التجمع النسائي الديمقراطي يطلق "مش وقتها" ضمن حملة الـ 16 يوم
للضغط على المعنيين الذين لطالما كان جوابهم عندما يتعلق الأمر بالنساء والفتيات وحقوقهن "مش وقتها"، أطلق التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني حملة ترفض الإذعان لسياسة التأجيل الدائمة
يعمل التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني على عدة مشاريع وقضايا خلال حملة الـ 16 يوماً العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي التي انطلقت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدءاً بالسعي إلى حث لجنة الإدارة والعدل في المجلس النيابي على مناقشة قانون يمنع الزواج قبل سن الـ 18 والبت بإقراره، مروراً بحلقات التوعية المتنقلة بين المناطق اللبنانية.
كارولين بزي
بيروت ـ .
"مش وقتها" حملة لإقرار قانون "مش قبل الـ 18"
عن أبرز نشاطات التجمع النسائي الديمقراطي خلال حملة الـ 16 يوماً العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، تقول منسقة الإعلام والتواصل في التجمع رشا وزني لوكالتنا "أطلق التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني ضمن حملة الـ 16 يوم حملة "مش وقتها" كخطوة بالغة الأهمية ومستعجلة يرفض فيها الإذعان لسياسة التأجيل الدائمة، الطفلة مش وقتها تتزوج أي يجب منع زواج القاصرات، ومش وقتها يتأجل القانون أي آن الأوان لإقرار قانون تحديد سن الزواج بعد الـ 18 عاماً".
وتتابع "جاءت هذه الحملة بعدما أرسل التحالف الوطني لحماية الأطفال والطفلات من التزويج المبكر ممثلاً بالتجمع النسائي كتاباً إلى لجنة الإدارة والعدل يسأل فيه عن القانون الذي تم تقديمه من قبل التجمع النسائي والموجود لدى لجنة الإدارة والعدل منذ عام 2017، وتمت مناقشته في حزيران/يونيو 2021، ولم يتم تحديد موعد آخر لاستكمال أو إعادة المناقشة، أو البت بإقراره، أي أننا لم نحصل على أي جواب من قبل لجنة الإدارة والعدل على الكتاب".
وتوضح "ارتأينا في التجمع أن نطلق هذه الحملة ضمن حملة الـ 16 يوم لنضغط من أجل إقرار القانون. بدأت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع انطلاقها على محطات التلفزة وهي تحاكي مأساة التزويج المبكر من مختلف الأبعاد، نتناول فيها ضغط المجتمع وسن المراهقة والعلم والطفولة، بالإضافة إلى الإحصاءات المعروضة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الحملة هي استكمالاً للحملة الوطنية التي أطلقها التجمع عام 2017 لحماية الأطفال والطفلات من التزويج المبكر".
وتشير إلى أن التغريدات ناشدت على مواقع التواصل الاجتماعي المعنيين بالتوقف عن تأجيل القانون وبأن هذا القانون أولوية كأي ملف آخر يتم العمل عليه، لافتةً إلى أنه تم التطرق لموضوع التزويج المبكر من أكثر من منظار ضمن الحملة، مثلاً "التزويج المبكر يؤدي إلى موت الفتيات، ينهي طريق العلم، يؤذي الصحة الجسدية والنفسية للفتيات، كما استخدمنا إحصاءات، وأكدنا على حق الطفلات بالتعلم، وسألنا كيف لا يُسمح للشبان والشابات أن يقترعوا قبل سن الـ 21 في المقابل يُسمح لهم بالزواج؟".
"القوانين التي تحمي النساء أولوية"
لم تغب الأزمة الاقتصادية عن حملة التجمع، وتقول رشا وزني "تناولنا موضوع الأزمة الاقتصادية التي دفعت ببعض الأهالي إلى تزويج بناتهم من أجل تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهلهم"، وتشير إلى أن هذه المرة استخدم التجمع في حملته عبارة "مش وقتها"، لأن المعنيون لطالما كان جوابهم عندما يتعلق بالمرأة والفتيات وحقوقهن هو "مش وقتها"، وتضيف "لكن هذه المرة نحن نقول لهم مش وقتها هي تتزوج ومش وقتها تأجلوا القانون، هذا القانون أولوية ولا يجوز أن تكون القوانين التي تحمي النساء ثانوية".
وأشارت إلى أن التفاعل كان كبيراً مع وسم "مش قبل الـ 18" وهو عنوان الحملة منذ انطلاقتها، "تفاعل معنا العديد من المؤثرين والممثلين والإعلاميين، كان هناك مناشدة من قبلهم واستخدموا التغريدات التي أطلقناها لأن هذا الأمر يهمهم ويعنيهم إقرار هذا القانون"، لافتةً إلى أن اقتراح القانون الذي تقدم به التجمع النسائي والموجود لدى لجنة الإدارة والعدل لا ينص على استثناءات، بل هو قانون مدني شامل لكل المواطنين اللبنانيين وينص على تحديد سن الزواج بعد الـ 18 عاماً.
العنف الإلكتروني والصحة الجنسية والإنجابية
أما عن النشاطات الأخرى التي يقوم بها التجمع ضمن حملة الـ 16 يوم، تقول "نعمل وبالتعاون مع القوى النسائية في جمعية Action Aid على حملة في منطقة بعلبك تحت عنوان "تواصلي بأمان" تتضمن جلسات توعية للنساء في المنطقة حول العنف الإلكتروني والأمان الرقمي، بالإضافة إلى كتيبات توعوية وقرطاسية وكذلك جلسات توعوية في المدارس. كما نتناول أيضاً في جب جنين بقضاء البقاع الغربي، موضوع الصحة الجنسية والإنجابية بجلسات تحت عنوان "صحتنا دورة حياة"، ويتم فيها توزيع كتيبات توعوية حول مستلزمات النظافة وكيف نستطيع حماية أنفسنا وكيف نحصل على الحقوق الجنسية والإنجابية خاصةً مع ارتفاع أسعار مستلزمات النساء ومنها الفوط الصحية في ظل عدم قدرة معظمهن الحصول عليها".
وتابعت "بالإضافة إلى حملتي بعلبك وجب جنبن، نظمنا لقاء في بلدية جونيه عن تأثير الأزمات على صحة المرأة النفسية وقامت بإدارة اللقاء رئيسة التجمع كارولين سكر وشاركها في اللقاء رئيسة جمعية "تخطى" ساسيليا ضومط ومؤسِسة شركة Emerge Coaching ليندا شكور.
وتلفت إلى أنه تم اختيار مناطق مثل البقاع وجب جنين لأن المستلزمات النسائية لا تصل إليها كالعاصمة، وهي مناطق مهملة من قبل الدولة أيضاً، وبالتالي هناك حاجة للتوعية بالحقوق والعنف الإلكتروني المنتشر بقوة. "لقد رصدنا العديد من حالات العنف الإلكتروني في منطقة البقاع في ظل غياب الوعي لكيفية معالجة الأمور في حال تعرضت المرأة أو الفتاة لعنف الكتروني أو اخترق أحد الأشخاص حسابها، لذلك تعتبر جلسات التوعية بها مهمة".
وتضيف "عقدنا ضمن حملة الـ 16 يوم طاولة مستديرة عن بلورة مبادئ توجيهية لأجندة المرأة والأمن والسلام. كل ذلك إلى جانب جلسات توعوية ننظمها على مدار السنة وعلى كافة الأراضي اللبنانية، إذ يقود التجمع هذه الجلسات ويتناول موضوع التزويج المبكر وقوانين حماية المرأة منها قانون العنف الأسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي".