'النظام الأبوي يقمع المرأة من أجل استمراره'
أكدت الناشطة دلشاد برائي أن السلطات الإيرانية تبنت القوانين المناهضة للمرأة، وعززت باستمرار العنف ضدها بحجة تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية.
جينو درخشان
سنه ـ الحجاب في إيران وسيلة لقمع المرأة ويؤدي إلى حرمانها من حقوقها كإنسان. يحتاج النظام الأبوي إلى قمع النساء من أجل استمراره، والقمع مزيج يبدأ أولاً من القمع الناعم ثم يصل إلى الجزء الصعب، فمسألة اختيار ملابس النساء وحجابهن هو الحق الأول والأكثر وضوحاً الذي حرمت منه المرأة الإيرانية منذ سنوات.
"الحجاب ليس قضية مهمة بل هو كذبة كبيرة"
أكدت المستشارة والناشطة في مجال حقوق المرأة دلشاد باري أن "الحجاب الإجباري وسيلة لقمع المرأة منذ الثورة الإيرانية، إلا أن نضال ومعارضة قسم من الإيرانيات لهذا الإكراه مستمر بأشكال مختلفة بما في ذلك رفض ارتداء الحجاب وخلعه ومعارضة النظام الذكوري بأي شكل من الأشكال. برأي تسبب الحجاب في التمييز وكراهية النساء باستثناء مظهره الخارجي، وهو كذبة كبيرة وليس قضية مهمة وإلى أن يصبح لدينا الحق في اختيار ملابسنا، وهو خيارنا الفردي الأكثر شخصية، فلا ينبغي لنا أن نتوقع الحصول على ما يسمى بحقوق أكبر، إن الحق في اختيار الملابس جزء مهم من الحقين الأساسيين المتمثلين في "ملكية الجسد" و"حرية الرأي"، ويعد من أهم الحقوق الأساسية للإنسان".
وأضافت أن السلطات تبنت القوانين المناهضة للمرأة، وعززت ووسعت باستمرار العنف ضدها بحجة تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، ولا يقتصر العنف ومعاداة النسوية ضد المرأة على الحجاب القسري فقط، فالعنف ضد المرأة منذ لحظة ولادتها إلى وقت يتمثل بالزواج القسري وزواج القاصرات وقتل النساء والاعتداء الجنسي وآلاف القضايا الأخرى الموجودة بشكل علني في المجتمع، وهذا أمر مهم وأكثر شيوعاً في مناطق كردستان ويقيد النساء بشكل متعمد".
"يستضعفون المرأة"
ولفتت إلى أن الجهود المبذولة لإقرار وتشريع مشروع قانون دعم الأسرة من خلال تعزيز ثقافة العفة والحجاب، المعروف بمشروع قانون دعم "الحجاب والعفة"، هو إجراء جديد للسلطات لتحقيق أهدافها "الحجاب هو اختياري في معظم دول العالم، بينما أصبح إلزامياً في إيران، إنهم يستضعفون المرأة ونتيجة لذلك يرغبون في إظهار الحماية من خلال فرض الحجاب عليهن"، مشيرةً إلى أنه الآن هناك نقص في النجاح في جميع المجالات وتفشي الاختلاس والإدمان والدعارة والبطالة والعديد من القضايا الأخرى "برأيي لو كان من الممكن مناقشة وتقديم آراء مختلفة في هذا المجال، لما أصبح الحجاب مشكلة بالنسبة للمرأة والنظام، ولا يمكن فرض تفسير صارم ولا أساس له من الصحة على المرأة بالقوة، إن لحرية الإنسان في اختيار أسلوب الحياة خاصة في الأمور الشخصية تماماً مثل كيفية اللباس، هي إحدى وسائل الكرامة الإنسانية والشرف، والتي سلبت منا للأسف هنا في إيران".
وأشارت إلى أن "النظام الذكوري يحتاج إلى قمع النساء من أجل استمراره، حتى أن طريقة تعامل الإسلام مع ذلك هي لغة التشجيع وليس التهديد وينبغي الانتباه أيضاً إلى أن عدم تغطية شعر الرأس لا يعتبر عرياً في أي تقليد، ويقال إن اللباس هو ما يغطي أجزاء أخرى من الجسم، ولا يشمل غطاء الرأس، تفسير مجتمعنا للعري هو أيضاً متطرف وغير تقليدي. العري ليس مشكلة في مجتمعنا، ويمكن ملاحظة ذلك في ثورة Jin Jiyan Azadî وكان هدف المرأة الكردية منفصلاً عن غيرها من النساء وكن تبحثن عن حريتهن وحقوقهن في الواقع، يطلق الأدب الكردي على المرأة اسم المرأة الحرة والفعالة".
وأكدت في ختام حديثها أن "جسد المرأة وشعرها وصوتها ورقصها لا يخضع للرقابة في أي من هذه القصص والقصائد، ويستمع إليها الجمهور دون أن يعتبر ذلك عيباً، لأنهم نشأوا مع هذه الثقافة، وإذا صادفنا على مستوى المجتمع حالات تشكل علامة على انتهاك حرية المرأة، فذلك بسبب تأثير الأفكار الأيديولوجية الإسلامية الأبوية. جوهر القصة في الثقافة الكردية هو حرية المرأة واحترامها، وليس قمع رغباتها ومنعها".