'الوعي يفضح الأستاذ المتحرش... يجب أن يكون هناك تحرك واسع وأن نوقع على اتفاقية 190'

أثار منشور كتبته طالبة لبنانية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قضية رأي عام في لبنان، متهمةً أستاذها بالتحرش بالطالبات، لتكر سبحة الاتهامات بحقه من قبل طالبات وحتى طلاب، تشجعوا وتحدثوا عن مواقف تعرضوا لها من قبل الأستاذ

لم تردع مادة التربية الوطنية التي يدّرسها الأستاذ (س.م) عن التحرش بطالباته، بل استمر بفعلته الشنيعة من دون أي رادع أخلاقي أو مهني. إذ هزت جريمة تحرش الأستاذ الوسط التعليمي في لبنان، الذي أقدم مرات عديدة على ممارسة فعل التحرش بطالباته من دون أي حسيب أو رقيب بل استمر بفعلته حتى إقدام الطالبات على فضحه بعد أن تقاعست إدارة المدرسة عن إيقاف الجاني. 
 
كارولين بزي
بيروت ـ .
احتج طالبات وطلاب أمام ثانوية جورج صراف، بعد تداول اتهامات بالتحرش لفظياً وجسدياً بالطالبات داخل المدرسة، مطالبين بمحاسبة الأستاذ "المتحرش"، والإدارة لكونها لم تحرك ساكناً رغم الشكاوي المتكررة التي وردت إليها.
 
"بعد تقاعس إدارة المدرسة الطالبات أوصلوا القضية إلى الإعلام"
تعليقاً على الحادثة ومدى خطورة تحرش أحد الأشخاص الذي من المفترض أن يكون قدوةً لتلاميذه، تقول رئيسة جمعية "وردة بطرس" ماري الدبس لوكالتنا "أنه لأمر خطير أن يتحرش الأستاذ بطالباته، فالأستاذ يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على طلابه وطالباته، هم يعتبرونه قدوة لهم، ولكن عندما يفقدون هذه القدوة بسبب أفعالها ويجدون أن إدارة المدرسة أو إدارة ثانوية تقاعست عن مساندتهم ولم تحاسب الأستاذ الذي تم تقديم العديد من الشكاوي ضده من أجل وضع حد لأفعاله نشعر بفقدان للأخلاق على صعيد الوطن".
وتلفت إلى أن "الأهمية في حادثة التحرش التي أقدم عليها الأستاذ الذي يمارس مهنة التعليم في ثانوية جورج صراف، هي أن الطالبات في المدرسة لم يسكتن عن حقهن ولاسيما عندما ازداد فعل التحرش، بل واجهوا الأستاذ وإدارة المدرسة التي عندما وجدوا أنها لم تتجاوب معهم بالطريقة المناسبة، قاموا بإيصال القضية إلى وسائل الإعلام". 
وتوجه ماري الدبس نداءً عبر وكالتنا وتقول "أوجه نداءً لكل من يتعرض أو يعاني من التحرش وخاصةً في المدارس، أن يرفع الصوت عالياً ويقف بوجه هذه الجريمة... إذ شهدنا في الماضي العديد من أمثلة التحرش التي تركت آثاراً نفسية وجسدية وأودت بحياة بعض الفتيات". 
 
"على وسائل الإعلام أن تسلط الضوء على أفعال التحرش"
وتتابع "نتمنى من الإعلام أن يركز على هذه القضية، وبما أننا أطلقنا على هذه السنة 'السنة العالمية والسنة اللبنانية من أجل مواجهة كل أشكال التحرش والعنف في ميدان العمل'، نعتبر أن المدارس هي جزء أساسي من هذه الحملة، وبالتالي نتمنى من وسائل الإعلام أن تساعد في هذه الوجهة وتسلط الضوء على هذا العنف الفظيع الذي تتم ممارسته بأسماء مختلفة، ضد الفتيات والنساء بشكل عام، وحتى ضد فئات مهمشة كثيرة من مجتمعنا اللبناني".
من المعروف أن مدينة طرابلس تتميز ببيئتها المحافظة لكن خطوة الطالبات بإثارة هذا الموضوع وفضح المتحرش جريئة وملفتة، تعلق ماري الدبس على هذا الأمر وتقول "أعتقد أن الوضع تغير والناس تشعر بمسؤولية أكبر، وأصبح الجيل الجديد من شبان وفتيات أكثر وعياً فهم يرصدون ما الذي يجري على الصعيد العالمي ويدركون أن هناك من يدعمهم ويساندهم، وبأن هناك جمعيات تتحرك في هذا الاتجاه، لذلك باتوا يتحلّون بالشجاعة لوضع حد لهذا العنف". 
وعبّرت عن أسفها لعدم تحرك رابطة أساتذة التعليم الثانوي في هذا الخصوص، "رابطة أساتذة التعليم الثانوي في لبنان لم تصدر موقفاً أو بياناً حول الموضوع، وهذا الأمر مفاجئ وسأحاول التواصل معهم للاستيضاح، وعلى أساتذة التعليم الابتدائي والجامعي ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة أن يصدروا بيانات ويستنكروا هذه الجريمة، ويروا ما الذي يجري ضمن نطاقه. وفي الوقت الذي تغيب فيه الدولة عن مسؤولياتها سنكون العين الساهرة على هذه المسألة ولن نستثني أحداً يجب أن يكون هناك تحرك واسع، وأن نوقع مع نهاية هذا العام على اتفاقية 190 بشأن القضاء على العنف والتحرش في مجال العمل".
 
بيان حملة "أقوياء معاً"
هذا وصدر بيان عن حملة "أقوياء معاً" بهذا الصدد جاء فيه "بعد أن تحولت ساحة ثانوية "جورج صراف" الرسمية المختلطة في طرابلس الاثنين 6 كانون الأول/ديسمبر إلى ثورة طلابية ضد أستاذ التربية الوطنية المتهم بالتحرش بعدد كبير من طالباته، واقتحامهم مكتب مدير الثانوية محي الدين حداد  لتغاضيه عن الشكاوي السابقة والتستر على الأفعال المشينة لأستاذ التربية المتحرش، أعلنوا عزمهم على الإضراب المفتوح إلى حين معاقبة المتحرش صاحب التاريخ الحافل بممارسة هذه الأفعال الشنيعة بحق أولادنا الطلاب". 
وأشار البيان إلى إن "الحملة الوطنية 'من أجل ضمان عدالة النوع الاجتماعي' تدين بشدة هذه الأفعال الشنيعة بحق طالباتنا وطلابنا، وتدعو السلطات المختصة التربوية والامنية إلى إجراء كافة التحقيقات اللازمة لمحاسبة ومعاقبة الأستاذ المتحرش وأمثاله".
واختتم البيان بضرورة تطبيق مبدأ المحاسبة "لا للتسامح أو التغاضي عن العنف والتحرش... نعم لإبرام اتفاقية منظمة العمل الدولية 190".