ارتداء ربطة عنق تمنح مجرم تخفيض عقوبة بذريعة "حسن السلوك"

محكمة آمد شمال كردستان تمنح تخفيض عقوبة بذريعة "حسن السلوك" لرجل قام بتعذيب زوجته لمدة 32 عاماً ثم قتلها، فقط لأنه قام بارتداء ربطة عنق أثناء حضوره المحاكمة.

 مدينة مامد أوغلو

آمد ـ في محاكمة حسيب أكبولوت الذي قام بتعذيب وقتل زوجته محترم أكبولوت، قررت محكمة آمد تطبيق تخفيض "حسن السلوك" بحقه.

 

"حسن السلوك" شهادة لجاني عذب زوجته لمدة 32 عاماً

حسيب أكبولوت الذي كان يقطن في حي ألتيوك الواقع في منطقة بسمل بمدينة آمد شمال كردستان، أقدم على قتل زوجته محترم أكبولوت بتاريخ ٣ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٩، واعتقل في ذات اليوم وأودع في السجن، وفي الأيام القليلة الماضية صدر الحكم بحقه واختتمت الدعوى المرفوعة ضده بتهمة "القتل العمد"، حيث أن الجاني حسيب أكبولوت الذي كان يقوم بتعنيف زوجته بشكل ممنهج لمدة ٣٢ عاماً وقتلها تحت التعذيب تمكن من الحصول على تخفيض للعقوبة بذريعة "حسن السلوك" وأن الجاني "نادم" وحتى "لا يؤثر الحكم على مستقبله"، ورداً على الحكم قالت ابنة الضحية سلطان جوشكون "لم يتبقى أي نوع أو شكل من أشكال التعذيب ولم تتعرض له والدتي على يد والدي لمدة ٣٢ عاماً".

وقام مكتب النائب العام في آمد بإعداد لائحة الاتهام بالجرائم التي ارتكبها الجاني بحق الضحية وهي "القتل العمد" و"القتل بمشاعر وحشية أو تحت التعذيب"، حيث استغرقت محاكمته أربع سنوات، وأخذت المحكمة في عين الاعتبار المدافعات المعروفة في قضايا النساء السابقة التي قدمها الجاني لتبرئة نفسه، وبالنظر إلى دفاع الجاني طلبت هيئة المحكمة عينات دم واختبارات الحمض النووي من الأطفال لاتخاذ القرار.

 

هناك تناقض واضح في قرارات المحكمة

وبسبب عدم تضمين اختبار الحمض النووي المطلوب في الملف تقرر بأن الصفة الجنائية للمتهم كانت كاملة ولا خلل فيها، وبعد هذه التقارير عقدت جلسة الاستماع في المحكمة الجنائية العليا الـ 13 في آمد في ١٢ أيار/مايو الماضي، وخلالها حكمت المحكمة على الجاني الذي مارس العنف ضد زوجته لمدة ٣٢ عاماً وقام بقتلها باستخدام أداة حادة، بالسجن المؤبد بتهمة "قتل زوجته عمداً"، مع تطبيق تخفيض "حسن السلوك" في العقوبة، بذريعة "ماضي المتهم وعلاقاته الاجتماعية الجيدة وشعوره بالندم بعد ارتكابه الجريمة وأثناء المحاكمة أيضاً، كما أخذت بعين الاعتبار تأثيرات العقوبة الصادرة على مستقبله"، على الرغم من أن قرار المحكمة الصادر عن الدفاع نص على عدم إدراج تطبيق تخفيض الاستفزاز الغير عادل، إلا أنه تم تطبيق تخفيض العقوبة بحجة "حسن السلوك".

 

"لم يتبقى نوع من أنواع التعذيب ولم تتعرض له والدتي"

وفي هذا الصدد ردت ابنة الضحية سلطان جوشكون على تطبيق تخفيض حسن السلوك بحق قاتل والدتها بأن والدتها تعرضت للعنف لمدة ٣٢ عاماً على التوالي وتم تهديدها بالقتل بشكل مستمر، كما وأشارت إلى أن والدها حسيب أكبولوت لم يكن يسمح لوالدتها بالخروج من المنزل، قائلة "لقد كانت أمي امرأة تكافح من أجل حياتها وأطفالها بمفردها، كان والدي يشتمها باستمرار ويضربها أمامنا بشكل مستمر، لقد كانت عيناها محاطة بهالات بنفسجية دائماً من آثار الضرب الذي كانت تتعرض له، في إحدى المرات وأثناء تعرضها للعنف كسر فكها أثر ذلك، ما دمت على قيد الحياة لن أنسى أبداً ما حدث لوالدتي أو بنا".

وأكدت سلطان جوشكون على أن الجاني يجب أن ينال عقاباً أكثر صرامة من هذا، وأظهرت رد فعلها على تخفيض حسن السلوك بعبارة "يرتدون ربطة عنق ويحصلون على تخفيض للعقوبة، أننا لا نقبل إطلاقاً أن يحصل الجاني على تخفيض لحسن السلوك، سوف نقدم طلب لاستئناف هذا القرار المجحف"، وأضافت "في الفترات الأخيرة بدأت الجرائم المرتكبة بحق النساء بالازدياد يوماً بعد يوم، والسبب الرئيسي في ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة هو سياسات الإفلات من العقاب، يقدمون على قتل النساء أمام أطفالهن والمجرمون يتمكنون في النهاية من الحصول على تخفيض عقوبة أنهم واثقين بأنفسهم، فهم يعلمون أن ارتدائهم لربطة العنق عند الذهاب إلى المحكمة سوف يحصلون على تخفيض منها، لا يوجد أمر أكثر فظاعة من هذا، فقد تعرضت والدتي لأكثر من ٢٤ طعنة في أماكن متفرقة من جسدها، لقد تألمت وتعذبت لدرجة أنه كان من الصعب علي التعرف على جثتها عندما رؤيتها في المشرحة، ما المغزى من إقدامك على قتل شخص ما وبعدها تقول "أمنحني تخفيضاً"؟.

 

"ما دمنا صامتين سيستمر قتل النساء"

وأشارت سلطان جوشكون إلى أن الرجال والمجتمع سيستمرون بارتكاب جرائم بحق النساء ويتسترون عليها بذريعة "الشرف" الذي اختلقوه، قائلة "يجب أن يعاقب قتلة النساء بأقصى أنواع العقوبات التي وردت في القانون، أقوالهم أقدمنا على القتل بداعي الشرف إنها أكاذيب بلا شك، أنهم ومن خلال الافتراء يقدمون على فعل كل شيء، بسبب هذه الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الرجال في المجتمع تودي بحياة النساء اللواتي يتركن خلفهن أطفال لا ذنب لهم، لقد حان الوقت لكسر حاجز الصمت، فلنصرخ كفى لهذه الممارسات، إذا بقينا صامتين سوف تقتلت المزيد من النساء".