إيمان الشرفي: قضايا النساء ليست مقتصرة على العنف واختصار مشاكلهن في يوم من السنة غير كاف

أكدت رئيسة جمعية "هنّ" التونسية، إيمان الشرفي أنه يجب عدم اختصار قضايا النساء في ظاهرة تعنيفهن وسرد التشريعات والقوانين فقط

زهور المشرقي
تونس- أكدت رئيسة جمعية "هنّ" التونسية، إيمان الشرفي أنه يجب عدم اختصار قضايا النساء في ظاهرة تعنيفهن وسرد  التشريعات والقوانين فقط، بل يجب المضي نحو تفعيلها الحقيقي والسعي إلى استكمال المسارات الأخرى لتمكين المرأة وتحقيق المساواة على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات الرنانة التي يتم تكرارها في كل مناسبة تخص النساء.
وفي حوار مع وكالتنا أكدت رئيسة جمعية "هن" التونسية إيمان الشرفي على ضرورة وضع قضايا النساء في أولوية جداول العمل والسعي لضمان حقوقهن وتوعية المجتمعات بأهمية قضاياهن.
 
هل يكفي يوم واحد من السنة لتحفيز المجتمعات بأهمية الوعي بقضايا النساء ودورهن في بناء المجتمعات؟
لا يكفي أن نخصّص يوماً في تونس والعالم لإلقاء الخطب وتقديم الدروس في كيفية محاربة كل أشكال العنف ضد المرأة وحقوق النساء، لكن هذا اليوم يجب تخصيصه لمعرفة وتقييم الإنجازات والاجراءات العملية بشأن ترسيخ الحقوق وتنفيذ القوانين والتشريعات على أرض الواقع... ونسعى في جمعيتنا إلى العمل على مراقبة ما يتعلق بضمان تلك الحقوق وإدماج المرأة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً لإثبات ذاتها.
ويوم واحد من السنة لتحفيز المجتمعات بأهمية الوعي بقضايا النساء ليس كافيا بالتأكيد، نحن نعطي للمرأة 365 يوماً حيث تحظى بالوقت الكامل لا الجزئي وهو محور اهتمامنا وعملنا، لا نرى أن قضية النساء تتمثّل في العنف بمختلف أشكاله، نحن نحمل معاناة كل النساء المهمّشات والفلاحات والقرويات والأميات، ونحاول بمختلف الطرق دعم النساء واحتوائهن وتشجيعهن والأخذ بأياديهن.
 
ما هو سقف طموحات المرأة التونسية برأيكم؟ وهل تكفي ترسانة القوانين الموجودة لضمان كل ما تطمح له النساء؟
يجب العمل على عدم حصر طموحات النساء في العنف والتعريف بالقوانين والتشريعات، فنحن نسعى للوصول إلى مرحلة بسط إنجازات النساء وتطويرها دون وجود عنصر المفاجأة والانبهار بما تقوم به... كما نسعى في جمعيتنا إلى مساعدة النساء ودعمهن وإيصال صوتهن، ويتركز اهتمامنا اليوم على العمل من أجل دمج النساء الحاملات لإعاقة ومساعدتهن في تحقيق طموحاتهن، وأيضاً السجينات بعد أداء عقوبتهن حيث نسعى إلى حمايتهن من شراسة المجتمع وتلك النظرة الدونية للمرأة في مجتمع يرفض تشغيل سجينة سابقة بحجة أنها صاحبة سوابق.
 
ألا ترين أن هناك تقصيراً من الإعلام بمختلف توجهاته في الاهتمام بقضايا المرأة والظروف الاجتماعية التي لاتزال تحط بثقلها عليها؟
نعم، هناك تقصير من قبل وسائل الإعلام التونسية في تناول قضايا النساء الجوهرية، ونكاد لا نرى "ضجّة" إلا في مناسبة أو اثنتين فقط، حيث يكثر الحديث عن واقع النساء ومشاكلهن بشكل تغلب عليه الآنية والسطحية، في اليوم العالمي للمرأة ومن ثم تودع تلك الإشكاليات بالرفوف، ويتم تناولها مجدّداً يوم 13 أب/أغسطس من العام اللاحق تاريخ الاحتفال باليوم الوطني للمرأة التونسية... نحن نؤمن بأن حقوق النساء يجب الدفاع عنها وحملها يومياً لا بطريقة موسمية في الإعلام، كما يجب حمل قضية النساء كأولوية قصوى وتقديم صور النساء اللواتي نجحن وتألقن وأثبتن ذاتهن في مختلف المجالات، ولابدّ من تخصيص مساحة مهمة للنساء في الإعلام والارتكاز على مبدأ المناصفة في استضافة الضيوف بعيداً عن منطق الاقصاء والتمييز.
 
ما هي الكلمة التي تودّين توجيهها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة؟ 
نتمنى التألق لنسائنا، ونتمنى من بلدنا أن تحقّق مبدأ المناصفة الفعلية في كل شيء، وأن يتمّ تفعيل القوانين والتشريعات الموجودة بين الرفوف، ولتحقيق ذاتنا أكثر يجب مواصلة النضال والتضحية من أجل واقع ومستقبل أفضل للنساء وللمجتمع ككل.