'أسعى لتحقيق العدالة وتغيير الصورة النمطية المجحفة بحق الأفروعراقيين'
ترشحت زينب كرملي لمجلس النواب العراقي انطلاقاً من إيمانها بحقوق الأفروعراقيين، وسعيها للقضاء على التمييز العنصري، وتحقيق العدالة والمساواة عبر تمثيل حقيقي وتشريعات تحميهم وتدعم مشاركتهم الوطنية.

رجاء حميد رشيد
العراق ـ لم يحظَ الأفروعراقيون (عراقيين أفارقة) بالتمثيل العادل، ولا بالفرص المتكافئة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، كما لا يزال الكثير منهم يعاني من نظرة نمطية مجحفة تقلل من شأنهم وتعيق اندماجهم الكامل في المجتمع، ومع غياب القوانين التي تحميهم من العنصرية، أصبح من الضروري النضال من أجل الاعتراف بحقوقهم كمواطنين متساوين في الكرامة والحقوق، وفقاً للدستور العراقي ومبادئ العدالة.
من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتغيير الصورة النمطية والتنمر على الأفروعراقيين، رشحت الناشطة الحقوقية زينب كرملي ممثلة أبناء البشرة السمراء بالعراق ومستشارة بتحالف الأقليات إلى الانتخابات البرلمانية نهاية العام الحالي.
تجربة شخصية مريرة
أوضحت زينب كرملي أن ترشحها إلى مجلس النواب العراقي نابع من إيمانها العميق بأن ينال السود في العراق حقوقهم كاملة، كما تنالها باقي الأقليات والمكونات دون تمييز أو تهميش، وبأن يكونوا مواطنين متساوين، إن هذا الإيمان لم يأتِ من فراغ، بل من تجربة شخصية مريرة عاشتها بنفسها "واجهت تمييزاً عنصرياً بسبب لون بشرتي، سواء في فرص العمل أو في الحياة الاجتماعية، هذه التجربة لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل شكلت جرحاً عميقاً، جعلني أعي حجم المعاناة التي يعيشها أبناء مجتمعي يومياً في صمت دون إنصاف".
وقالت "تلك التجربة المؤلمة تحولت إلى دافع قوي ومسؤولية، لأكون صوتاً حقيقياً للأفروعراقيين داخل البرلمان، لن أنقل فقط معاناتهم، بل سأدافع عنهم، وأسعى لتشريع قوانين تحميهم من العنصرية والتمييز، وتعزز ثقافة المواطنة المتساوية".
وأضافت "أؤمن أن مكافحة التمييز تبدأ من سن القوانين ووضع استراتيجيات شاملة تهدف إلى تجريم العنصرية والتمييز في جميع أشكاله، تمكين الأفروعراقيين من الوصول إلى فرص التعليم والعمل والرعاية الصحية على قدم المساواة، تعزيز دورهم في الحياة السياسية والاجتماعية عبر المشاركة الفعلية وليس الرمزية، ورصد الانتهاكات بحقهم وتقديم تقارير رسمية للجهات الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان".
وأكدت أنها ستدفع باتجاه برامج دعم تعليمية لأبناء السود، وإصلاح سياسات التوظيف لضمان العدالة، وإطلاق مبادرات للتأهيل مهني لرفع الكفاءات وتكافؤ الفرص في كافة القطاعات.
تحديات وصمود
وبينت زينب كرملي أن أكبر التحديات التي يواجهونها في هذا الطريق هي النظرة النمطية والتمييز الاجتماعي، لكنها مؤمنة أن التغيير ممكن من خلال الصمود، والتحالف مع باقي الأقليات والمكونات العراقية التي تناضل من أجل حقوقها.
وشددت على أهمية وجود تمثيل رسمي للأفروعراقيين في مجلس النواب يعمل على تعزيز الديمقراطية التي لا تكتمل دون مشاركة جميع المكونات العراقية دون استثناء، مطالبة بتخصيص مقاعد (كوتا) في البرلمان، وتمثيل الأفروعراقيين في المجالات الدبلوماسية، والأمن، والقطاع الحكومي، ودعم مشاركتهم في الهيئات المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة.
صوت عالمي
وأكدت أن رؤيتها تتجاوز الحدود المحلية، وتطمح لأن يكون للأفروعراقيين صوت عالمي يعرض معاناتهم، ويطالب بحقوقهم في المؤتمرات والمحافل الدولية المعنية بحقوق الإنسان والأقليات.
وفي ختام حديثها، قالت زينب كرملي "سنستثمر المبادرات الثقافية والفنية التي تبرز مساهمات السود في تاريخ العراق، إضافة إلى حملات توعية مشتركة بين الشباب من جميع المكونات العراقية، لتعزيز روح المواطنة والوحدة الوطنية، على أساس العدالة والمساواة".
الجدير بالذكر يشكّل السود في العراق شريحة اجتماعية أصيلة، تمتد جذورها في التاريخ منذ قرون، وقد ساهموا في بناء المجتمع العراقي من خلال العمل والثقافة والفن والمقاومة، ورغم هذا الحضور العريق، ما زالوا يعانون من التهميش الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ويتعرضون لأشكال متعددة من التمييز العنصري، سواء في الحياة اليومية أو في مؤسسات الحكومة.