أمينة شنياشار تصرخ من أجل "العدالة" منذ عام: إذا لزم الأمر سأبقى في السجن عاماً آخر

لم يكن لتركيا نظام دولة يوفر "العدالة" بشكل كامل للمواطنين. وهناك أناس يريدون "العدالة" في كل مكان من تركيا. عائلة كلستان دوكو من مدينة ديرسيم لم يتركوا باباً إلا طرقوه للبحث عن ابنتهم المفقودة منذ أكثر من عامين

على الرغم من قول المحاكم أن العدل هو الأساس في عملها، إلا أن أمينة شنياشار تقوم بمراقبة العدالة منذ عام أمام المحكمة العدلية في أورفا.

أمينة شنياشار، التي تم قتل زوجها وأبناؤها واعتقل ابنها الآخر، لديها طلب واحد فقط معاقبة المجرمين وإطلاق سراح ابنها المسجون. وقالت "سأستمر في الجلوس هنا حتى يتم تلبية مطالبي. مر عام، سأجلس لمدة عام آخر. يجب على الجميع أن ينضموا إلينا ويطالبوا بالعدالة". 

 

مدينة مامد اوغلو  

رها - لم يكن لتركيا نظام دولة يوفر "العدالة" بشكل كامل للمواطنين. وهناك أناس يريدون "العدالة" في كل مكان من تركيا. عائلة كلستان دوكو من مدينة ديرسيم لم يتركوا باباً إلا طرقوه للبحث عن ابنتهم المفقودة منذ أكثر من عامين. كما تعمل "أمهات السبت" في اسطنبول وأقارب المفقودين في آمد وباتمان منذ سنوات للعثور على أقاربهن الذين اختفوا في التسعينيات ومعاقبة الجناة. وماتت العديد من الأمهات اللواتي قضين حياتهن في البحث عن عظام أولادهن، كانت أمنيتهن الأخيرة أن يكون لديهن قبر لأطفالهن فقط. ولا يقتصر الأمر على هؤلاء فقط، بل هناك العديد من الذين تم فصلهم من وظائفهم، وتم اعتقالهم ظلماً. 

وأثناء حديثنا عن الظلم والقرارات القانونية الظالمة يمكننا كتابة العديد من الصفحات لكثرتها كإصدار النظام القضائي قرارات لصالح الرجال في حال ارتكابهم مجازر بحق النساء.

 

قُتل زوجها وابنيها  

في الرابع عشر من حزيران/يونيو 2018، تم قتل جلال وعادل وحجي إسفيت من عائلة شنياشار خلال الحملة الانتخابية من قبل الحراس الشخصيون وأقارب نائب حزب العدالة والتنمية إبراهيم خليل يلدز. 

أمينة شنياشار التي تمردت على العدالة التي لم تتحقق على الرغم من مرور أربع سنوات على المجزرة التي تم ارتكابها أمام الناس، مازالت تقوم بحملة "مراقبة العدالة" لمدة 365 يوماً لتحقيق العدالة التي لم يتمكن المدعون من تحقيقها، ولاتخاذ العقوبة اللازمة بحق المجرمين. 

لم يستطيع أي شيء إنهاء الوقفة الاحتجاجية التي بدأتها أمينة شنياشار مع ابنها فريد شنياشار أمام محكمة أورفا، في 9 آذار/مارس 2021، لا الثلج المتساقط ولا الشمس الحارقة ولا تدخلات الشرطة.  

 

تتمرد على العدالة التي لم تتحقق 

أمينة شنياشار، التي كانت تأتي إلى محكمة أورفا من سروج كل صباح قائلةً "لقد فككوا عائلتي كيف يمكنني البقاء في المنزل"، وتنتظر تحقيق العدالة أمام المحكمة حتى المساء، أصبحت شعلة أمل ومصدر إلهام للكثير من الناس الذين يسعون لتحقيق العدالة.  

أمينة شنياشار، التي لم تغادر باب المحكمة لمدة عام كامل رغم المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها قالت "حتى لو أدركتُ أنني سأموت هنا فلن أذهب إلى البيت لأن بيتي فارغ فإلى أين أذهب؟".

 

فتح العديد من الدعاوى ضدها 

إلى جانب المشاكل الصحية والضغوط الذي واجهتها، فُتحت تحقيقات متعددة ضدها خلال هذه الفترة. حيث تم رفع 4 دعاوى قضائية بتهمة "إهانة موظف عام" بسبب الكلمات التي قالتها خلال الوقفة الاحتجاجية، وتم استدعاؤها 14 مرة للسبب نفسه. واحتُجزت الأم وابنها ستة مرات أمام المحكمة دون أي "سبب"، وتم نقلها إلى المستشفى بالقوة عدة مرات.

رغم تغير المدعيين العامين التسعة الذين تعاملوا مع الملف، لم تتم الموافقة من قبل أي من منهم على مقابلتها.

 

"لم نشاهد شيء سوى الظلم خلال عام كامل" 

قالت أمينة شنياشار في إشارة إلى أنهم بدأوا بالجلوس أمام المحكمة لطلب العدالة التي كانوا ينتظرونها منذ سنوات "لم نتمكن من إيجاد العدالة أينما ذهبنا ولا رؤيتها تتحقق، لذلك لا أستطع البقاء في المنزل آملةً في تحقيق العدالة، لذلك أتيت إلى هذا المكان".

وأضافت "نعيش هنا أمام باب المحكمة منذ عام. وطوال هذه المدة لم نشهد سوى الاضطهاد. لم يرغب المدعون في رؤيتنا لقد أغلقوا أبوابهم في وجوهنا. حتى عندما ذهبنا إلى المحكمة لم يسمحوا لنا بالدخول بل قاموا بحظر دخولنا، وتعرضنا للضرب مرات عدة وكذلك للكثير من القسوة والتعذيب". 

 

"بدلاً من محاكمة القتلة قاموا بمحاكمتي" 

على الرغم من مقتل ثلاثة من أفراد أسرة أمينة شنياشار، وبدلاً من محاكمة القتلة الذين قاموا بارتكاب تلك الجريمة تم الحكم عليها وفتح العديد من التحقيقات ضدها. 

وأشارت إلى أن الدولة التركية فعلت كل ما بوسعها للتغطية على المجزرة. رداً على ما حدث لها ولأسرتها "إبراهيم خليل يلدز يفعل كل شيء مع الحكومة التي تقف خلفه. إنه يقاضيني. قُتل ثلاثة من أفراد عائلتي. هل الدولة أم الحكومة هي التي تفعل ذلك وتسمح به؟". 

 

"أريد الإفراج عن ابني فاضل" 

وقالت أمينة شنياشار "منذ عام وأنا أواظب على المجيء إلى هذا المكان، لدي ابن في السجن وأنا جالسة هنا حتى يتم إطلاق سراحه وتحقيق العدالة، ولم يبق شيء من صحتي. لا أستطيع حتى أن أرى بعد الآن، ابني في السجن الانفرادي منذ أربع سنوات". 

وأضافت "الشخص المسؤول والذي يفعل ذلك بأولادي يتجول في سروج وهو يلوح بذراعيه. لدينا طلب واحد فقط لمدة عام. الافراج عن ابني فاضل ومعاقبة المجرمين".

 

سأجلس لمدة عام آخر إذا لزم الأمر 

قالت أمينة شنياشار إنها تلقت الكثير من الدعم من أولئك الذين دعموها في فترة عام واحد، وقالت إنها تتوقع نفس الدعم في 9 آذار/مارس.

ودعت الناس إلى المطالبة بتحقيق العدالة ليس فقط لنفسها ولكن أيضاً لكل من يتعرض للقمع، "العالم كله سمع أصواتنا، إلا أردوغان والمدعين العامين لن يسمعوا، سأستمر في الجلوس هنا حتى يتم تلبية مطالبي. لا أستطيع الجلوس في المنزل إذا كنت سأموت فليكن هنا".  

واختتمت حديثها بالقول "مر عام سأجلس لمدة عام آخر. لن أستسلم أبداً ولا ينبغي للناس أن تستسلم. يجب على الجميع أن يأتوا إلى هنا ويضموا صوتهم إلى صوتي، ويطالبوا بالعدالة هنا معنا. تعالوا إلى هنا في 9 آذار وطالبوا بتحقيق العدالة للجميع، وليس فقط من أجلنا".

 

https://jinhaagency.com/tr/tum-haberler/content/view/31264