اعتراف الدستور السوري الجديد باللغة الأم هو اعتراف حقيقي بالكرد
لضمان حقوق الشعب الكردي في الدستور السوري الجديد من الضروري الاعتراف بهويته ولغته الأم، وكذلك الاعتراف بحقوق جميع المكونات.

نورشان عبدي
كوباني ـ في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها سوريا بعد سقوط النظام وسيطرة الحكومة المؤقتة على الحكم، هنالك سعي ملحوظ من قبل المكونات التي حرمت من حقها على مدار أعوام لضمان حقوقهم في الدستور السوري الجديد، والشعب الكردي في مقدمة هذه المكونات.
"اللغة الأم هي تاريخ وهوية للشعوب"
المكون الكردي في سوريا تعرض للإبادة والإمحاء والإنكار، وفي هذا السياق أكدت الإدارية في مؤسسة اللغة الكردية في مدينة كوباني رونيدا علي أنه من أجل بناء سوريا لامركزية حرة وديمقراطية يجب الاعتراف بكافة المكونات والشعوب في سوريا، والدستور السوري الجديد، وتقبل كافة الهويات واللغات والأطياف والأديان.
وبينت أنه لم يتغير شيء في سياسة الحكومة المؤقتة عما كان عليه النظام البائد حيث يتم رفض إعطاء المكون الكردي حقوقه الثقافية "يرفضون انتصارات الشعب الكردي ومكتسباته وهويته ولغته. ما يحصل في سوريا من رفض وعدم تقبل الحكومة لأي ضمان قانوني للكرد في الدستور الجديد لسوريا هو حقيقة سياسة الدول المهيمنة بحق الشعوب والأقليات".
وأوضحت أنه "بالرغم من كافة الهجمات والاعتداءات والمجازر وطرق الإبادة التي مر بها الشعب الكردي في سوريا والشرق الأوسط والعالم أيضاً إلا أنه دائماً يختار طريق المقاومة، لذلك حتى هذا اليوم الشعب الكردي يحافظ على حقه وهويته ولغته الأم الكردية التي تمثله وتعتبر تاريخ بالنسبة له".
وأكدت رونيدا علي أن للغة الأم أهمية كبيرة لدى الشعوب "اللغة هي تاريخ وهوية الشعوب وتمثل كل مكون لذلك لها أهمية كبيرة، والقوى المهيمنة عندما تخطط لإمحاء أي شعب أو مكون تهاجم لغته وثقافته وبالتالي يمحون هذا الشعب من الوجود".
وعن موقف الكرد في سوريا من عرقلة الحكومة المؤقتة لأي ضمان لحقوقهم قالت "نستنكر موقف الحكومة الجديدة التي تقصي الكرد من الدستور ولا تعترف بلغتنا ومكتسباتنا وقواتنا، ولكن الشعب الكردي حارب وقدم الكثير من التضحيات لكي يحقق هذه المكتسبات التي يطالب بها اليوم، من أجل هذا لن نسمح بسلب مكتسبات شعوب المنطقة".
وأشارت رونيدا علي إلى أن الكرد لا يطالبون بأكثر من ضمان حقوقهم في الدستور السوري الجديد مثل جميع مكونات الشعب السوري "يجب الاعتراف بلغتنا مثل ما هو معترف باللغة العربية، وليس فقط نحن ولكن يجب إعطاء الحق لكافة المكونات في سوريا، المكون الكردي والعربي والسريان والآشوري، فنحن نطالب بالسلام والديمقراطية وبناء سوريا حرة ديمقراطية تحتضن الجميع".
"بالمحافظة على لغتنا سنثبت وجودنا وهويتنا"
وترى رونيدا علي أنه "من أجل المحافظة على لغتنا الأم والعمل على استمراريتها ولكي نستطيع المطالبة بحقنا وضمان لغتنا في سوريا الجديدة يقع على عاتقنا أولاً المحافظة عليها، ومن أجل هذا بدأت مؤسسة اللغة الكردية بافتتاح العديد من الدورات لكافة الفئات العمرية في الأحياء وعبر الكومينات والمجالس في القرى والمدينة لإعطاء دورس لثلاث مستويات للغة الكردية".
وأكدت أن منذ مئة عام يمر الشعب الكردي بالكثير من الانتهاكات والمجازر والاعتداءات في الأجزاء الأربعة من كردستان "الأنظمة تمارس سلطتها على الشعب الكردي بهدف إمحائه والقضاء عليه وعلى هوتيه ولغته، ولكن في سوريا بعد انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز التي سميت بثورة المرأة، أصبح لنا القوة والقدرة لكي نحارب ونقف بوجه السلطوية وحققنا الكثير من الانتصارات والمنجزات بتضحيات أبناء وبنات الشعب الكردي ولا يمكن التخلي عنها أو السماح بالاعتداء عليها أو سلبها من أهلها لذلك نحن الكرد أصحاب حق وسنطالب بحقنا".
وبينت أنه وفق نداء القائد عبد الله أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي أصبح الوقت وقت النقاشات والحوارات السياسية "لذلك على الحكومة الجديدة في سوريا إيقاف الحروب وبدأ مرحلة السلام والديمقراطية، من أجل بناء سوريا حرة ديمقراطية تحتوي كافة المكونات عن طريق السلام والنقاشات والحوار".