'النساء تطالبن بالعدالة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وليس المحاكم'

قالت بيريفان أوزتورك إن الدولة لا تفي بواجباتها إزاء جرائم قتل النساء، لذا لا تبحث النساء عن العدالة في المحاكم ولكنهن تطالبن عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتحقيق العدالة.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ قُتلت 33 امرأة بتركيا في آب/أغسطس2022. في حين أن عدد النساء اللواتي قُتلن في الأشهر الثمانية الماضية لم ينخفض ​​عن 30 امرأة في الشهر، حيث تُقتل ثلاث نساء على الأقل ​​يومياً. وتبرز قصة عنف وراء كل ضحية، وهذا دليل على أن الدولة لا تقوم بواجبها، وأن الحل الوحيد لهذه السياسات هو التنظيم والدفاع عن النفس.

 

"الدولة لا تفي بالتزاماتها"

قالت عالمة الاجتماع بيريفان أوزتورك أن "واجب الدولة هو حماية أرواح المواطنين، لكن الدولة لم تحمي المرأة رغم الشكاوى التي تقدمها إلى مركز الشرطة، ولهذا تتزايد حوادث قتل النساء".

وأشارت إلى أنه عندما تذهب النساء اللواتي تتعرضن للعنف إلى الأماكن للإبلاغ عن حوادث العنف، فإنهن يتعرضن لعنف آخر "في بعض تدابير الحماية، يتم سجن النساء في منازلهم. ويقولون لهن أبقين في المنزل، فأنتن بأمان ولكن أذ خرجتن فأنتن لستن بأمان، ولا يمكننا حمايتكن، يمكننا التدخل عندما يقترب الرجل من المنزل. هذا القول في حد ذاته هو شكل آخر من أشكال العنف ضد المرأة".

وقالت إن الدولة لا تحمي النساء بسبب فكرهن، مشيرة إلى أن النساء اللواتي تناضلن من أجل العدالة والمساواة تتعرضن لعنف الشرطة في الشوارع. وعندما تخرجن من أجل المطالبة بحقوقهن الأساسية، تتعرضن للعنف "عندما نقول إنه لا ينبغي قتل النساء، تهاجمنا الشرطة. عندما يرى الرجال هجمات الشرطة والعنف، فإنهم يتحلون بالشجاعة. ففي السنوات الأخيرة، عندما ننظر إلى زيادة حالات قتل النساء، نرى أن سبب ممارستهم العنف، والاعتداء عليهن بوحشية وقتلهن هو أنهم يعرفون مقدار العقوبة التي سيتلقونها، أي أن القتلة يعرفون جيداً أن الدولة لن تعاقبهم، لذا فهم لا يخافون. هؤلاء القتلة ليسوا خائفين لأنهم يعرفون جيداً أنهم محميون".

 

"لا يوجد قانون يحمي المرأة في تركيا"

وأكدت أنه لا يوجد قانون لحماية المرأة في تركيا "عندما ننظر إلى القوانين نرى أنها غير مطبقة. كانت اتفاقية اسطنبول اتفاقية دولية تحمي المرأة، لكن هذه الاتفاقية ألغيت في تركيا. ولا يوجد قانون يحمي المرأة هناك، والجناة عندما يرتكبون جريمة لا ينالون العقاب الذي يستحقونه، فهناك مثل يقول "الرجل يقتل والدولة تحمي" ولكن هذا القول يعبر عن هذه الحقيقة". 

وأشارت بيريفان أوزتورك إلى أن تركيا لا تتخذ إجراءات وقائية للحد من المجازر التي تتعرض لها النساء مثل الدول الأخرى، موضحةً أن النساء في البلاد يطالبن بالعدالة في خلال وسائل التواصل الاجتماعي وليس في المحاكم. مؤكدةً بأن الجناة يعاقبون بردود الفعل التي تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، "جرائم قتل النساء ليست مجرد شيء يحدث في تركيا، ولكن من الضروري النظر في الإجراءات التي يتم اتخاذها في البلدان الأخرى. ونستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للقبض على رجل يرتكب العنف ضد المرأة. وعندما يحدث هذا للأسف، يحصل الجناة على السلطة من الحكومة. وعمليات القتل منهجية وتحدث في كثير من الأحيان".

وأعلنت بيريفان أوزتورك أن تركيا كغيرها من الدول، لا تتخذ إجراءات لمنع جرائم القتل ضد النساء، ولهذا السبب تطالب النساء بتحقيق العدالة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وليس المحاكم "حوادث قتل النساء لا تحدث فقط في تركيا، ولكن علينا أن ننظر إلى البلدان الأخرى لنرى كيف يتم اتخاذ الإجراءات لذلك. نحن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للقبض على الجناة الذين يرتكبون أعمال العنف ضد النساء".

واختتمت بيريفان أوزتورك حديثها بالتأكيد على ضرورة تنظيم النساء لأنفسهن ضد العنف والقتل "أنا أؤمن بالنضال المنظم. المرأة ليست وحدها ويجب أن تعرف هذا. من أجل منع الجرائم والسياسات الرجعية ضد المرأة، يجب أن نحارب بطريقة منظمة".