أصبحت قضايا رأي عام... جرائم قتل أطفال خلال عام 2019

ضج الإعلام العربي ومواقع التواصل الاجتماعي في عام 2019 بجرائم راحت ضحيتها عدة فتيات قُتلن بطريقة بشعة لدوافع شخصية

مركز الاخبار ـ .
من العراق إلى الأردن إلى سوريا ومصر واليمن وفلسطين وفي مختلف انحاء الشرق الأوسط والعالم ارتكبت جرائم يندى لها الجبين ضحاياها لم يكونوا سوى فتيات لا يتجاوز عمر أكبر واحدة منهن عشر سنوات، والجناة ليس سوى نفوس مريضة لا تضع حرمة لحياة طفل بريء لم يعش ما يكفي ليرى الحياة.
ناهيك عن الأطفال الذين لم ترحمهم آلة الحرب، ارتُكبت منذ بداية العام 2019 جرائم بحق الأطفال، لم تفرق أيادي الظلم والخبث بينهم لتبقى دماءهم البريئة وصمة عار على جبين قاتليهم وذنب لن تمحوه السنين.
جرائم تهز الشارع العراقي
في محافظة ديالى في العراق هزت جريمة قتل الطفلة زهراء محمد في 15 حزيران/يونيو الرأي العام العراقي والعربي، وكانت زهراء التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها ضحية خلافات عائلية، وجدت بعد ساعات من اختفائها مذبوحة بالقرب من منزل عائلتها ومغطاة بسعف النخيل، الجريمة تركت الجميع في صدمة من العائلة وحتى رجال الأمن لتتكشف الحقيقة بعد وقت قصير، ويتبين أن القاتل ليس إلا أحد ابناء عمومة أبيها انتقم منه بذبح الصغيرة دون اية شفقة أو رحمة، ما استحق عليه الإعدام شنقاً حتى الموت.
وفي محافظة دهوك العراقية لم يكن عيد الفطر هذا العام إلا مناسبة ألم لعائلة الطفلة دلين وليد وأهالي المحافظة، بعد أن عاد أبن عمها وشقيقتها من معايدة اقربائهم في حي قريب من دون دلين ابنة العشرة أعوام.
فقدت دلين حياتها جراء ثقتها بصديق لوالدها يبلغ من العمر 47 عاماً غرر بها واستدرجها لاغتصابها، لكن صرخات دلين افشلت مهمته فسارع إلى ضربها بقطعة خشب غيبتها عن الحياة إلى الأبد، وعثرت الشرطة على جثتها في الثامن من حزيران/يونيو ثاني أيام العيد قرب ملعب نادي دهوك. 
أثارت القضية الرأي العام العراقي والكردي وجابت تظاهرات منددة بالجريمة مطالبة بإعدام القاتل، وخلال محاكمة القاتل اصدرت محكمة دهوك عقوبة الإعدام بحقه. 
الشعوذة تقتل ايمان
في شهر حزيران/يونيو قُتلت فتاة في فلسطين على يد أحد المشعوذين بدعوى إخراج جن متلبس بها، وفارقت الفتاة التي تدعى ايمان الحياة بعد أن قام المشعوذ بضربها ضرباً مبرحاً استمر لساعات.
أميرة ضحية الافلام الإباحية
كان لمقتل الطفلة أميرة أبنة العشر أعوام في منطقة كرداسة بمدينة الجيزة المصرية في الرابع من نيسان/ابريل وقع مؤلم على أهالي المنطقة والشارع العربي عموماً، فالجريمة البشعة ليست إلا تغطية على عملية اغتصابها من قبل طفلين أحدهما بعمر 12 والثاني 13 عام فقط، فبعد أن استدرجاها إلى أحد البيوت المهجورة للعب "الاستغماية أو الغميضة"، اغتصاباها بعد أن كانا قد شاهدا فيلم اباحي، لكنهما عزما على قتلها بعد أن هددتهما بإخبار عائلتها، فما كان من احدهما إلا أن خنقها بينما قام الثاني بضربها بقطعة من السيراميك موجودة في المكان على رأسها لتفقد الحياة.
بعد ابلاغ المباحث عن اختفاء أميرة كشفت كاميرات المراقبة وشهود عيان هوية الطفلين الذين استدرجا أميرة، وعند التحقيق معهما اقرا بجريمتهما، وتختلف عقوبة القاتل إن كان طفلاً في قانون الاحداث المصري ولكنها لا تصل للإعدام.
امرأة تقتل ابنة جارتها بسبب شجار
في التاسع من تموز/يوليو قضت جارة العائلة "ثناء" على الطفلة سجى عبد التواب إثر شجار دار بين والدتها وتلك الجارة، التي وصل بها الحقد حد قتل طفلة بريئة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات من أجل الانتقام، عن طريق استدراجها للمنزل.
لم توقظ صرخات الطفلة وبكائها ضمير قاتلتها التي خنقتها بدم بارد وجلست تفكر بطريقة لإخفاء جريمتها البشعة وهي تنظر إلى سجى التي اصبحت جثة هامدة بعد أن كانت تضج بالحياة قبل دقائق.
واستدلت افكارها الشيطانية على طريقة لإخفاء الجثة عن طريق حرقها في الفرن البلدي الذي يشبه التنور، وعند الصباح اشعلت الفرن ووضعت فيه كمية كبيرة من الحطب مع الجثة، وحرقتها وتخلصت من بقايا الجثة بأن دفنتها في المنزل وبعد أن انهت جريمتها البشعة خرجت لتمثل دور البريئة وتشارك أسرة الطفلة في البحث، مظهرة حزنها لفقدان الطفلة.
ماتت سجى لكن الحقيقة تأبى أن تموت لذلك استدل عناصر من المباحث على مكان الجثة عن طريق الرائحة الكريهة المنبعثة من منزل القاتلة بعد ثلاث أيام من اختفائها وعند البحث في المنزل تم العثور على بقايا عظام في أحد الغرف وعند فحض الحمض النووي DAN تبين أن هذه البقايا للطفلة سجى.
قاتل ريماس ما يزال مجهولاً
تناقل ناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي في 23 آب/اغسطس خبر جريمة بشعة راحت ضحيتها الطفلة ريماس القادري. 
وفي ظروف غامضة اختفت الطفلة ذات الست سنوات عند عودتها من بيت جدها إلى منزل عائلتها قبيل الغروب، وبعد البحث عنها وجدت جثتها في بناء قيد الإنشاء في محافظة إب اليمنية وعليها آثار تعذيب.
لم تسفر التحقيقات عن أي نتيجة غير معروفة سوى أن الطفلة لم تتعرض لاعتداء جنسي ولم يعرف القاتل أو سبب القتل حتى الآن.
ملك... ضحية خيانة الأم 
لأن صوتها أزعجه بادر عشيق والدة الطفلة ملك إلى ضربها وركلها، لكنه لم يكتف بذلك بل احضر خرطوم الماء وضربها به حتى فارقت الحياة، فما كان من الأم إلا أن سارعت للتستر على جريمة عشيقها متناسية أن الضحية هي ابنتها التي لم تتجاوز الثلاث سنوات.
عند وصول الأم وعشيقها إلى المشفى ادعت الأم أن الطفلة وقعت من شرفة المنزل في الطابق الثالث، لكن آثار الكدمات والتعذيب كانت واضحة على جسد الطفلة مما استدعى تدخل الشرطة، وأثناء التحقيق اعترفت الأم بالجريمة وقالت انها انتقلت إلى المنطقة منذ ثمانية أشهر بعد انفصالها عن زوجها، وتعرفت على عشيقها الذي كان يضرب الفتاة بسبب بكائها، لكن في 29 تموز/يوليو بكت الطفلة بهستيرية مما أثار اعصاب العشيق الذي ضربها دون رحمة حتى فارقت الحياة. 
سندس تُشيع إلى قبرها في أول أيام العيد بسبب قرط
في أول أيام عيد الفطر شيع أكثر من 2000 شخص الطفلة سندس إلى مثواها الأخير في أم كبيبة بالإسكندرية، وقد تحول مقتل الطفلة سندس ذات الست سنوات إلى قضية رأي عام منذ اختفائها.
وخرجت سندس لتلعب مع الأطفال في آخر أيام شهر رمضان لكنها اختفت فجأة، مما أثار قلق والدتها التي بحثت عنها في كل مكان وشاركها جميع أهالي الحي في البحث لكنهم فشلوا في العثور عليها، ونشروا صورتها على موقع الفيس بوك لكن أحد لم يراها فما كان من الأم إلا أن ابلغت الشرطة والتي سارعت للبحث عن الطفلة.
وجدت جثة الطفلة بعد اختفائها بيومين مرمية في كوة سقف أحد الأبنية وعليها آثار كدمات متفرقة، وبعد التحقيق توصل الأمن الجنائي إلى الفاعل عن طريق حذاء سندس الذي وجد ملقياً على درج البناء.
اشترك الفاعل مع شقيقه في الجريمة من أجل سرقة قرط في أذن سندس لا يتعدى وزنه الثلاث غرامات، بعد استدراج الصغيرة إلى سطح البناء محل سكنهما، سارع القاتلان إلى أخذ القرط من اذنها بالقوة وخوفاً من سماع أحد لصراخها قاما بكتم انفاسها وشل حركتها وألقياها بكوة السقف "المنور"، بعد ذلك أخبرا شقيقتهما التي تسترت على الجريمة وباعت القرط.
جريمة نيبال تهز الشارع الأردني
هزت جريمة مقتل الطفلة نيبال أبو دية الرأي العام الأردني وضجت بالحادثة وسائل التواصل الاجتماعي ونشرتها على نطاق واسع منذ اختفاءها في 27 آذار/مارس، حتى العثور على جثتها بعد أربعة أيام وتشييعها.
وجدت جثة نيبال ذات الأربع سنوات مهشمة الرأس تحت كومة من الخردة، والقاتل لم يكن إلا مراهق حاول الاعتداء عليها فقاومته فما كان منه إلا أن ضربها على رأسها ووجهها بأداة حادة حتى فارقت الحياة ووضع فوقها قطع الخردة. 
طالب المشيعون لجثمان نيبال بإنزال اقصى العقوبات بحق القاتل، لكن سنة واحدة كانت كفيلة بإنقاذه من السجن المؤبد أو الاعدام، فعمر القاتل 17 عاماً وينطبق عليه قانون الاحداث، وسيكون حراً طليقاً بعد 12 عاماً لكن وصمة العار ودماء نيبال ستلاحقه ما بقي حياً.
جنة... ضحية "التربية" 
"ليس أغلى من الأبن إلا أبن الأبن" مثل لا ينطبق على جنة وشقيقتها أماني، فمنذ دخولها المشفى حتى فارقت الحياة في صبيحة الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر شغلت قضية الطفلة جنة التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات الرأي العام المصري والعربي.
ونُقلت جنة إلى المستشفى في 21 أيلول/سبتمبر بعد أن أبلغ جدها لوالدها عن الحادثة، وأكد أن جدتها لوالدتها صفاء قامت بتعنيفها، وحرقها في مناطق متفرقة من جسدها.
وكان الكي والحرق والضرب والتعذيب عقوبة الطفلة لا لشيء إلا لأنها تعاني من التبول اللاإرادي الذي يعاني منه عدد كبير من الأطفال في مثل سنها.
رغم مطالبات واسعة بإعدام الجدة، إلا أن الحكم الاخير الذي صدر بحقها هو السجن المشدد 6 أعوام فقط. 
بعد أكثر من أربعة أشهر على الجريمة صدر الحكم بحق الجدة إلا أن المشاركين فيها "الأم والخال" بصمتهم لم يحاسبوا ولا بأي شكل من الأشكال حتى كتابة هذا التقرير لكن الأكيد أن وصمة العار ستلاحقهم ما حيوا.
هذه الجرائم أمثلة بسيطة عما يرتكب بحق الطفولة فهناك ألف أماني وجنة وملك ونيبال وسندس وريماس وسجى وزهراء حول العالم وهناك المئات والآلاف من الأطفال تقتلهم آلة الحرب والجوع والفتنة ولا أحد يسمع استغاثتهم، ليست هذه الجرائم سوى مثال على اللاإنسانية التي تصل ببعض البشر لإزهاق أرواح بريئة لتحقيق مآرب شخصية.