الصحة الفلسطينية تطرد الأشخاص ذوي الإعاقة من مقرهم بغزة

أغلقت وزارة الصحة الفلسطينية مقر الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة بمحافظة الوسطى في 14 آذار/مارس الجاري، بحجة توسيع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وحاجتهم إلى المبنى الذي يوجد به المقر، كي يتم تحويله لعيادة خارجية تابعة للمشفى

رفيف اسليم
غزة- , دون أي اهتمام منها بمصير الأشخاص ذوي الإعاقة المستفيدين من خدمات الاتحاد. 
وكانت الوزارة قد أرسلت إخطار للاتحاد مع مندوب من إدارة نادي اتحاد شباب دير البلح المستضيف لمقر الاتحاد بإخلاء المقر في تاريخ 11 آذار/مارس، في موعد أقصاه ثلاثة أيام, ثم قامت بإغلاقه بشكل نهائي ورسمي في اليوم الرابع عشر من الشهر ذاته, دون توفير مكان بديل، أو منحهم مبلغ من المال لتدبر أمورهم.
وعلقت سهام أبو عويضة عضو مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة, على ما حدث بالقول أن إغلاق المقر بدون سابق إنذار أو توفير بديل ينوب عنه يمثل كارثة للأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضًا لجميع المناصرين لهم والداعمين لحقوقهم, لافتةً إلى أن الاتحاد بمثابة ملتقى للأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يهربون من عدم موائمة الأماكن العامة بقطاع غزة لهم، وليلتقوا بأصدقائهم ومعارفهم به، ويتبادلون العديد من الأنشطة والأحاديث في ذلك المقر. 
وتصف سهام أبو عويضة لوكالتنا "وكالة أنباء المرأة" أهمية المقر بالقول إنه "بمثابة بيتهم الثاني فهم لا يكفون عن الاتصال للسؤال عن المشكلة، واقتراح عدة فعاليات للضغط على الوزارة وإعادة فتح المقر، أو توفير مكان بديل عنه"، مشيرةً إلى أن حزنهم ناتج عن عدم اهتمام السلطات بهم، بداية من عدم مؤامة الأماكن العامة لهم حتى تقديم الخدمات الصحية إلى التعليمية والتوعوية، ليختتم بإغلاق مقر الاتحاد وحرمانهم من وجود الجهة الوحيدة الداعمة لهم".
وبالعودة لبداية المشكلة يوضح عبد الكريم القريناوي رئيس فرع الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة بغزة، أن الاتحاد ليس له مقر فكان هناك اقتراح أن يستضيف نادي اتحاد شباب دير البلح المقر في عام 2009, وبسبب مؤامة المكان للأشخاص ذو الإعاقة، وسهولة الوصول إليه وافقوا على الاستضافة، ليصبح المقر اليوم مكان يقدم خدماته لأكثر من 10500 شخص من ذوي الإعاقة.
ويلفت عبد الكريم القريناوي إلى أن للاتحاد مقرات عدة في فلسطين ودول الشتات "الأردن, سوريا, لبنان"، وتلك المقرات مكانها ثابت، وتقدم الخدمات ذاتها للفلسطينيين ذوي الإعاقة بالدول المقيمين فيها عدا قطاع غزة, مضيفاً أنه تم التواصل مع بلدية غزة، ووزارة الصحة للوصول إلى حل بديل، لكن لم يكن اقتراحهم سوى تقديم قطعة أرض في شارع ترابي طويل غير موائم لذوي الإعاقة و لا تصل المواصلات إليه.
ووضح أن قطعة الأرض المقدمة كحل من قبل وزارة الصحة بديلًا عن المقر القديم لا تشمل مبلغ مصاريف البناء, كما أن النادي الذي كان يستضيف مقر الاتحاد قد انتقل أيضاً لمكان غير مناسب، ولا يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إليه, مؤكداً أن الاتحاد يقدم خدماته بشكل مجاني، لكنه غير ملتزم بتجهيز مقر في مكان وإمكانيات توائم حاجة الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويشير عبد الكريم القريناوي إلى أن الاتحاد عبارة عن جهة نقابية للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة، تقدم خدمات متعددة، منها تعليمية متمثلة بالمنح الجامعية الخاصة بهم, وصحية متمثلة بالتأمين الصحي، وخدمات أخرى متعلقة بتوفير فرص عمل، ومشاريع لدمجهم بمؤسسات المجتمع المدني، وأيضاً عقود مع بعض الشركات الخاصة بالقطاع لتقديم خدمات مخصصة لذوي الإعاقة, بالإضافة لتلقي الشكاوى منهم.
 
ويكمل عبد الكريم القريناوي أن تلك الشكاوى التي يقدمها الأشخاص ذوي الإعاقة يعمل الاتحاد على إيجاد حل لها، أو التخفيف من أثرها من خلال التواصل مع الجهات المختصة سواء المؤسسات أو الحكومة في قطاع غزة, مشيراً أن الخدمات المقدمة من قبل الاتحاد تهدف إلى تطبيق القانون الفلسطيني رقم 4 لعام 1999، والاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وغير ذلك من المهام التي تهدف إلى تسهيل أمور حياتهم.
وفي ختام حديثه أكد عبد الكريم القريناوي رئيس فرع الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة بغزة على استمرار الوقفات الاحتجاجية والتضامنية، حتى تتراجع وزارة الصحة الفلسطينية عن قرارها أو أن توجد حل عادل وبديل، يشمل مراعاة حق ذوي الإعاقة في إيجاد مقر لهم يوائم احتياجاتهم, مطالباً جميع الجهات والمؤسسات الإعلامية بدعمهم لتحصيل حقهم.