانون وقرروا قبول النساء وكل من وقعوا في أيدي داعش في المجتمع إذا ما تم إنقاذهم وتحريرهم، كما أعربوا عن آرائهم هذه لبابا شيخ. ووافق بابا شيخ على هذا القرار، لقد كانت خطوة مهمة للغاية. بالطبع كان ينبغي اتخاذ هذه الخطوة لأن من وقعوا في أيدي داعش لم يذهبوا بإرادتهم بل تم اختطافهم واقتيادهم قسراً. تلقت كل من النساء اللواتي وقعن في أيدي داعش وجميع النساء الأخريات، الشابات والأمهات والمسنات، تدريبات على الأسلحة تحت سقف TAJÊ. واعتبرت النساء هذا أمراً ضرورياً وطالبن بأنفسهن بتلقي مثل هذا التدريب. لأن العديد من النساء لم يكن يعرفن كيفية استخدام السلاح في الفرمان، لو كن يعرفن لتمكن من إنقاذ أنفسهن. تعلمت النساء كيفية استخدام السلاح وقيادة السيارات وأشياء كثيرة لكي لا تحتاج لأحد من الآن فصاعداً. أدركت النساء الإيزيديات الآن أن المرأة ستكون عبدة للرجل إذا بقيت بعيدة عن المعرفة، وبأنها ستكون الهدف الأول في كل فرمان، لذا دربت نفسها لتكون الركيزة الأساسية للحياة. قامت TAJÊ بالكثير من العمل الهام للاستجابة إلى هؤلاء النساء، وخلال هذه السنوات السبع جذبت المرأة الإيزيدية انتباه العالم بأسره وأصبحت قدوة لجميع نساء العالم.
 
بصفتكم حركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ ولتوسيع نطاق عملكم وأنشطتكم إلى أبعد من ذلك، ما هي الخطط التي وضعتموها وماذا ستفعلون وتقدمون لنساء شنكال؟
لقد اتخذنا بصفتنا حركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ خطوات كبيرة ومهمة خلال هذه السنوات. تملك المرأة الإيزيدية الآن موقف قوي، لكن للأسف حتى الآن لم تقدم المنظمات الدولية المساعدة للنساء الإيزيديات. لو استطعنا كنساء توحيد أنفسنا، وتوحيد قوتنا، لأصبح مستوانا جميعاً مختلفاً. على سبيل المثال، عانت النساء في العراق من آلام كبيرة، لو اتحدنا نحن نساء العراق، كنا سنكون قادرين على تسليط الضوء على كل نساء العراق ولأصبحنا منارة لجميع النساء وقدوة لنساء العالم. كلما اتحدت النساء ونظمن أنفسهن ستزول عنا الاعتداءات والفرمانات والقتل والعنف. لا يمكننا تحقيق ذلك إلا بالوحدة.
 
لقد مرت 7 سنوات على الفرمان ولكن حتى الآن لم يعترف العالم كله بهذا الفرمان على أنه حملة إبادة جماعية. فقط صادقت عليها ثلاث دول، لكن بالإضافة إلى اعتراف هذه الدول بالإبادة الجماعية إلا أنها وافقت أيضاً على اتفاقية 9 تشرين الأول/أكتوبر. ما هو سبب ذلك؟
للأسف تغاضى العالم بأسره عن الإبادة الجماعية التي تعرض لها المجتمع الإيزيدي. هذا الصمت القائم يمهد ويفتح الطريق أمام فرمانات أخرى. لقد أقرت عدة بلدان مؤخراً بهذه الإبادة وهذا مهم، ولكن ليس كافياً لأن ما عاشه مجتمعنا ومر به لم يعشه أي أحد. ومن ناحية أقروا بالإبادة الجماعية ومن ناحية أخرى وافقوا على اتفاقية التاسع من شهر تشرين الأول. إذا كانت اتفاقية 9 تشرين الأول مفيدة لمجتمعنا، فلماذا لا يكون المجتمع الإيزيدي على دراية بها؟ لا يدري بها لأنها إعداد للفرمان 75. لا أحد لديه الحق في اتخاذ قرارات بشأننا وتركنا بين براثن العصابات في الفرمان. من عانى من آلام وأضرار الفرمان كان المجتمع الأيزيدي، من عاش الفرمان هو المجتمع الإيزيدي، فكيف يمكن اتخاذ قرار بشأنه دون علمه؟ هذه كلها ألاعيب لا نقبل بها كشعب إيزيدي. نحن كمجتمع إيزيدي نرى الاتفاقية على أنها فرمان جديد بحقنا. هناك بعض النقاط التي يمكن المصادقة عليها ولكن حتى الآن التصديق على اتفاقية 9 تشرين ليس سوى المصادقة على الفرمان الخامس والسبعين. جاء الموقف والاستجابة الأكثر فعالية وتأثير من أمهاتنا. فمنذ يوم الاتفاقية وحتى الآن تقف أمهاتنا بصمود ضد هذه الاتفاقية المضادة لمصالح المجتمع الإيزيدي. كما عقدت الأمهات العديد من اللقاءات. إذا لم يتم تنفيذ الاتفاقية حتى الآن، فذلك بسبب عمل وجهود أمهاتنا. لأول مرة ارتقت النساء الإيزيديات وقمن بمهامهم وواجباتهم الدبلوماسية وأجبرن أطرافاً أخرى أيضاً على تقييم الاتفاقية. المجتمع نفسه يقول إننا لسنا ضد الاتفاقية بأكملها، ولكن قبل ذلك، إذا فكرنا في المجتمع الإيزيدي، ينبغي طرح أفكار المجتمع أولاً، وثانياً إذا وافقوا على الإبادة الجماعية ولكنهم لا يعترفون بالحكم الذاتي في شنكال فلا جدوى أو فائدة منها. لقد عانى المجتمع من مصاعب وآلام كبيرة وبنى قوته وحكومته الخاصة به حتى لا يعاني مرة أخرى. يجب أن يعتبر هذا حق للمجتمع وإلا سيكون المجتمع الإيزيدي مرة أخرى في خطر.
في الفرمان 74 رأى المجتمع الإيزيدي أنه إذا لم يبني قوته وحكمه الذاتي واستقلاله فإنه لن يكون قادراً على سد الطرق ومواجهة الفرمانات، لذا قرر المجتمع الإيزيدي بأكمله مواصلة تحقيق هذه الأهداف مهما حصل.